رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«وشك أو الموبايل يا أبله».. مواطنون يتعرضون للـ«تثبيت» من قصّر

جريدة الدستور

كانت الساعة السابعة والنصف مساءً عندما تعرضت ميسون فتحي ذات الأربعين عامًا أثناء توجهها من منزل والدها لمنزل زوجها بسوهاج للإيقاف في الشارع من قبل مراهقين ما بين ١٦ لـ ١٨عاما تبدو عليهم ملامح البؤس وملابسهم متسخة وادعوا أنهم ليس معهم نقود للعودة للمنزل فأخرجت لهم مبلغا بسيطا وقالت لهم هذا يكفيكم للمواصلات وشراء شيئا للعشاء.

ومع ذلك لم يشفع لها كرمها عندهما إذ قام أحد الولدين بتثبيتها وثني ذراعها من الخلف والآخر هددها بأن تعطيهم كل ما تملك من والموبايل والخواتم الذهب وإلا سيطعناها بمطواة.

وأصابها الذعر الشديد وقبل خلع خاتمها حالفها الحظ حينما مر في الطريق ميكروباص، وعلى الرغم من محاولة اللصين الصغيرين التمثيل بأنهما من أفراد أسرتها والوضع طبيعي إلا أنها صرخت صرخة أوقفت الميكروباص فانطلق الولدان على الفور للجري وأختبئا داخل الأراضي الزراعية لكي تشكر المرأة ربها على أن الأمر تم بسلام.

ميسون لم تكن الوحيدة في القائمة، فدعاء حسان ممرضة تسكن في محافظة أسيوط أثناء عودتها من العيادة التي تعمل بها قبل وقت الحظر فوجئت بمشي موتوسيكل بشكل بطيء جدا خلفها وعلي الرغم من ارتيابها من بطء الموتوسيكل إلا أنها أكملت طريقها.

لكي تفاجأ بعدها بسحب الموبايل من يدها وقبل أن تصرخ بسبب الصدمة شاهدت شابين إحداهما صغيرا جدا دون الـ ١٦ عامًا والأخير يبدو أكبر منه ببضع سنوات وأخرج الشاب الذي تقدر دعاء عمره ما بين ١٨ ل ١٩ عاما بعد خطف الموبايل من يدها فور رؤيتها له علي الموتوسيكل مطواة وقال لها (وشك ولا الموبايل يا ابله) فلم تنطق بببت شفه ثم انطلقوا بأسرع ما يكون علي الموتوسيكل.

وتقول دعاء إنه لأمر خطير أول مرة أتعرض له ولم تتقدم دعاء بشكوي لأنها فضلت عدم دخول القسم بالإضافة لكونها غير متأكدة من الوصول لهم حتى بعد التقدم بمحضر، كما أنها رأت فكرة متابعة المحضر مرهقة في ظل ظروف عملها وظروف الحجر الصحي بالمنزل واكتفت بإيقاف خط الموبايل ببطاقتها لديهم بعدما أخرجت شريحة مماثلة لها بنفس الرقم.

ىنتشر على صفحات أهل الإسكندرية على مواقع التواصل منذ يومين تحذير للمواطنين من شاب يبلغ من العمر ٢٥ عاما بعد تعرضه لكمين من قبل ثلاث بنات وشابين دون الثامنة عشر عاما، وقال أتوا للتسول بحجة بيع البلالين وحينما رفض شراء البلالين تم تثبيته من قبل الولدين وبعدما صرخ أثناء تثبيته أصابته إحدى الفتيات بموس في وجهه.

وقال الشاب إن بنتين من هؤلاء العصابة الصغيرة تمكنتا من الفرار وتم القبض على البنت الأخرى والولدين وحرر محضر ضدهم، واستكمل بحسرة أن النيابة أخرجتهم لأنهم دون الـ ١٥ عاما بدلا من إرسالهم للأحداث، ويتحسر الشاب طبقا لما كتبه على تشوه وجهه وبأنه خسر عمله لسبب بسبب هذا التشوه نظرا لأنه يعمل في قطاع السياحة.

عماد فهمي المحامي بالاستئناف قال إن القانون قد حسم الأفعال الإجرامية التى يرتكبها الأشخاص دون الـ ١٨عاما وهو قانون الطفل رقم ١٢٦ المعدل عام ٢٠٠٨.

وأشار فهمي أن هذا النوع من الأفعال يعد سرقة بالإكراه ويجب أن تحيل المحكمة مرتكبه للأحداث، على الرغم من أن الدولة تحاول تجنب حدوث ذلك عن طريق تقديم الرعاية لهم
وبالفعل تمكنت الدولة من تحقيق بعض هذه الرعاية، واختتم فهمي بأننا جميعنا مر أمام أعيننا تواجد سيارات مأوى هولاء الأطفال بالعديد والعديد من الشوارع والميادين.

طبقا لدفتر أحوال الجريمة فى مصر فإن جرائم عدة وقعت ما بين قتل واغتصاب وسرقة وعمليات إرهابية وكان الجانى فيها «حدثًا» أى عمره أقل من 18 سنة.

في شهر مارس من هذا العام قدم ثلاثة نواب من البرلمان المصري وهم مرتضى منصور، وسوزي ناشد، وسامي رمضان، ثلاثة مشروعات قوانين الهدف منها تعديل المادة 111 من قانون الطفل، بحيث يتم تغليظ العقوبة على الطفل الذي يتجاوز 15 سنة حتى 18 سنة وقد أحيل مشروع القانون من قبل اللجنة التشريعية بمجلس النواب إلي مجلس. القضاء الاعلي والمجلس القومي للمرأة للنظر فيه