رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من الدعارة للقداسة.. قصة مريم المصرية

 رحيل القديسة مريم
رحيل القديسة مريم المصرية

تحتفل كنيسة الروم الأرثوذكس، في مصر اليوم الأحد، بذكرى رحيل القديسة مريم المصرية والتي تحولت من عمق حياة الدعارة إلى ذروة القداسة والطهر والنقاء بعد توبتها.

قال الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، إن القديسة مريم مصريّة الجنسيّة، وعاشت في الإسكندريّة، بعد أن تركت والديها وهي في سن الثانية عشرة، وأسلمت نفسها للدّعارة، وعاشت حياة إباحيّة عارمة ولم يكن ذلك ابتغاءً للربح، بل عشقًا للفجور، كما عاشت على الحسنات، وكانت تستعطي، وأحيانًا تعمل في غزل الكتّان.

أضاف الأنبا نيقولا أنطونيو، في بيان رسمي، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أنه ابتغاء امتلاك عشّاق جدد، وإرضاءً للشّهوة، هاجرت مريم إلى أورشليم، مع مجموعةٍ من الحجّاج الذاهبين إلى أورشليم لرفع الصليب المحيي، وفي أثناء الرحلة، أغوت الكثير من الشباب والرجال، فكانوا ضحيّة نجاستها، ولمّا حلَّ اليوم المقدَّس لرفع الصليب، وفيما كانت مريم ناشطة في اصطياد الشبّان، لاحظت أن الجميع يتسارعون إلى الكنيسة فانضمّت إليهم، فلمّا دنت ساعة رفع الصليب المقدّس حاولت أن تشقّ طريقها عبر أبواب الكنيسة إلى الداخل كبقيّة الناس، وبصعوبة تمكّنت من حشر نفسها بينهم حيث كادت أن تبلغ مدخل الكنيسة من حيث كان عود الصليب المحيي يبان للعيون، لكن ما إن وطأت عتبة الباب حتّى شعرت بقوّة حالت دون دخولها. الكلّ كانوا يدخلون إلا هي. حاولت الدخول من جديد لكن عبثًا. بدت غير مرغوب فيها.

وأوضح أنها بعد ذلك ندمت على ما فعلت من شرور، وتركت رواق الكنيسة في أورشليم وذهبت إلى كنيسة السّابق يوحنّا المعمدان التي على الأردنّ. هناك، تناولت القربان المقدَّس، ومن ثمَّ انطلقت إلى البرّيّة لتقضي بقيّة حياتها. بعد ذلك أسلمت مشيئتها للسّيّدة العذراء التي كانت تقودها وتقوّيها في كلّ خطوة تخطوها.

وعلى صعيد آخر، بدأت كنيسة الروم الارثوذكس في مصر، برئاسة البابا ثيؤدوروس الثاني، أطول أصوامها والمعروف بـ"الصوم الكبير"، والذي يستغرق 55 يومًا مُتصلة، ينقطع خلالها الأقباط عن تناول الطعام منذ منتصف الليل وحتى عصر اليوم التالي، مع الانقطاع التام عن المأكولات الحيوانية، وتحتفل الكنيسة بختام الصوم في عيد القيامة المجيد في أبريل الجاري.

وكانت أعلنت الكنائس المختلفة في مصر التزامها بقرارات الدولة في منع التجمعات، لفترة 14 يومًا مُتصلة، مساندة لجهودها المبذولة للحد من انتشار فيروس كورونا.