رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خريف الخيانة


اعترف الأستاذ خالد الزعفرانى - العضو السابق بجماعة الإخوان- بأن موضوع المطابع الأميرية ليس جديدا عليهم، وأن الإخوان سبق أن استخدموا بعض العاملين بهذه المطابع فى تزوير انتخابات برلمانية فى العقد الثانى من عهد مبارك، وقال أيضا إن الجماعة قامت بطباعة استمارات تصويت مزورة واستغلت رؤساء اللجان والموظفين من أنصارها

فى إضافة أعداد كبيرة من الأصوات لمرشحهم محمد مرسى خلال انتخابات الإعادة مع شفيق، وانتهت أقوال الزعفرانى بقسم يؤكد فيه أن شفيق هو الفائز بانتخابات الإعادة، وأن الأصوات التى تفوق بها مرسى كانت وغيرها أصواتا مزورة، ولكن المجلس العسكرى فضل إعلان النتيجة لصالح مرسى حتى يتفادى انفجار المظاهرات وأعمال الشغب من الإخوان والإرهابيين، فضلا عن القوى الثورية الرافضة لشفيق باعتباره امتدادا لمبارك.

كلام خالد الزعفرانى قاله بنفسه فى إحدى القنوات التليفزيونية الخاصة، وأعيد نشره فى عدد من الصحف، والمفروض أن تضاف هذه الشهادة لملفات التحقيق فى قضية تزوير الانتخابات الرئاسية المرفوعة من شفيق ضد محمد مرسى، والمفروض أن تنتهى هذه القضية ويصدر فيها حكم نهائى حتى يكف الخونة والسفهاء والمخدوعون عن حديث الشرعية، ويكف مرسى نفسه عن مواجهة المجتمعين المحلى والدولى بصفته رئيسا شرعيا مظلوما أطاح به وزير الدفاع حتى يتولى الرئاسة بدلا منه!

المفروض الآن أن نقول لكل الناس داخل مصر وخارجها إننا لا نحاكم محمد مرسى وقيادات الإخوان فحسب، ولكننا نواجه كياناً ضخما من الخونة الذين لا ولاء لهم للوطن أو القيم الأخلاقية والإنسانية والدينية، هذه الجماعة تمارس أقصى قدر ممكن من الأكاذيب والتدليس والتزوير حتى تحقق أهدافها فى السيطرة على البلدان التى تعيش فيها، وهى لا تعترف بهذه البلدان ولكنها تعتبرها جزءا من دولة كبرى يحلمون بتأسيسها فى كل بلد يسمح لهم بالحياة فيه كسائر المواطنين، هذه الجماعة تمارس الميكيافيللية أفضل بكثير من المرحوم ميكيافيللى نفسه، والذى لو عاد إلى الحياة لاعترف لهم بالنبوغ والتفوق وصار تلميذاً صغيراً فى جماعتهم.

مرسى ليس المجرم الأول أو الوحيد فى هذه العصابة، فكلهم مجرمون، وهو أيضا ليس المريض الوحيد بينهم، فكلهم مرضى منفصلون عن الواقع والوطن والدين والإنسانية، هذه العصابة البائسة هى خوارج هذا العصر، ولو كان فى مصر نظام إسلامى لقام الحاكم بقتلهم جميعا مثلما فعل على بن أبى طالب وغيره مع الخوارج فى فجر الإسلام، هذه العصابة تعيش الآن خريف العقود الثمانية التى تمثل كل عمرها، وترفع راية صفراء فاصلة تعبيرا عن ذلك الخريف، وترسم عليها أربعة أصابع ترمز فيها إلى الكذب والخيانة والإرهاب والعبط! فتلك هى المقومات الرئيسية لتلك الجماعة البائسة.

■ كاتب