رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس مركز والمناعة: الفيروس سيصاحبنا فترة طويلة.. والوقاية يجب أن تصبح "روتين"

الدكتور أمجد الحداد،
الدكتور أمجد الحداد،


نصح الدكتور أمجد الحداد، رئيس مركز الحساسية والمناعة بمعهد المصل واللقاح بالقاهرة، بالتعامل بجدية مع أزمة فيروس كورونا المستجد، وتطبيق كل الإجراءات الاحترازية والوقائية، مثل غسل الأيدى وارتداء الكمامات فى الأماكن العامة مع تقليل الخروج من المنازل والتزام التباعد الاجتماعى، فى ظل الاضطرار للتعايش مع الفيروس.
وأشاد بما اتخذته الدولة من إجراءات لتقليل الازدحام فى المؤسسات الحكومية وإتاحتها خدمات الدفع الإلكترونى فى كثير من القطاعات، مطالبًا المواطنين بإدراك طبيعة الخطر، الذى يمكن أن تنتج عنه صدمات حقيقية لكثيرين تتمثل فى فقدان بعض المقربين.

■ فى البداية.. كيف يمكن أن نتعايش مع أزمة فيروس كورونا المستجد؟
- فيروس كورونا سيصاحبنا لفترة طويلة، ويصبح من الروتين اليومى، لذا علينا اتباع كل الإجراءات الاحترازية واعتبارها شيئًا أساسيًا فى حياتنا، وعلى كبار السن عدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى، وعلينا أن نقلل جدًا من الزيارات المنزلية مع التزام عدم التقبيل أو التصافح بالأيدى.
والدولة وفرت سبل التباعد الاجتماعى لكبار السن وأصحاب المعاشات، وحذرت من خروجهم إلى الأماكن المزدحمة، لذا ننصح حال الخروج بارتداء كمامات فى المواصلات والأماكن المزدحمة، وعلى أصحاب الأمراض المزمنة كمرضى السكر والقلب والدم تناول الأدوية بانتظام، واتباع كل الإجراءات الاحترازية فى المنزل والعمل، وغسل الأيدى باستمرار بالماء والصابون، والامتناع عن لمس الأنف والفم والوجه.
وعلى كل مواطن عند الشعور بأعراض الكحة أو الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة أو غيرها من الأعراض المشابهة لكورونا أن يعزل نفسه فى المنزل لمدة أسبوعين، والتواصل مع الخط الساخن للتأكد من حالته.
■ كيف يتفادى كبار السن الإصابة بهذا الوباء؟
- عبر الالتزام بالعزل المنزلى والحفاظ على التباعد الاجتماعى وتناول العقاقير والأدوية فى ميعادها، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة، مع غسل الأيدى باستمرار، وارتداء الكمامة.
■ هل تعتقد أن الإجراءات التى اتخذتها الدولة كافية للتعايش مع الفيروس؟
- الدولة استبدلت خدمات التعامل المباشر مع الجمهور بالخدمات الإلكترونية، ووفرت إمكانية الحجز المسبق للخدمات، كما بدأت تطبيق التعامل الإلكترونى فى بعض الهيئات والمؤسسات، حتى تنمى سلوك الدفع والتعامل الإلكترونى لدى المواطنين، ما يسمح بالحفاظ على التباعد الاجتماعى. وهى خطوات جيدة فى مجتمع لم يكن يملك القدرة على التعامل مع مثل هذه الخدمات من قبل، خاصة أن كثيرا من المواطنين لا يتعاملون بعد مع الهواتف المحمولة أو الإنترنت، وذلك فى المدن والقرى الفقيرة.
■ هل أثر «كورونا» على سلوك المصريين؟
- الأزمة غيرت بالفعل من أساليب التغذية وأدت لعدم الاعتماد على الوجبات الجاهزة والسريعة، وقللت عادة الأكل خارج المنزل، كما جعلت الأمهات أكثر حرصًا فى التعامل مع نظافة الفاكهة والخضروات والمشتريات.
وإلى جانب ذلك، أصبحت النظافة الشخصية عادة يومية داخل جميع البيوت المصرية، واعتدنا غسل الأيدى بالماء والصابون كل ساعة، والعطس فى المنديل والتخلص منه فى أماكن مخصصة، كما غيرنا بعض السلوكيات للأفضل.
■ فى تقديرك.. هل التزم المواطنون بالقواعد العامة والإجراءات الاحترازية فى هذه الأزمة؟
- لا لم يلتزم المجتمع بأكمله بالقواعد العامة التى يجب الالتزام بها، خاصة قواعد السلامة العامة، وقواعد التعامل مع الجهات الحكومية وعمال توصيل الطلبات للمنزل، صحيح أن البعض لديه مخاوف من انتقال الفيروس تدفعه للتعامل بحرص، إلا أن البعض الآخر لا يتخيل أنه من الممكن أن يصاب بالفيروس وينقله لأحد أفراد أسرته.
■ هل يمكن أن يؤثر ارتفاع أعداد المصابين على سلوك الناس بشكل إيجابى؟
- طبعًا، لأخبار الإصابات تأثير على سلوك المواطنين والاستماع للأخبار عن ارتفاع أعداد المصابين وحالات الوفاة يمكن أن يغير السلوك إيجابًا، خاصة أن بعض الناس يتعاملون مع الموقف باستهتار، ولم يدركوا بعد خطورة الموقف وكل ما يفكرون به هو العودة لممارسة الحياة الطبيعية والتنزه، دون إدراك مخاطر ذلك على أنفسهم وعلى أسرهم.
■ بماذا تنصح المواطنين فى الوقت الحالى؟
- أنصح بعدم الاستهانة بالأزمة، خاصة أن بعض الناس فعلوا ذلك على مدار الأسبوعين الماضيين، وتزاحموا مع اقتراب رمضان من أجل شراء احتياجاتهم، ما زاد من انتشار المرض.
ورغم أن الحظر لا يزال مطبقًا حتى الآن فى الميادين والشوارع الرئيسية، إلا أنه ليس كذلك بشكل عملى فى الشوارع الصغيرة والقرى، وما زال الناس يتجمعون أمام البيوت ويقضون الساعات الرمضانية فى تجمعات كبيرة دون حذر، وكأنهم لا يدركون طبيعة الخطر الذى يواجهونه.
■ ما توقعاتك لأوضاع ما بعد الأزمة؟
- أتصور أن كثيرين سيعانون من صدمات ومشكلات نفسية نظرًا لفقدان أسرهم وذويهم بسبب فيروس «كورونا»، كما أتصور أنها ستظل محفورة فى الذاكرة نظرًا لما سببته من خسائر اقتصادية هائلة، خاصة للذين اضطروا لترك أعمالهم بسبب الضغوط التى تعرضت لها المؤسسات والشركات المختلفة.