رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة حديثة: قلة نوم الطفل يؤدي لاضطرابات سلوكية

الطفل
الطفل

لا يوجد خلاف على أن النوم يعد أمرا أساسيا في حياة الإنسان والذي لا يمكنه على الإطلاق الاستغناء عنه، وذلك لأهميته الكبيرة في إعادة التوازن للجسم واستعاده طاقته بعد يوم عمل شاق، فالإنسان يمضي تقريبا ثلث حياته نائما، ولكن مرحلة الطفولة تنفرد بالحصة الأكبر من الوقت الذي يقضيه الإنسان في النوم.

ويعتبر النوم من العوامل الأساسية لنمو الطفل وتطوره الجسماني والذهني، ومن أهم متطلبات صحتهم النفسية والجسدية وحتى العقلية حتى وصوله لسن المراهقة.

وتشكل مسألة النوم لدى الطفل، وخصوصا في الشهور الأولي من عمره، أحد أكبر الأمور المحيرة لدى الأهل، نظرا لأن اضطرابات النوم في هذه الفترة مشكلة شائعة يعاني منها أغلب الأطفال، فهم ينامون بشكل متقطع ولفترات قصيرة.

وفي هذا الصدد، أشارت دراسة حديثة، أجراها باحثون من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا (NTNU) في النرويج، أن عدم النوم الكافي لدى الأطفال يؤدي إلى حدوث مشاكل واضطرابات سلوكية وعاطفية في فترة المراهقة، بحسب صحيفة "Devdiscourse" الهندية.

وأظهرت الدراسة أن الأطفال الذين يحصلون على أقل عدد من ساعات النوم هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالاضطرابات السلوكية لاحقا بما في ذلك اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط والقلق والاكتئاب.

ونقلت الصحيفة عن مؤلف الدراسة، البروفيسور وعالم النفس "برور رانوم"، قوله: "إذا تأكدنا من حصول أطفالنا على قسط كافٍ من النوم، فيمكن أن يساعد ذلك في حمايتهم من معظم مشاكل الصحة العقلية"، مشيرا إلى أن هناك ارتباط وثيق بين عدد ساعات النوم في فترة الرضاعة وخطر الإصابة بالاضطرابات السلوكية في مرحلة المراهقة.

كما أوجدت الدراسة، التي أجريت على ما يقرب من 800 طفل في النرويج، أن كل من الفتيات والفتيان الذين يحصلون على قسط أقل من النوم في صغرهم هم أكثر عرضة للتعرض لمشاكل عاطفية في المستقبل.

واعتمدت الدراسة على قياس نوم الأطفال باستخدام أجهزة استشعار الحركة كل ليلة لمدة أسبوع، كما أجرى الباحثون مقابلات سريرية لقياس اضطرابات الصحة العقلية وتم تكرار هذه الإجراءات عدة مرات كل عامين، وهي دراسة طويلة الأمد وتعد جزء من مشروع بحثي كبير لقياس مدى ارتباط النوم بمشاكل الصحة العقلية بشكل عام.

ويقول المشرف على الدراسة البروفيسور سيلجي ستينسبيك من جامعة NTNU: "تظهر دراستنا أن الأطفال الذين ينامون لساعات أقل من غيرهم غالبًا ما تظهر عليهم أعراض مشاكل واضطرابات نفسية حتى بعد مرور سنوات.. فإذا وجدت ان مستوى تركيز طفلك ضعيف أو لاحظت أن مزاجه يتقلب أكثر من المعتاد، فقد ترغب في مساعدته في الحصول على مزيد من النوم".

ولفت الباحثون إلى أن حصول الأطفال على عدد معين وكاف من ساعات النوم، واستيقاظهم في معاد ثابت كل صباح، هو أهم طريقة لتطوير عادات نوم صحية بالنسبة لهم، وقد تتخطى أهمية تقديم المشورة لهم أو التحدث معم بشأن مشكلاتهم، موضحا ان الأطفال دون عمر السادسة الذين ينامون أقل من 7 ساعات يوميا، وهو أقل من إرشادات النوم الموصى بها دوليًا لهذه الفئة العمرية، غالبا ما يعانون من اضطرابات عقلية وسلوكية ونفسية في المستقبل.

وأوضحت الدراسة أيضا أن الأطفال دائما ما يميليون إلى الحصول على عدد ساعات نوم أقل تدريجيًا مع تقدمهم في العمر، حتى وصولهم إلى سن العاشرة، لافتا إلى ان ذلك يعني انه من المرجح ان يستمروا في عادتهم تلك وحصولهم على قسط غير كاف من النوم مع تقدمهم في العمر، وهو أمر مقلق للغاية.

كما نقلت الصحيفة عن Lars Wichstrom من قسم علم النفس في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، والمشارك في الدراسة، قوله: "ربما لا نعلم ما هي خطورة العواقب تحديدا التي قد يواجهها الأطفال الذي يعانون من اضطرابات في النون، ولكننا نعلم أنه بعد قضاء ليلة كاملة دون الحصول على نوم كاف، يكون مزاجنا سىء للغاية وأقل قدرة على التركيز، مما قد يؤثر على أدائنا لمهام عملنا في ذلك اليوم، لذا من المستحسن الحصول على قسط كافٍ من النوم سواء لدى الأطفال او الكبار".

وأضاف: "على الآباء فهم حاجة اطفالهم إلى النوم، وإجراء بعض التعديلات على الطريقة التي ينام بها أطفالهم إذا كانوا يعانون من قلة النوم"، مؤكدا أن تنظيم مواعيد النوم يساعد على تنظيم سلوك الطفل ويطور من قدراته العقلية وصحته النفسية والعاطفية.