رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لاعب كرة السلة عبد الرحمن عابد: أتمنى اللعب مع الفريق المصري في الأوليمبياد

عبد الرحمن عابد
عبد الرحمن عابد


نظمت السفارة الأمريكية بالقاهرة، لقاءً بتقنية الفيديو، بين لاعب كرة السلة عبد الرحمن عابد، لاعب فريق أوكلاهوما سيتي ثاندر ومنتخب مصر، وعدد من الصحفيين المصريين والأفارقة، في إطار برنامج الدبلوماسية الرياضية، وهو واحد من البرامج التشاركية بين مصر والولايات المتحدة.

عبدالرحمن عابد لاعب فريق أوكلاهوما سيتي، من مواليد الإسكندرية، انتقل إلى الولايات المتحدة مع عائلته في سن الثامنة عام 2001، تحدث مع الصحفيين المصريين والأفارقة وأعضاء الاتحاد المصري، للرد على استفساراتهم بشأن مشاركته في الدوري الأمريكي لكرة السلة.

يقول عبدالرحمن: "ربما لا أتذكر كثيرًا عن طفولتي في مصر، لكني احتفظت باللغة العربية التي تعملتها واعتدت على التحدث بها في سنواتي الأولى، مع ذلك لا زلت أشعر بالارتياح كلما زرت مسقط رأسي في حي سموحة بالإسكندرية، هناك بعض التغييرات الطفيفة منذ غادرت إلى الولايات المتحدة التي التحقت فيها بواحدة من المدارس في ولاية شيكاغو، والتي تعلمت فيها كثيرًا وصرت الرجل الذي أنا عليه الآن، حيث أستوعب هاتين الثقافتين المختلفتين، ولكن من أوجه التشابه بين مدرستي في مصر وأمريكا هو حب لعبة كرة السلة".

وأضاف: "كرة السلة ساعدتني كذلك على الاختلاط بأقراني في المدرسة وإتقان الإنجليزية سريعًا، وهو ما شكّل جزءًا كبيرًا من رحلتي منذ الهواية وحتى صرت محترفًا، عندما أتيت إلى الولايات المتحدة كنت واحدًا من مشجعي كرة القدم ولم أتوقع في البداية أن يتغير مسار حياتي إلى كرة السلة، لكن لا يوجد هناك مشجعون كثيرون لكرة القدم في شيكاغو، بل كانت هناك مئات الأماكن للعب كرة السلة، والتي تمثل الثقافة الأمريكية، ما جعلني أبدأ من جديد وفق هذه الثقافة التي تمثل مجتمعي الجديد".

وتابع: "وفي المرحلة الثانوية لفت مدربي، والذي كان بمثابة والد لي، نظري إلى تفوقي وإمكانية احترافي للعبة، وهو من ساهم في انخراطي في الدوري الأمريكي لكرة القدم"، مشيرا إلى أنه عند انتقاله كلاعب محترف في ولاية أيوا في دوري كرة السلة وجد ثقافة جديدة "هناك تعلمت كيف أكون فائزًا، كيف ألعب مع فريقي وكيف نقاتل لتحقيق الفوز، وقبل عامين واجهت بعض الإخفاقات لكني تعلمت أن هذه هي الحياة، أوقات من الفوز وأخرى من الإخفاق".

يأمل عبدالرحمن، في المشاركة ضمن لاعبي الفريق المصري في دورة الألعاب الأوليمبية التي تُقام العام المُقبل؛ وبالفعل شارك مع الفريق في ثلاث مواسم صيفية في الأعوام السابقة، معلقا: "سأحاول تقديم أفضل ما لديّ ودعم الفريق لنقوم معًا بتقديم إنجاز كبير"، لافتًا إلى أنه قضى الشهريين الماضيين خلال فترة العزل وحيدًا "أغلب الوقت أشاهد التلفاز؛ بخلاف هذا أمارس بعض التدريبات البسيطة في المنزل وأقوم بالجري كل صباح مع كلابي، وحاولت خلال هذه الفترة الحفاظ على لياقتي البدنية".

في الوقت نفسه يشير إلى أن المنتخب يحتاج لبضع أشياء ليعود إلى مستواه السابق منها الابتعاد عن اللعب بخشونة، "أسهل شيء للاعب أن يتعامل بخشونة في الملعب لكن هذا ليس صحيحًا، وكذلك عدم التفكير في كون الفريق أفضل أو أقل مستوى من فريق آخر، بل يجب أن نفكر في كيفية تحقيق النجاح، وفي الحقيقة أنا لا أشاهد الكثير من المباريات المحلية في الدوري المصري أو غيره، لذا لا يُمكنني الخوض في أسباب نجاح أو فشل البعض، لكن ما يُمكن أن أقوله بالنسبة للفريق المصري هو أن اللاعبين يجب أن يقوموا بالتدريب المستمر واكتساب المهارات وجعل أنفسهم أفضل حتى ولو لم يكن هناك موسم للمباريات".

ويرى عبدالرحمن، أن هناك بعض اللاعبين المصريين الذين شاركوا في الدوريات الأجنبية، لكنهم ربما باستثناء عاصم مرعي الذي يلعب في الدوري الألماني حاليًا، عادوا إلى مصر مرة أخرى، لافتا إلى أن هناك الكثير من اللاعبين من حقهم أن يجتهدوا ويشقوا طريقهم للعب في دوري كرة السلة الأمريكي، والصغار من حقهم أن يقوموا بأية تطلعات لأنفسهم ومستقبلهم ويعملون لتحقيقها "في الحقيقة أعتقد أن المشكلة في مصر تكمن في عدم الاهتمام الكافي بكرة السلة أو لاعبيها واستغلال مهاراتهم وقدراتهم، كرة القدم هي اللعبة الأولى التي يتم تسخير كافة الإمكانيات من أجلها ويقوم أغلب الناس بتشجيعها، ستظل هذه المشكلة قائمة إلى أن نجد حلولًا مبتكرة لدفع كرة السلة إلى الأمام، في الواقع لست أنا فقط، بل هناك الكثير من اللاعبين الذين يمكنهم تحقيق نجاح كبير ولكن يجب استغلال الفرصة بشكل جيد كما حدث معي".

لا يحب عبدالرحمن، أن يصف العثرات التي حدثت في طريقه بأنها إخفاقات "بل الأمر يُشبه كأنك تصعد جبلًا، هناك مناطق أكثر وعورة من غيرها وأخرى تقوم بتجاوزها سريعًا؛ في كل مرة يصعب الطريق أعيد تهيئة نفسي جسمانيًا ونفسيًا من أجل تجاوزها.. أنت كجزء من فريق يجب أن تدعم الآخرين، وكفرد تتذكر أنك وصلت إلى أهم بطولات العالم في رياضتك ويجب أن تحافظ على مسارك.. بعد موسم واحد مع فريق بوسطن كان لدي خيار للتوجه إلى أوكلاهوما سيتي، أحببت الفريق وكانت هناك فرصة"؛ مضيفا: "لا أعتقد أنني بحاجة لأن أتوقف عن كرة السلة قريبًا، أعني، أنا في السادسة والعشرين من عمري، لذا أعتقد أنني ربما أفعل المزيد للست أو السبع سنوات القادمة، بعدها يُمكنني الشعور بالقلق".

ومن جهته تحدث صمويل ويربرج، الملحق الصحفي والمتحدث الرسمي باسم سفارة الولايات المتحدة بالقاهرة، عن البرنامج الذي تقوم به وزارة الخارجية الأمريكية، مُشيرًا إلى أنه بدأ في عهد الرئيس الأسبق نيكسون عندما قام بزيارته للصين، قائلا: "لا نزال نتذكر جميعًا الصورة الشهيرة للاعبي تنس الطاولة الأمريكيين والصينيين، وعُرفت تلك المبادرة في ذلك الوقت باسم "سياسة البنج بونج" نسبة إلى تلك المباراة التي افتتحت البرنامج؛ هكذا استمرت فكرة الدبلوماسية الرياضية التي طوّرتها وزارة الخارجية الأمريكية لتصير في شكل أفضل وتتخذ طابعًا رسميًا بين الولايات المتحدة والمؤسسات الرياضية في الدول الصديقة".
وأضاف المتحدث الرسمي للسفارة الأمريكية: "في عام 2002 بدأنا في تنظيم برنامج الزائرين الرياضيين، وتطور في عام 2005 عبر زيارات اللاعبين الصغار، حيث قمنا بتنظيم زيارات لهؤلاء اللاعبين للقاء كبار المدربين وأكاديميات التدريب الشهيرة للقاء كبار المدربين وأكاديميات التدريب الشهيرة، مثل عبد الرحمن عابد وزملاءه من نجوم كرة السلة وأيضًا نجوم كرة القدم ونجوم لعبة البيسبول وغيرهم، وكذلك نظمنا زيارات لهؤلاء اللاعبين الكبار إلى دول أخرى للقاء زملائهم من اللاعبين وأيضًا الجمهور والمشجعين، ومنذ عام 2002 زار أكثر من 1300 لاعب ومدرب من الدول المشاركة في البرنامج الولايات المتحدة؛ ومع حلول العام 2005 وصل عدد اللاعبين الأمريكيين المشاركين في البرنامج إلى 340 لاعبًا من مختلف الرياضات، والذين زاروا أكثر من 80 دولة".

وتناولت ميشيل جولو مساعدة الشؤون الثقافية بالسفارة خلال حديثها، برنامج الدبلوماسية الرياضية في مصر وما حققته الدولتين من تعاون في هذا المجال، فأشارت إلى أن برنامج الدبلوماسية الرياضية في مصر يشهد نجاحًا كبيرًا منذ سنوات، وأن التعاون بين الاتحادين المصري والأمريكي لكرة السلة بدأ قبل عشرة أعوام، حيث استقبلت مصر زيارات من العديد من لاعبي ومدربي كرة السلة، مضيفة: "وكذلك حققنا نجاحا وتعاونا كبيرا في كرة القدم كان آخر فعالياته زيارة مجموعة من مدربي كرة القدم النسائية في رمضان من العام الماضي؛ كما كنا قد رتبنا زيارة لنجم كرة السلة عبد الرحمن عابد إلى مصر عبر التنسيق مع الاتحاد المصري، والتي كانت تشمل القاهرة والإسكندرية والمنصورة".

وأعرب الدكتور مجدي أبو فريحة، رئيس الاتحاد المصري لكرة السلة، عن أسفه لعدم قدرة اللاعب عبد الرحمن عابد، على زيارة مصر بسبب ظروف الحجر الصحي، مؤكدًا أن المنتخب الوطني لكرة السلة في انتظاره لاستكمال تدريباته ومشاركته مع لاعبي الفريق.