رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا تواضروس: نمر بظروف خاصة في العالم

تواضروس
تواضروس

قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن هذا اليوم نختم فيه الصوم، يسمى جمعة ختام الصوم بعد صيام أربعين يومًا وقبلها أسبوع الاستعداد، واليوم هو رقم ٤٧ في تعداد الصوم.

وأضاف: «هذا الصوم الذي صمناه تعلمنا الكنيسة إقامة القنديل العام "سر مسحة المرضى" نصلي فيه سبعة صلوات "أوشية المرضى وأوشية المسافرين وأوشية الأهوية وثمارات الأرض وأوشية الموعوظين وأوشية رئيس الأرض وأوشية القرابين"، وفي ونهايتها ننال الرشم بالزيت وهو سر لشفاء مرضى النفس والجسد والروح وهو زيت متواجد مع كل الآباء».

وتابع البابا تواضروس الثاني، خلال عظته في قداس جمعة ختام الصوم الكبير بدير الأنبا بيشوي بوادى النطرون: إن هذا اليوم له ثلاثة معاني وهى معنى كنسي، فحسب التقليد الكنسي الآباء يفتقدون البيوت ويرشمون الناس؛ والمعنى التاريخي فيما حدث في عهد السيد المسيح أتى الفريسيون وهم يقولون كلامًا لا يعيشون به وقالوا للسيد المسيح كأنهم خائفون عليه "اهرب من هنا لأن هيرودس مزمع أن يقتلك" فقال لهم "قولوا لهذا الثعلب" -وهذا وصف بالخبث وليس إهانة- وشرح لهم أنه يعمل المعجزات ويشفي المرضى كل يوم وهذا حدث في أورشليم ومعني اسمها مدينة السلام لكنها لم تعرف السلام وعاشت في حروب وما زالت حتى الآن، لكنها تمتعت بالسلام مدة ثلاثين سنة فقط، غير ذلك عاشت في حروب، هذه المدينة التي تحمل اسم الملك داود لكنها عاشت في الشر والسيد المسيح تحدث عنها "يا أورشليم يا أورشليم كم مرة أردت ولم تريدوا" فأورشليم كم قتلت ورجمت أنبياءً، وصارت أورشليم خرابًا منذ عام ٧٠ م عند هجوم الملك نيتيوس ولا زالت حتى اليوم.

واستكمل: "أما الناحية الروحية فهذه المدينة تمثلنا، فعندما ناداها المسيح كأنه ينادي علينا أيضًا كل مرة أعطاها الله للإنسان هي فرصة كم مرة أراد أن يجمع أفكارك ورفضت؟ كم مرة أراد تجديد روحك؟ كل واحد يبحث كم مرة أتته الفرصة".

وأضاف أن أورشليم تمثل النفس المعاندة التي تعيش في كبرياء ولكن النفس البشرية تقع في كبرياء وعناد ورفض لهذا أورشليم نالت جزاءً وصارت خرابًا، أما النفس التي تسمع صوت الله كم مرة أراد الله يجمعها وكم مرة شتت في طريق آخر.

وتابع: ونحن نقدم حياتنا في هذا الصوم ونستعد لأسبوع الآلام؛ ضع أمامك جمعة ختام الصوم "كم مرة أردت"، وليلة أبو غلمسيس "من له أذنان للسمع" رسالة اليوم أن يتخلى الإنسان عن العناد ولا يكون مثل أورشليم ومن هنا يتمتع بحياة الرضا.

واختتم: فاليوم في هذا المعني الروحي الجميل حتي إن كنا في ظروف خاصة في العالم، لكن نحن في هذا العالم نقضي الصوم وأسبوع الآلام بطريقة مختلفة، ولكن بطريقة شخصية كل واحد يفكر كيف يقدم حساب وكالته حسابًا عن الفرص التي ضيعها، ونحن في البيت نتمتع بالمشاركة في الصلوات ومهم أن ينظر الإنسان لنفسه في الداخل؛ فكل هذه رسائل لحياة الإنسان يقدمها الله لكل إنسان، لمن يستفد منها.