رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

واشنطن بوست: أمريكا رصدت 90% من اتصالات إيران السرية طوال عقود

المخابرات الأمريكية
المخابرات الأمريكية

كشفت وثائق أمريكية عن تجسس المخابرات الأمريكية على إيران طيلة عقود طويلة بسبب استخدامها أجهزة تشفير كانت تديرها وتملكها بشكل سري المخابرات الأمريكية لحوالي 70 عاما.

وأوضحت صحيفة واشنطن بوست في تحقيق استقصائي نشرته اليوم، أن أكثر من 120 دولة حول العالم من بينهم إيران كانت تعتمد على شركة «Crypto AG» السويسرية لإجراء اتصالاتها السرية، وظلت الشركة في ملكية وإدارة المخابرات الأمريكية بشكل سري حتى تصفية الشركة في عام 2018 وخروج واشنطن منها.

وقالت الصحيفة إن إيران من بين أكثر الدول التي تم التجسس عليها منذ ظهور هذه الأجهزة في الخمسينات في القرن الماضي وكانت إيران من بين أكثر الدول استخدما لها حتى بعد ثورة 1979.

وأكد الوثائق أن وكالات التجسس الأمريكية اعترضت أكثر من 19 ألف رسالة إيرانية أرسلت عبر أجهزة التشفير خلال الحرب مع العراق (حرب الخليج الأولى) في الثمانينات، كما قامت بمعرفة روابط طهران الإرهابية وصلاتها بالجماعات الإرهابية.

وكشف التقرير عن أن حوالي 80 إلى 90% من اتصالات إيران كان جواسيس الولايات المتحدة قادرون على قرائتها والإطلاع عليها بفضل استخدام الإيرانيين لأجهزة الشركة التي لم تشك في أمرها إلا في التسعينيات بعد قصف القوات الأمريكية لليبيا عام 1986 فقد شكت إيران في أمر الأجهزة بعد هذا القصف بست سنوات.

وقالت الصحيفة إنه في عام 1992 واجهت شركة «Crypto AG» أول أزمة كبرى لها حينما احتجزت إيران أحد مسؤولي الشركة ويدعى هانز بوهلر "Hans Buehler" ويبلغ من العمر 51 عامًا وهو أحد أفضل البائعين لدى الشركة.

وكانت إيران واحدة من أكبر عملاء الشركة، وكان بوهلر سافر من وإلى طهران لسنوات، وقد شكت فيه إيران واستجوبته عام 1986 بعد الهجمات الصاروخية الأمريكية على ليبيا، إلا أنه بعد ست سنوات، سافر طهران في مهمة للشركة لكنه فشل في العودة مجددا فقد احتجزته طهران 9 أشهر بعدما تأكدت من عدم أمان الأجهزة، وحصلت على مليون دولار مقابل الإفراج عنه.

وأكدت الصحيفة أن المخابرات الأمريكية ونظيرتها الألمانية كانا الملاك السريين والحقيقين للشركة ولم يكن يعلم بوهلر بهذا الأمر أو حتى نقاط الضعف في أجهزة التشفير الخاصة بالشركة.