رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث مصري يكشف المصدر الرئيسي لآلام الظهر

جريدة الدستور

اكتشف الباحث المصري مينا مكاري بجامعتي ييل وهارفارد، هو ومجموعته البحثية، أن "نواة الأكمبس"، وهو تركيب في مخ الإنسان، هو مصدر الخلل الذي يؤدي للطبيعة المزمنة في ألم الظهر، ونشرت المجلة العلمية العريقة "PANS"، وهى واحدة من أهم المجلات العلمية في العالم، البحث الذي تلقى إشادة واسعة من المجتمعين العلمي والطبي.

‎مينا مغاريوس مكاري الباحث المصري، أتى من أبعد تخصص ممكن له علاقة بألم الظهر ليسأل: أين المركز المسئول عن الإحساس بالألم المزمن فى الجهاز العصبي، وهو السؤال الذي يحاول العلماء إيجاد إجابة له لأكثر من ثلاثة قرون منذ كتب توماس ويليس، الأستاذ بجامعة أكسفورد عام 1664 أول دراسة عن تشريح الدماغ وعلم وظائف الأعضاء، مدخلا لأول مرة الكلمات الجديدة مثل "علم الأعصاب".

‎واستخدم مينا مكاري معرفته بالتصوير الوظيفي للدماغ للإجابة على السؤال، حيث اختبر التغييرات التى تحدث لمرضى ألم الظهر المزمن مقارنة بأصحاء، وبعد تطوير كثير من الخوارزميات والتحليل الإحصائى توصل إلى النتيجة.

‎وتخرج الدكتور المهندس مينا مكاري فى قسم الهندسة الطبية بكلية الهندسة جامعة القاهرة عام 2011، وتم تعيينه معيدا فى قسم الهندسة الحيوية الطبية والمنظومات، وبعد الماجستير حصل على منحة للدكتوراه فى كوريا الجنوبية عام 2014، ثم انضم عام ٢٠١٧ إلى الفريق البحثي بكلية الطب جامعة ييل الأمريكية وهى واحدة من أعرق الكليات فى العالم.

‎وقال مكاري في بيان صحفي: مشكلة الألم المزمن محيرة للعلماء منذ عقود، ولا نعرف من أين يبدأ فى المخ ولا كيف نقيس هذا الألم، وحتى اليوم الأطباء يعتمدون على تقدير المريض لدرجة الألم التى يشعر بها، وبوصولنا إلى مركز الألم فى الجهاز العصبي فإن ذلك سيؤدي إلى التوصل إلى وسيلة تشخيص وعلاج فى المستقبل، وإلى معرفة الأشخاص الذين ربما يتحول الألم الحاد لديهم إلى ألم مزمن.

‎وأوضح أنه تتبع هو وفريقه البحثي مجموعة من المرضي الذين لديهم ألم الظهر مقارنة بمجموعة من الأصحاء لا يشتكون من أي شيء، وأظهرت النتائج أن "نواة الأكمبس"، هى المسئولة عن تحول الألم من "حاد" إلى "مزمن".

‎ومن جانبه قال الباحث كيرلس شهدي بكلية الطب جامعة كورنيل بنويويرك: بعد سنوات من الآن عندما تنجح التجارب السريرية في إيجاد دواء يستهدف الخلل فى نواة الأكمبس لعلاج الآلاف من المتألمين سنتذكر بإجلال هذا الكشف. 

وأضاف شهدي: لتفهم ما قيمة هذا البحث تذكر قيمة اكتشاف أنّ الخلل في العُقد القاعدية basal ganglia هو ما يؤدي لمرض الشلل الرعاش "باركينسون" بسبب قلة الدوبامين فيها. أنا وأقرأ البحث أتذكر فيلم "استيقاظات" -Awakenings- للرائعين دي نيرو وروبن ويليمز الذي يؤرخ كيف ساعد دواء الليفودوبا -يتحول في الجسم لدوبامين- مرضي اضطراب الحركة التام-الكاتاتونيا- والشلل الرعاش على العودة للحركة الطبيعية مجددًا. لتتخيل الأمر أكثر في عام 1957 قدم أرفيد كارلسون تجربة غرائبية بعض الشئ حيث أنه بجرعة واحدة من الدوبامين المصنع استطاع أن يجعل الأرانب التى كانت تعاني من شلل تام أن تستعيد الحركة بشكل طبيعي. لأن الاستجابة تمت في لحظات بدي الأمر كمعجزة يسوعيّة، بعدها بثلاث وأربعين عام حصل كارلسون علي جائزة نوبل.