«الرؤية القاتلة».. كيف تتسبب العدسات اللاصقة في الإصابة بكورونا؟

تنوعت الأعضاء الجسدية التي تتسبب في نقل فيروس "كورونا" والإصابة به، لتأتي العين أحد أبرز تلك الأعضاء والتي تشكل أداة فاعلة لانتقال الفيروس بعد تلوثها بالفيروس نتيجة ملامستها وفركها، ومع استخدام الكثيرين للعدسات اللاصقة أصبحت خطورة نقل الفيروس مضاعفة لما تسببه تلك العدسات من مش مشكلات تدفع إلى هذا التلامس، وبالتالي تعرضها لاختراق الفيروس داخلها منها إلى الجهاز التنفسي.

الأمر الذي جعل هناك العديد من الأقاويل حول مدى خطورة استخدام العدسات اللاصقة وتسببها في الإصابة بفيروس "كورونا"، وصلت إلى حد التحذيرات المتكررة من العديد من الأطباء بمصر والعالم.

فقد حذر الدكتور عمرو السمرة أستاذ طب وجراحة العيون، من ارتداء العدسات اللاصقة، مؤكدًا أنها قد تنقل فيروس كورونا، ليقول إنه في حال استخدامها يجب تعقيمها بشكل يومي، وغسل اليدين بشكل دوري وبطريقة صحيحة قبل ارتداءها، مضيفًا أن معظم من يرتدوا العدسات اللاصقة هم لا يتبعون الإرشادات والإجراءات الاحترازية لمنع انتقال عدوى فيروس كورونا ويشترون عدسات لاصقة من مصادرة مجهولة.

ويتابع أن العدسات الملونة مجهولة المصدر قد تصيب العين بالفطريات، وتسبب في مشاكل كثيرة في العين قد تؤدي إلى فقدان البصر، كما يشير إلى أن أطباء العيون هم الأكثر تضررًا من العدوى بفيروس كورونا وذلك لقربهم الشديد من المريض وقت الكشف، لذا نصح السمرة بضرورة ارتداء النظارة موضحًا أن ذلك يحمي الفرد من وصول أي رذاذ قد يكون محملًا بالفيروس إلى العين، لا فتًا إلى أن العين مكونة من قرنية العين، والملتحمة المشبعة بالأوعية الدموية، ويمكن أن يتخلل منها الفيروس ويصل إلى الأنف.

القول نفسه أكده الدكتور محمود ماضي، أخصائي طب العيون، والذي أشار إلى إنه يمكن لارتداء العدسات اللاصقة، نقل الفيروس، وذلك إذا تم لمسها واستخدامها بأيادي ملوثة أو يد لامست مريض من قبل دون غسلها وتطهيرها، أو استخدام محلول ملوث، دون تطهير وتعقيم حافظة العدسات، موضحًا آثار أعراض انتقال الفيروس للعين، والتي تتمثل في احمرار شديد في العين، وتهيجها، وظهور إفرازات مخاطية شديدة، لينصح ماضي خاتمًا بضرورة الابتعاد عن العدسات اللاصقة خلال تلك الفترة، والاعتماد على النظارات الطبية، التي يسهل تعقيمها وتنظيفها.

كما لفت الدكتور وليد مهران، استشاري طب جراحة العيون، إلى أن فيروس كورونا يؤثر على العيون، مشيرًا إلى أن هذا يفسر أن أول من اكتشف فيروس كورونا في العالم كان طبيب عيون صينى، إلا أنه توفى بعد ذلك من هذا الفيروس بعد أن حذر من انتشاره على نطاق واسع.

وأضاف استشاري طب جراحة العيون، أن هناك أعراض تحدث على العين نتيجة فيروس كورونا على رأسها حدوث التهابات شديدة وبطريقة معينة، ناصحًا كل من يشعر بالتهابات في العين أن يسرع إلى الذهاب لطبيب عيون لمعرفة ما إذا كانت تلك الالتهابات طبيعية أم لها علاقة بهذا الفيروس المستجد.

كما دعت الأكاديمية الأميركية لأمراض العينين إلى استبدال العدسات اللاصقة بالنظارات، تجنبًا لخطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، موضحة أن العدسات اللاصقة تزيد من الحكاك والتهيّج في العينين، الأمر الذي يزيد مع دخول شيء مثل الغبار أو غيره في العين مما يدفع الشخص مباشرةً إلى فرك العينين.

وتؤكد الاكاديمية على أنه بات من المعروف أن لمس العينين بيدين ملوثتين بالفيروس يساهم في التقاط العدوى حكمًا مع انتقال الفيروس من خلال العينين إلى الجهاز التنفسي.

يضاف إلى ذلك أن جفاف العينين يؤدي إلى زيادة الرغبة بفركهما، علمًا أن استخدام العدسات اللاصقة يؤدي إلى جفاف العينين، وبالتالي من الضروري استخدام القطرات الخاصة لترطيب العينين حفاظًا على رطوبتهما باستمرار، ومنعًا لجفافهما الذي يزيد من الحكاك. ودعت الأكاديمية أنه في كل الحالات لابد من الحفاظ على نظافة اليدين عند استخدام القطرات.

وبحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية، اقترحت الأستاذة بالأكاديمية الأمريكية لطب العيون "سونال تولي"، أن يستبدل المواطنين النظارات بالعدسات اللاصقة، فمن شأن ذلك أن يقلل من التهيج ويجبر المرء على التوقف عن لمس العين، وربما يمنع الأصابع الملوثة من لمس العين، وبالإضافة إلى ذلك، قد يكون ارتداء النظارات أيضا طريقة أكثر فعالية لمنع القطرات المصابة في الهواء من دخول العين،

ومع هذه التحذيرات المتكررة من خطورة العدسات اللاصقة سارع العديد من مستخدمي تلك العدسات اللاصقة حول العالم إلى ارتداء النظارات الطبية عوضًا عن العدسات اللاصقة خشية خطر الإصابة بكوفيد-19، وذلك تماشيًا مع ما يوصيه الأطباء والباحثون، وذلك سب ما ورد في صحيفة "الإندبندنت" البريطانية.

جدير بالذكر أن بعض التقارير الصحية أشارت إلى أن فيروس كورونا الجديد يمكن أن يسبب ما يعرف بمرض التهاب الملتحمة أو كما يعرف أيضا بـ"العين الوردية".