رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إدلب.. هل تصبح نقطة التحول في العلاقات بين بوتين وأردوغان؟

بوتين وأردوغان
بوتين وأردوغان

تشهد مدينة إدلب السورية معارك عنيفة خلال الأيام الماضية بين القوات السورية بدعم روسي من جانب والعدوان التركى من جانب آخر.

وعقب مقتل 6 جنود أتراك في إدلب مساء الأحد، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالرد بقوة على مقتل جنوده وشن هجوما آخر على إدلب أسفر عن وقوع قتلى ومصابين من قوات الجيش السوري والمدنيين هناك.

ـ أردوغان يهدد بعدم الاعتراف بضم روسيا للقرم
طالب أردوغان روسيا الالتزام بمسئوليتها فى إدلب بموجب اتفاقيات سوتشى واستانة لوقف القتال فى سوريا والتى وقعت عليها كلا من تركيا وروسيا.

كما أكد أدوغان خلال مؤتمر صحفى مع نظيره الأوكرانى فى كييف، أن تركيا لم ولن تعترف بضم روسيا لشبة جزيرة القرم التى ضمتها روسيا إثر استفتاء شعبى.

ـ الصراع فى إدلب يوتر العلاقات بين موسكو وأنقرة
وبسبب إدلب توترت العلاقات بين روسيا وتركيا التى تعززت منذ عامين بفضل التعاون فى الملف السورى على الرغم من أن كلا منهما يدعمان طرفين مختلفين.

ـ صدام أنقرة ودمشق قد يحدث انشقاقات فى حزب أردوغان
وأشار المحلل السياسى التركى ايكان اردمير إلى أن القوات التركية تتجنب حاليا أى اشتباكات مع القوات الروسية فى إدلب، خاصة عقب مقتل 6 جنود أتراك لها.

وأضاف اردمير خلال لقاء مع العربية، أن أردوغان يحاول تسوية التصعيد الأخير فى إدلب عن طريق إجراء محادثات مباشرة مع بوتين، على الرغم من استمراره فى إرسال تعزيزات عسكرية لريف إدلب الجنوبى.

ورجح اردمير إلى أن أى صدام آخر بين أردوغان وقوات الجيش السورى سوف يؤدى إلى انقسامات وانشقاقات جديدة فى حزب أردوغان، مضيفا أن ذلك سيكون فرصة جديدة لموسكو لتلعب دور الوسيط بين أنقرة ودمشق.

المرصد: أردوغان يرغب فى السيطرة على عين عيسى وعين العرب وموسكو ترفض
فيما أفاد مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان فى تصريحاته للعربية، أن أردوغان كان يرغب فى السيطرة على عين عيسى وعين العرب (كوباني) لكن موسكو رفضت، ولذلك خرج أردوغان بتصريحاته حول الدفاع عن المدنيين فى إدلب والذين يشردون منذ بدء عملية نبع السلام، على حد تعبيره.

ـ عمليات النزوح تدفع أردوغان لاستخدام قواته لمنعهم من دخول تركيا
وفى السياق، دفع التصعيد المستمر فى إدلب 388 ألف شخص للنزوح من المنطقة خاصة معرة النعمان باتجاه الحدود التركية.

وأشار المحلل التركى إلى أن أردوغان بالتزامن مع تدفق المزيد من النازحين سوف يلجأ إلى استخدام قواته، كي يحاول منع تدفق اللاجئين إلى بلاده في ضوء تزايد المشاعر المعادية لهم في تركيا.

ـ الجيش السورى يتقدم باتجاه إدلب
ونجحت قوات النظام السورى خلال الأيام القليلة الماضية فى إحراز تقدم على عدة محاور فى الشمال السورى.

وتمكنت قوات الجيش السورى من عبور الطريق الدولى بين حلب واللاذقية ليفصلها عن مركز محافظة إدلب 8 كيلومترات فقط، وفقا للمرصد السورى لحقوق الإنسان.

كما سيطرت قوات الجيش السورى على بلدة معرة النعمان الأسبوع الماضي، مما أدى إلى محاولة تركيا إنشاء معقل في سراقب، والذي يقع عند تقاطع الطريقين السريعين M4 وM5، كما أرسلت قافلة كبيرة من الدبابات ومركبات أفراد مدرعة وغيرها من المعدات عبر الحدود.

ـ إدلب ستكون نقطة انتهاء العلاقات التركية الروسية
وفى السياق، أشارت صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية والتي تصدر باللغة الإنجليزية، أن محافظة ادلب السورية ستكون النقطة التى ستنهي العلاقات التركية الروسية.

وأشار المحلل السياسى والباحث المقيم فى أنقرة علي بكير، إلى أن التصعيد الأخير هو أكبر تهديد للعلاقات التركية الروسية منذ أن أسقطت تركيا طائرة حربية روسية عبر الحدود السورية في عام 2015.

وقال: "لقد حاولت روسيا دائما سد الفجوة بين تركيا والحكومة السورية ولكن الأمور خرجت عن نطاق السيطرة مؤخرا وتعتقد تركيا أن هذا قد تم عن قصد"، مشيرا إلى أن هذا هو أخطر خلاف بين روسيا وتركيا لأنهم قرروا العمل معًا.

وأشار الدكتور بكير ومراقبون آخرون، إلى أن العلاقات الروسية التركية كانت أعمق من التعاون في سوريا، مع الأخذ في اتفاقيات التجارة والطاقة والدفاع. وقال: "هناك علاقة عميقة بين تركيا وروسيا ولديهما مصالح مشتركة على العديد من المستويات."

وقال الدكتور باكير إن تركيا حذرت روسيا في السابق من أن ضرب القوات التركية كان خطًا أحمر بالنسبة لأنقرة، وقالوا إنهم سينتقمون وقد تم تسليم هذه الرسالة إلى روسيا، ولكن على الرغم من ذلك، هاجم الأسد مواقع تركية".