رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الري»: الأمطار ترفع مناسيب بحيرة فيكتوريا

بحيرة فيكتوريا
بحيرة فيكتوريا

قالت وزارة الموارد المائية والري إن أوغندا ودول الهضبة الاستوائية شهدت موجة من الأمطار المرتفعة سقطت على بحيرة فيكتوريا اعتبارًا من أغسطس 2019 مما تسبب في ارتفاع مناسيب بحيرة فيكتوريا اعتبارًا من أكتوبر 2019 حتى وصلت خلال أبريل الماضي إلى درجة 13.40 متر بمعدل زيادة قدره 1.3 متر خلال 6 شهور متجاوزة بذلك أقصى منسوب مسجل للبحيرة خلال فترة الستينيات من القرن الماضى، ما أدى الى تحرك جزر من الحشائش وورد النيل باتجاه خزان أوين، مما تسبب فى اغلاق محطة الكهرباء والاضطرار لفتح بوابات الخزان لتصريف المياه.

وقالت الوزارة في بيان إن هذه الزيادة فى المناسيب قد تستمر خلال شهر مايو الجاري طبقًا لحالة الأمطار، ومن المنتظر أن تؤدي التصرفات المائية الزائدة من سدى أوين وكييرا بالإضافة إلى الأمطار المتساقطة على حوض بحيرة كيوجا إلى ارتفاع المناسيب أيضًا فى بحيرة كيوجا المرشحة أن تتجاوز مناسيبها أعلى منسوب مسجل لها وهو 13.2 متر.

وأكدت أنه من غير المتوقع حتى الآن أن تتأثر بحيرة ألبرت بهذه التصرفات العالية المنطلقة من بحيرة فيكتوريا، إذ إن أي زيادة في التصرفات المائية الخارجة من بحيرة ألبرت والمنطلقة إلى بحر الجبل سوف تضيع فى مناطق المستنقعات بجنوب السودان.

وأوضحت أن المياه الخارجة من هضبة البحيرات الاستوائية تفقد أكثر من نصفها بمستنقعات بحر الجبل بجنوب السودان نظرا لعدم قدرة المجرى على استيعاب التصرفات العالية كما أن الفاقد بمستنقعات بحر الجبل يتزايد مع تزايد كميات المياه الواردة اليها ولا تمثل هذه الزيادة أية فائدة ملموسة لدول المصب.

وأشارت إلى أنه بمتابعة حالة مناسيب المياه عند محطات القياس المختلفة على بحر الجبل وصولًا إلى ملكال على النيل الأبيض، فقد اتضح وجود تأثر محدود للمحطات الموجودة على مسار النهر قبل دخوله منطقة المستنقعات بكميات المياه الزائدة التى تم صرفها من بحيرة فيكتوريا وكذلك المعدلات العالية للأمطار على جنوب السودان مثل محطات منجلا ونيمولى، إلا أن ذلك لم يؤثر على مناسيب النيل الأبيض مما يؤكد ضياع هذه الكميات فى مناطق مستنقعات بحر الجبل بجنوب السودان.

وأكدت وزارة الرى أنه يتم عن كثب وفى إطار المعلومات المتوفرة متابعة الموقف أولًا بأول فى هضبة البحيرات الاستوائية من خلال الأرصاد والقياسات الخاصة بالمحطات المختلفة.

دولة أوغندا تُعتبر واحدة من أهم دول هضبة البحيرات الاستوائية التي يقع بها جزء كبير من بحيرة فكتوريا وكذلك بحيرة كيوجا بالاضافة الى حوالى نصف بحيرة ألبرت والعديد من الأنهار والروافد المغذية لحوض نهر النيل، وتعتبر بحيرة فيكتوريا ثاني أكبر البحيرات العذبة في  العالم حيث تبلغ مساحتها حوالى 69000 كم2، ويبلغ متوسط عمقها حوالي 40 متر وأقصى عمق لها حوالي 80 متر، وتتقاسمها من الناحية السياسية كل من أوغندا بنسبة 42٪ وتنـزانيا بنسبة 52٪  وكينيا بنسبة 6٪ من مساحة البحيرة، وللبحيرة مخرج وحيد بأوغندا عند خزان أوين بجنجا ومنه تنطلق المياه من البحيرة إلى نهر النيل.

وسد أوين (نالوبالى) يقع على مخرج بحيرة فيكتوريا عند جنجا، وقد بدأ بناء السد في عام1950وتم الانتهاء منه في عام 1954، وتبلغ قدرة محطة توليد الكهرباء حوالى 180 ميجاوات، كما يقع سد كييرا على بعد حوالى 1 كم من سد نالوبالى حيث تم شق قناة من بحيرة فيكتوريا إلى موقع السد، وقد بدأ بناء السد في عام 1993 وتم الانتهاء منه في 2003، وتبلغ قدرة محطة توليد الكهرباء  به حوالى 200 ميجاوات، وتنطلق المياه من خزان أوين لتمر بسد بوجاجالى على نيل فيكتوريا على بعد حوالى 9.7 كيلو متر شمال غرب جنجا، وقد بدأ بناء السد في عام 2007 وتم الانتهاء منه في عام 2012، وتبلغ قدرة محطة توليد الكهرباء به حوالى 250 ميجاوات.

وتنطلق مياه بحيرة فيكتوريا من خزان أوين بحيث تكون التصرفات الفعلية وفقًا للمنحنى المتفق عليه ((Agreed curve والذى يمثل العلاقة بين منسوب جنجا والتصرف الطبيعي للبحيرة عند شلالات ريبون قبل إنشاء سد أوين.

وتجدر الإشارة إلى أن فترة الستينيات شهدت ارتفاعًا ملحوظًا فى مناسيب بحيرة فكتوريا نظرًا لتتابع مواسم الأمطار العالية، مما أدى إلى رفع متوسطات المناسيب بالبحيرة، حيث سجل المتوسط الشهري للمنسوب أعلى قيمة له خلال شهر مايو 1964 بقيمة (13.34) م .