رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الملعب": الهجمات الإسرائيلية على سوريا.. السلاح الأمريكي مقابل الروسي

سوريا
سوريا

الهجمات الإسرائيلية على سوريا أصبحت أحد العناوين الرئيسية اليومية التقليدية، من الناحية السياسية فإن إسرائيل تستهدف المواقع الإيرانية في سوريا، تنفيذاً للخط الذي رسمته قبل سنوات، وهو محاربة الوجود الإيراني بالقرب من حدودها والذي ترى أنه يشكل تهديداً لها.

للهجمات بعد عسكري واستراتيجي آخر؛ فالعمليات التي تقوم بها إسرائيل في السماء السورية، والتي تطلق عليها "معركة بين الحروب"، وهي اسم المعركة التي تخوضها إسرائيل بواسطة الجيش والأجهزة الاستخباراتية ضد تعاظم قوة كإيران وتنظيمات مثل حزب الله و"حماس"، بدون نشوب مواجهة واسعة.

هذه المعارك – بجانب الأهداف السياسية- فهي تعد مثل "الملعب" بالنسبة للجيش الإسرائيلي، فهي تجربة كبيرة لطياري سلاح الجو، وعناصر المراقبة والاستخبارات الجوية والقتال الإلكتروني في الدفاع والتملص من منظومة الدفاع الجوي السورية "بانتسير" الروسية.

منذ الهجوم الإسرائيلي الأول في سوريا، المنسوب إلى إسرائيل، في أبريل 2013، أطلقت منظومة الدفاع الجوية لنظام الأسد نحو 700 صاروخ، وربما أكثر، في اتجاه طائرات سلاح الجو الإسرائيلي. أصاب صاروخ واحد طائرة إف-16 وأسقطها، كانت هذه الحادثة في فبراير 2018 أثناء قيام طائرة حربية إسرائيلية بمهمة تمويه في السماء السورية، حيث أُسقطت خلال الهجوم على عربة قيادة إيرانية، بعد أن أطلقت من سوريا طائرة من دون طيار في اتجاه إسرائيل.

هذه الحادثة كانت مفارقة لأنها كانت تعتبر هزيمة للطائرة الأمريكية على يد الطائرة الروسية، لكن بعد التحقيقات ثبت أن إسقاط الطائرة كان بسبب أخطاء ارتكبها سلاح الجو الإسرائيلي.

منذ ذلك الحين، أصبحت العمليات في سوريا ملعباً للسلاح الأمريكي مقابل الروسي، وميدانا لتدريب الجيش الإسرائيلي على الكشف والمناورة والتملص والتشويش، والعديد من العمليات التي لم تتح لها اختبارها في أي معركة أخرى.

من ناحية أخرى، يصعب الحكم الآن على التجربة، بأنها انتصار للسلاح الأمريكي أمام الروسي، بيد أن الصواريخ السورية المستخدمة حالياً، قديمة نسبياً ومن أجيال سابقة، مقابل دخول طائرة إف-35 ("الشبح") في النشاط العملاني في مختلف الساحات، وفي الوقت نفسه فإن سوريا لم تستخدم بعد بطارية الصواريخ S-300 المتطورة التي اشترتها من روسيا.

هذه الصواريخ زُوّد بها الأسد بعد سبتمبر 2018، حين أسقطت عن طريق الخطأ طائرة استخبارات روسية كانت في طريقها إلى قاعدة في اللاذقية، بينما كانت في ذلك الوقت طائرات تابعة لسلاح الجو تقوم بنشاط عملاني. وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اتهم حينها إسرائيل بأن طائراتها اختبأت وراء الطائرة الروسية واستخدمتها "كدرع جوي"، لكن بشكل عام فإن العمليات الإسرائيلية في سوريا تعتبر تدريب للجيش الإسرائيلي، وملعب لاختبار الأسلحة بين القوة العظمى.