تقرير بريطانى: كيف لمنصة تكافح الكراهية أن تعين «كرمان» الإخوانية؟

أثار قرار الفيس بوك بتعيين اليمنية توكل كرمان ضمن مجلس الإشراف العالمى موجة من الانتقادات والغضب والجدل فى اختيارها، خاصة أنها تعد لسانًا ناطقًا لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية ولخطابات الكراهية والتطرف.

وتساءل موقع ميدل إيست أونلاين البريطاني: كيف لشركة فيسبوك أن تكافح المحتوى الذي يتضمن دعاية للتطرف وبثًا لخطابات الكراهية فيما تختار شخصية تعتبر بكل المقاييس بوقًا للتطرف والدعاية لجماعة تتبنى خطاب الكراهية منهجًا وتناوئ مبدأ الحرية والتعددية والديمقراطية، ضمن لجنة الحكماء لمراقبة المحتوى على منصاتها.

واستنكرت المراكز المعنية بمقاومة خطابات التطرف الديني والكراهية عن الجدوى من إسناد مهمة بهذا الحجم لشخصية إخوانية وكيف يسمح لها بتولي مهمة هي في الأصل أنشئت لمنع تدفق وتسلل خطابات الكراهية لمنصات فيسبوك.

وأعلنت شركة فيسبوك عن اختيار توكل كرمان الحائزة على جائز نوبل للسلام بين أعضاء مجلس الإشراف العالمي، وتتمثل مهمتها الجديدة في اتخاذ قرارات ملزمة ما لم تنتهك القانون، تتعلق بإلغاء قرارات للشركة والبت في حجب أنواع من المحتوى على منصتي فيسبوك وإنستجرام.

وبجانب كرمان يوجد آلان روسبريدجر رئيس التحرير السابق لصحيفة الجارديان البريطانية وكذلك رئيسة الوزراء الدنماركية السابقة هيلي ثورنينغ، وأندراس ساجو القاضي المجري السابق ونائب رئيس المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وقالت كرمان في تغريدة لها على تويتر إن "احتكار الحكومات لوسائل الإعلام والمعلومات لم يعد ممكنًا بفضل منصات التواصل الاجتماعي»، مضيفة أن فيسبوك منصة تحمي حقوق الناس في حرية التعبير وتفي بحاجتهم للتواصل الاجتماعي، ترغب الحكومات الاستبدادية في إيقافها لمنع مواطنيها من الحصول على أصواتهم الخاصة.
وقالت كرمان "أنضم إلى مجلس الإشراف للمساعدة في حماية وتمكين أصوات الناس والدفاع عن حرية التعبير"، مبدية فخرها بأسماء الأعضاء المشاركين معها في المجلس الجديد.
وتابعت "فخورة جدًا بأن زملائي لديهم تجارب متنوعة ومعتقدات مختلفة، أتوا من خلفيات ووجهات نظر مهنية وثقافية وسياسية ودينية متنوعة وتم اختيارهم من مناطق متفرقة من العالم ويتحدثون أكثر من 27 لغة".

وقالت أيضًا "يجمعهم أنهم من القيادات العالمية المشهورة والمعروفة بانحيازها للقيم الديمقراطية ودفاعها عن الحقوق والحريات وفي مقدمتها حرية التعبير" وهي عبارات تتناقض مع منهج الإخوان لكنها تخدم أجندتهم في النهاية.
وكانت تركيا وظفت كرمان في حملتها ضد السعودية لتدويل قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018 والتشكيك في الإجراءات القانونية والقضائية التي اتخذتها المملكة لمحاسبة المتورطين في الجريمة.

وكان لافتًا الحضور الإعلامي القوي لكرمان في الحملة الموجهة لتشويه سمعة المملكة والإساءة للقيادة السعودية ولدورها الإقليمي في مكافحة التطرف والإرهاب، لكن الجهود والإجراءات التي اتخذتها الرياض أفشلت الحملة التركية بمحاميلها السياسية والإيديولوجية.

ومن بين ردود الفعل الغاضبة بين النشطاء اليمنيين، الذين اتهموا كرمان بالدكتاتورية وعدم تقبل الرأي الآخر..

وتخوف النشطاء من استغلال كرمان المعروفة بولائها لقطر وتركيا لهذا الموقع في تكميم الأفواه المعادية لهاتين الدولتين والرافضة لسياسات الإخوان في المنطقة.
وقال الناشط اليمني، طارق المشجري في تدوينة له على تويتر، "هزلت أن تكون توكل كرمان من ضمن لجنة التحكيم وهي أكثر من يحمل خطاب الكراهية وتكميم الأفواه والعمل بحقد وحزبية مقيتة تشمئز منه الإنسانية وتدعم إرهابيي الإخوان في كل أنحاء العالم".

كما علقت الناشطة، أماني ردمان، على القرار، وقالت "الدكتاتور توكل كرمان تحظر كل من ينتقدها او يخالفها في الرأي، مضيفة بشكل ساخر "قلك عادهم عينوها ضمن مجلس المراقبة لمحتوى فيسبوك وإنستجرام".

كما سخر الدكتور سامي الجعفري من اختيار كرمان ضمن المجلس الإشرافي لموقع فيس بوك، وقال في تدوينة على حسابه بتويتر، بعد ضم توكل كرمان الى مجلس الاشراف العالمي لمحتوى فيسبوك وانستجرام باقي ضم علي محسن لمجلس حقوق الانسان وعبدالملك الحوثي لمنظمة العفو الدولية".