رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طبيب: التدخين سبب للعدوى الفيروسية.. و«الشيشية المعقمة» أكذوبة

طبيب
طبيب

كثيرا ما نودي مرارا وتكرارا بأن التدخين خطر على الصحة ويسبب الوفاة، وأن تناول الشيشة له أثر سلبي على الصحة وتدمير الجهاز التنفسي للمدخنين، ولكن مع الأزمة الصحية التي يمر بها العالم جراء انتشار فيروس كورونا المستجد، كان لابد من صدور قرارات احترازية للحد من انتشار الفيروس والوقاية منه، تقضي بحظر "الشيشة" في المقاهي والكافيهات.

قرار من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بإغلاق جميع المطاعم والمقاهي والكافيتريات والكافيهات والكازينوهات والملاهي والنوادي الليلية والحانات والمراكز التجارية (المولات التجارية)، ابتداء من الساعة السابعة مساءً وحتى الساعة السادسة صباحًا أمام الجمهور، بكافة أنحاء الجمهورية حتى يوم 31 من الشهر الجاري، وتطبيقا للقرار الوزاري شدد اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، على حظرها تنفيذا لتعليمات اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية ومركز معلومات مجلس الوزراء ووزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية طبقًا لمخاطر تداول "الشيشة"، لاسيما أن تدخينها لا ينقل فيروس كورونا فقط، بل أن التبغ أيضا يؤثر على المناعة وصحة الجسم بشكل عام، ما يجعله أكثر ضعفًا في مقاومة الفيروس.

التقت "الدستور" مع الدكتور طارق عمارة، استشاري أمراض الصدر والربو والحساسية الصدرية بالإسكندرية، يقول إن قرار منع الشيشة من على المقاهي في أوقات العمل المسموح بها، صائب ووقائي لمرور الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد المصرية بخير.

يفسر عمارة، أن التدخين له علاقة كبيرة جدا بالتليف الرئوي للمدخنين سواء السلبي أو الايجابي، كما أن تدخين الشيشة، العادية والإلكترونية، مسبب رئيسي في انتقال العدوى الفيروسية العالقة بها، وذلك عن طريق جسمها المعدني أو الزجاجي أو المطاطي، وغسلها بالمياه لا يطهرها أو يقتل الفيروسات المستطونه بداخلها.

يوضح عمارة، أن بعض أنواع من البكتيريا المسببة للأمراض الصدرية تكون عالقة بجسم الشيشة، "بكتيريا نهازة الفرص"، فتتحد مع الفيروسات وتسبب إصابة فيروسية أساسية، إضافة إلى إصابة بكتيرية، وتزيد من معدل الإصابة بفيروس مستجد مثل كورونا نتيجة انتقالها من شخص لأخر، مستنكرا ما يسمى "بالشيشة المعقمة"، التي تنتهز بعض المقاهي الإعلان عنها لطمئنة مريديها على تناولها، علاوة على البيئة المحيطة ومايصحبها من اختلاط لا يتوجب حدوثه في مثل هذه الأونة.

يفسر استشاري الأمراض الصدرية، أن إلتهاب الشعب المزمن الناتج من التدخين بصفة مستمرة يجعل الجهاز المناعي للرئة مستثار، وذلك ما يصلنا بما يسمى السدة الرئوية الناتج عنه التليف الرئوي.

يتابع، أن التليف الرئوي يحدث نتيجة تليف أنسجة الرئة، المحيطة بالحويصلات الهوائية والفاصلة بين كل حويصلة وأخرى، فنتيجة إلتحام الحويصلات الهوائية مع بعضها البعض وصعوبة انتقال الأكسجين لتيار الدم، يحدث التليف الرئوي معلقا "ومادمر لا يعود كما كان".

فالحل الوحيد عند بلوغ المدخن لهذه الحالة كما يكمل عمارة، هو التنفس بمساعدة جهاز تنفس مساعد، وذلك قبل بلوغه مرحلة زراعة الرئة بعد استنفاذ خطوات العلاج التي لا تبلغنا النتيجة المطلوبة، لذلك فأقصر طريق للوقاية هو الإمتناع عن التدخين.


ويوجه استشاري الأمراض الصدرية نصيحته للمدخنين في مثل هذه الأزمات الصحية العصيبة استخدام "مذيبات البلغم" باستشاره الطبيب المختص، لإذابة العوالق التي تثير الشعب الهوائية، علاوة على إتخاذ كافة الإجراءات الوقائية التي تحث عليها وزارة الصحة والجهات الطبية المعنية بالحفاظ على النظافة الشخصية، وغسل اليدين باستمرار، وتجنب الإختلاط والمصافحة، واستخدام المواد المطهرة، علاوة على المكوث في المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.