رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كورونا يضرب العلاقات بين الصين وأوروبا

كورونا
كورونا

أصاب فيروس كورونا (كوفيد- 19) العلاقات الصينية الأوروبية بأضرار جسيمة ربما تعصف بما تم بناؤه من تفاهم ودي، حرص الطرفان على ترسيخه منذ سنوات مضت، في ظل حالة من السيولة الدولية والاتهامات التي تطارد بكين بأنها لم تلتزم الشفافية عندما نشأ الفيروس في مدينة ووهان الصينية، والمطالبات الأمريكية والألمانية بتعويضات من الصين جراء تداعيات جائحة كورونا.

ورغم أن موقف الاتحاد الأوروبي لم يكن حادًا مثل الموقف الأمريكي، لكن جاءت تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فان در لاين، المطالبة بتحقيق دولي حول منشأ كورونا، لتمثل هزة عنيفة في جدار العلاقات بين بكين وبروكسل، وتشكل خطوة دبلوماسية متقدمة في الموقف الأوروبي الموحد، وهو الأمر الذي يؤثر سلبًا على مستقبل العلاقات الصينية الأوروبية ويضربها في مقتل.

وكانت الحكومة الصينية قد ردت بغضب على الاتهامات والشكوك حول إدارتها لأزمة الوباء، وانتقدت بشدة غير معهودة في خطابها الدبلوماسي الهادئ التصريحات التي صدرت في الأيام الأخيرة من واشنطن وباريس ولندن، ورفعت منسوب التوتر في الأجواء الدولية الضبابية.

وكانت العلاقات بين الصين ودول الاتحاد الأوروبي قد شهدت منذ وصول ترامب للبيت الأبيض، تقاربًا قويًا وتفاهمًا لطبيعة المرحلة الجديدة في العلاقات الدولية ذات الطابع المتعدد دبلوماسيًا وتجاريًا، إذ جاء ردًا على الهجوم الذي شنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاتحاد الأوروبي كمؤسسة أوروبية ومن بعدها على العديد من الدول الأوروبية تباعًا.

فيما يلوح في الأفق أزمة سياسية حادة بين الصين والاتحاد الأوروبي، دخلت روسيا على الخط في محاولة للاستفادة وتعزيز العلاقات المستقبلية مع الصين، في ظل الدعوات الكثيرة لتعزيز التضامن الدولي في مواجهة الوباء، والاتجاه نحو عقد قمة نادرة لخماسي مجلس الأمن لبحث هدنة عالمية.