شموخ الأصابع
نشرت صحيفة «الوطن» على الصفحة الأولى من عددها الصادر يوم الاثنين صورة لعدد من السادة القضاة والمستشارين أعضاء حركة «قضاة من أجل مصر» وهم يرفعون أيديهم بالأصابع الأربعة ويبتسمون فى سعادة بالغة تعبيرا عن فخرهم بالانتماء إلى جماعة الإخوان أو التضامن معها،
ولأننى مواطن شديد الإيمان والاعتزاز والفخر بوقار وشموخ القضاء المصرى العظيم، قررت التنازل عن رأيى الشخصى فى اعتصامات ومظاهرات وشعارات الجماعة وأنصارها مادام هناك قضاة موقرون شامخون محترمون يقفون أمام كاميرات الصحافة ووسائل الإعلام ويرفع كل منهم يده الكريمة بأربعة أصابع دون الخامس مثلما يفعل من كنت أظنهم موتورين وأغبياء وحمقى ومرتزقة منذ فض اعتصام الإخوان وحتى الآن.
المشكلة الآن أننى برغم كل التوقير والاحترام للأصابع القضائية الشامخة مازلت عاجزا تماما عن فهم سبب اختيار الإخوان وأنصارهم لهذا الشعار الذى كان ومازال علامة يستخدمها سائقو وركاب الميكروباصات المتجهة إلى ميدان رابعة العدوية بمدينة القاهرة.
لماذا تنازل الإخوان عن شعار السيف والقرآن واتجهوا الآن إلى شعارات الأصابع؟ وماذا حققوا فى ميدان رابعة العدوية حتى يتخذوا منه شعارا لهم؟ هل كان الميدان المذكور معقلا لكفار قريش ثم نجحت جيوش الإخوان فى تحريره وطردهم منه ورفع رايات الإسلام عليه؟! هل أسس الإخوان فى ميدان رابعة العدوية إمبراطورية إسلامية عظمى كالتى كانت فى الأندلس وفى بلدان الفرس والروم وغيرهم؟ هل كانت إسرائيل تحتل هذا الميدان إلى أن تمكن الجنرال محمد بديع من العبور بقواته ورفع العلم الإسلامى على هذه البقعة الطاهرة من أرض الوطن؟
وهل هبط الروح الأمين على ميدان رابعة العدوية حاملا وحى ورسالات السماء إلى الأنبياء الجدد بديع والبلتاجى والعريان وحجازى والحداد فضلا عن المندوب الأسير؟! هل كانت السيدة رابعة العدوية زعيمة إحدى الخلايا النائمة أو الميتة فى جماعة الإخوان قبل ظهور الزعيم حسن البنا؟ هل الصمود والبطولة والدفاع عن الحق والشرعية والشريعة والإسلام يتحقق من خلال النوم فى الشوارع وتعطيل مصالح الناس والهجوم على مؤسسات الدولة وإعلان الحرب على الجيش وإهدار الملايين أو المليارات فى استئجار وإطعام مرتزقة وبلطجية الاعتصام؟ هل يدعو الإسلام أو أى دين آخر إلى استخدام أحقر الأكاذيب والبذاءات وأكثرها انحطاطا للدفاع عنه وعن أنصاره؟ وهل يشمل القرآن الكريم نصا يأمر المسلمين بخيانة أوطانهم ما لم يستمر العارف بالله محمد مرسى العياط رئيسا لها؟!
أخى «القاضى من أجل مصر»، حين تسألك الملائكة يوم القيامة عن صورتك المنشورة فى «جريدة الوطن» قل لهم إنك كنت بتشاور للميكروباص، يمكن يصدقونك!!
■ كاتب
