رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شهيد الكلمة.. قصة شجرة نبتت من دماء فرج فودة

الدكتور فرج فودة
الدكتور فرج فودة

12 شارع أحمد تيسير مصر الجديدة، حيث مكتب شهيد الكلمة الدكتور فرج فودة الذي تحول إلى مقر للجمعية المصرية للتنوير حسب رغبته، في رحلة لـ"الدستور" عبر ربع قرن، تحديدًا السابعة إلا الربع من مساء 8 يونيو 1992، التقت خلالها المهندس "إسحق حنا" أمين عام الجمعية، ليحكي ويمثل واقعة اغتيال "فودة".

يقول حنا: "ما أن خرج فودة من باب العقار وأعطى ظهره للمدخل حتى عاجلوه من خلفه على بعد أقل من عشر خطوات من باب مكتبه، هنا حيث تنبت الشجرة في المكان الذي سقط فيه الشهيد غارقًا في دمائه، في مصادفة تعني الكثير، وكأن دماءه كانت بذرتها".

من الملامح المميزة في مكتب الشهيد نوافذه الزجاجية والتي تمثل الخلفية لأغلب صوره المتداولة أو أغلفة كتبه، ويشير إسحق إلى أن محبي وأصدقاء فودة جهزوا مكتبه ليكون مقرًا للجمعية المصرية للتنوير.

ـ أول من دق ناقوس الخطر

يلفت حنا إلى أن هذا الرجل- فرج فودة- بهذه المواصفات أصابهم في مقتل- يقصد الجماعات المتطرفة والإرهابية- خاصة فيما يتعلق باقتصادهم وأكل العيش والأموال، إذ ظل يتحدث في كل سلبيات هذا التيار سواء من سالكي طرق العنف والتطرف، أو السلفي الفكري.. إلخ، وربما كانوا يحتملونه على مضض، ولكن حينما تكلم عما يتعلق بالأموال والاقتصاد هنا كان الخطر شديدًا على فرج فودة.

وحول ما يقصده بالخطر قال حنا: "أولًا بالنسبة لشركات توظيف الأموال، استطاع فودة أن يتتبع ويكشف أين يخبأ هذا التيار أمواله وبنوكه، أيضا بعض أسماء من الممولين على المستوى الكبير، كما أنه فضح أكذوبة شركات توظيف الأموال، بمعنى أن تمويل هذه الجماعات بدأ في السرقة، ومنها محلات الذهب، لكن شركات توظيف الأموال كانت تمتلك المليارات وبشكل سريع جدًا".

واستطرد: "فضح فرج فودة كل هذه الأشياء، في البداية من خلال مقالات ثم كتبه في كتاب "الملعوب"، وفيه شرح أنه علميًا لا يمكن أن تكون هناك أرباح بالقدر الذي يدفع مثلها الريان، وبالتالي فهذا ليس مكسبًا، وأوضح أنهم يدفعون من أصل المبلغ، وما كتبه في هذا الكتاب كان قبل سقوط شركات توظيف الأموال، وكان لدينا قدر كبير من العجب، فما كتبه فودة حدث بالفعل وكأنه كان يقرأ المستقبل، وأعتقد أن حديثه عن مصادر تمويلهم هو ما عجل بقرارهم بأن هذا الرجل ليس له حل إلا التصفية الجسدية".