رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وليد وهايدي.. ونحب الحياة حتى وإن كان السرطان شريكا

وليد وهايدي
وليد وهايدي

للحب وجه حنون، وآخر يحتاج لقوة، وهذا الشق الأخير هو المكان الذي وجد "وليد" فيه نفسه، إذ حارب مع خطيبته المرض اللعين بإضافة البهجة إلى حياتها، وفي اللحظات الصعبة كان أول الداعمين لها طوال فترة العلاج، وأخيرا كلل سنوات الحب والكفاح بميثاق مقدس قبل خضوعها لجلسات كيماوي وقائية، حيث فاجأها بإعلانه عن دعوة عامة للجميع لحضور عقد قرانهما بمناسبة "عيد الحب".

"هنبدأ علاج كيماوي تاني، ادعولنا، كتب الكتاب في عيد الحب والدعوة عامة لكل اللي بيحبونا.. حبنا أقوى من الكيماوي"، بتلك الكلمات أعلن "وليد عباس" عن موعد عقد قرانه على خطيبته "هايدي بهجت" متحدية مرض السرطان.

وقال وليد، 27 عاما، من الإسكندرية، لـ" الدستور"، متابعًا: "ده مش كتب كتاب بس.. أنا قررت يكون زفاف عشان نبدأ حياتنا في عيد الحب، اخترنا اليوم أن يكون في عيد الحب، ونشرت دعوة عامة للجميع لمشاركتنا فرحتنا، ولكن أمس اتخذت قرار مفاجئ أن يكون اليوم هو حفل الزفاف أيضًا، وكانت مفاجأة أسعدت الجميع".

وأوضح "وليد" منذ سبع سنوات تعرفت على هايدي في الدراسة الجامعية وأصبحنا أصدقاء وتقدمت لخطبتها بعد أن شعرت أنها الإنسانة التي أبحث هنا، فلم يكن حبي لها شيء عابر، لذلك سعيت أن أتمم الزواج بعد قضاء فترة التجنيد، وبدأت العمل مع والدي في المطعم الخاص به لتوفير نفقات الزواج، ولكن بدأت هايدي تشعر بتعب شديد، واكتشفنا بعد عمل الفحوصات أنها تعاني من "سرطان الثدي"، وبعد أن تم الاتفاق على عقد القران في 10 أكتوبر 2018، كان هو التاريخ نفسه لأول جلسة كيماوي لها.

وأضاف: "تم تأجيل كل شيء للاطمئنان على صحتها وبداية الخضوع لجلسات الكيماوي التي كانت مضاعفة ثم بعدها تم استئصال الورم، وخضعت لـ 20 جلسة علاج إشعاعي ثم الهرموني، وتم عمل مسح ذري ومتابعة مستمرة، وتماثلت للشفاء بعد عامين من محاربة المرض، وتحدي الكيماوي".

وتابع بعد تماثل "هايدي" للشفاء تم تحديد موعد عقد القران في 14 فبراير الجاري، ولكنها أصيبت بدور برد شديد وبعد عمل الأشعة كانت النتيجة وجود "مياه على الرئة" وبعد استشارة الطبيب المعالج لحالتها، قرر بأنها لابد من خضوعها لجلسات كيماوي وقائية، وهو ما جعل بعض المقربين يعتقدون أنه سيتم تأجيل موعد عقد القران ولكنني أكدت على أنه لا يوجد تأجيل، ودعوت كل من يعرفنا إلى الحضور ومشاركتي أنا وخطيبتي فرحتنا.

وأردف: "بدأت أفكر لماذا لا يكون هذا اليوم هو يوم زفافنا، فقد كانت تمنعني أشياء كثيرة هي أنني لم أكمل تجهيز مسكن الزوجية وكذلك الأثاث، ولكن كانت الأمور أسهل من ذلك عندما قررت أن يكون موعد زفافنا الجمعة القادمة كانت مفاجأة أدخلت الفرحة على قلوبنا جميعا، وتم الاتفاق على الزواج في منزل هايدي حتى إتمام تجهيز شقتي".

ولفت "وليد" إلى أن مرض هايدي الذي أصابها كان لحكمة من الله، فبرغم خوف وقلق عائلتها إلا أن خوفي وحبي لها كان مضاعف عليها، وفي بداية معرفة المرض كانت تريد أن أتركها ولكنني تمسكت بها وليس أنا فقط بل عائلتي أيضًا فهي بالنسبة لهم ابنتهم، وهو ما جعلني أريد إتمام الزواج لأستطيع العناية بها وتشجيعها لنبدأ رحلة الكيماوي سويًا بعد أسبوع من زفافنا، ولكنها ستكون رحلة المعافاة من شبح السرطان الذي تحديناه سويًا.