رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سر تحريم القهوة في بداية ظهورها.. «ذنب أكبر من تناول الخمور»

القهوة
القهوة

في أواخر القرن العاشر للهجرة شاع في اليمن شراب القهوة، لدى المتصوفة والمشايخ وغيرهم للاستعانة به على السهر في الأفكار التي يعلمونها على طريقتهم، وكان انتشارها على يد أبي عبد الله المعروف بالذبحاني، وكان متوليا بوظيفة تصحيح الفتاوي في عدن.
أما ظهورها في مصر فكان في حارة الجامع الأزهر في العشر الأول من القرن العاشر، وكان المستعمل لها الفقراء المشتغلون في الرواتب من الأذكار والمديح على طريقتهم، وكانوا يشربونها كل ليلة اثنين وجمعةن يضعونها في ماجور كبير من الفخار الأحمر، ويأخذ منها النقيب بسكرجة صغيرة، ويسقيهم الأيمن فالأيمن، مع ذكرهم المعتاد غالبًا:"لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وكان يشربها معهم ابن عبد الغفار موافقة لهم.
وفي كتابه حرية الفكر وأبطالها في التاريخ يروي سلامة موسى عن عبد القادر محمد الأنصاري من أهل القرن العاشر للهجرة حكاية تحريم القهوة.
حرمت القهوة حسب "الأنصاري" بدعوى أنها من الخمر، وأنها تسبب الإضرار بالعقل والبدن، وهو ما أدى إلى نزاعات ومحن في القاهرة ومكة، ومنع بيعها، وكسرت أوانيها، بل ضرب بائعوها، وأدبوا بضياع أموالهم، واحرقت القشرة المتخذة منها في كرات متواترة.
وبلغ تحريم القهوة إلى الحد الذي جعل شاربها يحشر يوم القيامة ووجهه أسود من قعور أوانيها.
وفي سنة تسع وثلاثين وتسعمائة حرم الشيخ أحمد السنباطي القهوة بحجة أنها مُسكرة.