رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دوستويفسكي.. حاول الانتحار لمرات وأنقذه المعتقل

دوستويفسكي
دوستويفسكي

لدي دستويفسكي من الأسباب ما يجعله يقول إن المساجين كانوا معلميه، وهم الذين كشفوا له عن الأمر الأكثر أهمية، أن يحب، للمرة الأولى البلاد الروسية، وقتها وجد في نفسه بيئة قومية، وأحس بتدفق دم الأم روسيا في شرايينه.

ورأى دستويفسكي نظرة مغايرة لكل شيء، فالفلاح الروسي القذر رث الثياب هو في واقع الأمر ساحر عظيم مرح مثل طفل، هو رجل أمي لكنه ذو عقل راجح.

كان دستويفسكي قد تعرف في فترة المعتقل على الكثير مما جعله ينظر للعالم بشكل مغاير، وكان وهو يدرس رفاقه في السجن ينظر إلى قلوبهم الجميلة، وتعلم بفضلهم كيف ينتصر قلبه الروسي على الليتواني، لذلك كان أول خطاب كتبه دستويفسكي بعد خروجه من السجن هو الذي كان للشاعر مايكوف، وكان يكرر فيه "أنا روسي.. قلبي روسي.. أفكاري روسية".

وذكر دوستويفسكي كما دونت ابنته "لوبوف دوستويفسكي" في كتاب "أبي فيودور دوستويفسكي" والصادر عن الدار المصرية اللبنانية بترجمة الدكتور أنور محمد إبراهيم "أن دستويفسكي عانى كثيرًا وكما قال لأصدقائه أنه حاول الانتحار كثيرا، والذي أنقذه من تلك الحالة هو المعتقل نفسه، إذ أن عرف في السجن الشعب الروسي الحقيقي الذي نقل إليه فكرة الوطنية والأخوة المسيحية، وهي الفكرة العظيمة التي وحدت عددا كبيرا من الشعوب".