رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعرف على «أبو عيون جريئة».. أحد أفلام الفنتازيا في السينما

أبو عيون جريئة
أبو عيون جريئة

من المؤكد أن عدد لا بأس به٬ ضاق بحالة الجو العام المشحون بالقلق والتوتر٬ الخوف من القادم، وربما أيضا ضاق الجميع بحالة الحظر،لكن ما لا يعرفه كثيرون أن الأمر فرصة ذهبية لمتابعة وممارسة ما كنا لا نجد له وقتا في الأيام العادية٬ ومن هذه الأمور متابعة أرشيف السينما٬ وما يذخر به من نوادر لم نسمع بها من قبل، "الدستور" ترشح كل يوم فيلما من هذه الكنوز.

"أبو عيون جريئة"
تتخيل أن تركيبة وخفة دم "كتاكيتو بني" أو سنية ترتر٬ الشهيرة بــ زينات صدقي في جسد الراقصة "كيتي"٬ فتغني وترقص السامبا وتتحرش بكل رجل تقابله وحتي أنها تراوده عن نفسه، كل هذا وأكثر ستشاهده في "أبو عيون جريئة"، إنتاج 1958، تأليف جليل البنداري٬ إخراج حسن الصيفي.

شارك في بطولة الفيلم: إسماعيل يس٬ محمود المليجي٬ زينات صدقي٬ زهرة العلا٬ استيفات روستي٬ كيتي والوجه الجديد حينها نجوي سالم.

تبدأ أحداث الفيلم بخبر في إحدي الجرائد عن٬ سرقة رأس سيدة من طب الإسكندرية! لتنتقل الكاميرا لاحقا إلي مصنع حلويات٬ والذي نعرف أن "سالم" صاحبه ويدير ما يشبه تجارة الأعضاء٬ ويقوم بالدور محمود المليجي. والذي يسافر إلي الأسكندرية لإستلام الرأس المسروق٬ فيقابل "نبيه" ويقوم بالدور إسماعيل يس٬ والذي يبحث عن عمل٬ فيجد سالم الفرصة لأن يوصل الحقيبة التي تحوي الرأس للقاهرة دون أن يعرض نفسه لخطر القبض عليه. وهي الفكرة التي سيقتبسها لاحقا في أواسط الألفية الثانية٬ صناع فيلم "لخمة راس"٬ حول رأس بشرية موضوعة في حقيبة تنتقل من هناك لهناك.

تبدأ مجموعة من المفارقات أو ما يسمي بكوميديا "الفارس"٬ عندما يتفتق ذهن سالم عن فكرة جهنمية بأن يعطي مخ حماة نبيه٬ إلي الدكتور الألماني فون روبين ستوب٬ عميله الثري ليقوم بعملية إستبدال مخ زوجته اللعوب التي تغوي جميع الرجال٬ بمخ سيدة أخري تكون شريفة٬ وهنا يقع الإختيار علي "أم نواعم" وقامت بالدور زينات صدقي٬ من خلال خدعة بأن الطبيب سوف يعالجها من الصداع الذي تشكو منه طوال الوقت.

لم يقف الأمر عند هذا الحد٬ بل كان من طلبات الدكتورفون روبين ستوب٬ مخ آدمي آخر لرجل٬ فيقع اختياره علي نبيه٬ الذي أقنعه بمخترع كبير لكنه لا يجد حظه٬ وأنه أخترع ما يشبه آلة الزمن٬ فتنطلي الأكذوبة علي الطبيب الألماني٬ ويقرر أن يجري عملية لنبيه لأخذ مخه ووضعه في رأس بواب عمارته٬ وهو الدور الذي يقوم به عبد الغني النجدي. وتتوالي الأحداث التي يتولد عنها كوميديا حقيقية بأفكار جريئة كانت لها الريادة في ذلك الوقت من عمر السينما المصرية٬ وربما تفتق ذهن مؤلف الفيلم "جليل البنداري" عن هذه الفكرة٬ تأثرا بما تناقلته الصحف وقتها عن الأبحاث التي كان يجريها علماء من ألمانيا والإتحاد السوفيتي٬ خلال الحرب العالمية الثانية عن عمليات إستبدال رأس إنسان بآخر.

تبقي الإشارة إلي أن مشاهد سكرتيرة سالم بيه صاحب مصنع الحلويات٬ وقامت بالدور نجوي سالم٬ كاشف ويعد توثيقي لأخبار وطبيعة ميول فنانين تلك الفترة٬ فهذه السكرتيرة طوال الفيلم لا شغل لها سوي الإتصال بالفنانيين لتخبرهم بإعجابها وهيامها بهم٬ ففي مكالمتها للفنان حسين صدقي٬ نكتشف حقيقة ما تناقل عنه بإعتزاله للفن وتجريمه له٬ بل وصل الأمر بأنه أوصي بحرق كل أفلامه. تقول السكرتيرة في محادثتها معه:
"أنا معجبة بيك وبحبك يا أستاذ٬ فيرد عليها حسين صدقي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".

وفي محادثة أخري مع المطرب عبد العزيز محمود٬ وهي تعبر عن إعجابها أيضا٬ فيرد قائلا: "نتقابل عند المأذون. لما عرف عنه من تعدد زيجاته وطلاقه".