رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جذور الخلافات بين الأشقاء

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

منذ فجر التاريخ وهناك صراع بين الأشقاء، بدءًا من قابيل وهابيل ابني آدم وحواء لذا، فإن التفكير في إنهاء الصراع بين الأخوة داخل العائلة الواحدة يعد من الأحلام الكبيرة، كما أن التفاهم الدائم بين الأشقاء أمر غير واقعي، ولكن على الأقل يجب على الآباء والأمهات ألا يكونوا سببًا فى إشعال نار العداوة بين أبنائهم والتي تبدأ من الطفولة ثم تستمر طوال عمرهم، وهى نار إذا اشتعلت يكون من الصعب إخمادها.

نتعرف في السطور التالية على بعض أسباب الخلافات بين الأشقاء وكيف يمكن معالجتها:

1. العوز العاطفي :

 يعيش الأطفال الآلام عندما يشعرون أن والديهم لا يتفرغون لهم ولا يعطفون عليهم إلا قليلًا ولا يداعبونهم ولا يقبلونهم ولا يبتسمون لهم إلا فيما ندر، وهذه الأشياء مهمة وحيوية بالنسبة للأطفال، وفي هذا المناخ من المجاعة العاطفية يتصارع الأطفال بلا هوادة حول فتات الاهتمام الموجود في بيوتهم وما يعطيه الوالدان لأحدهم يبدو وكأنهما سرقاه من الآخر .

 في بعض الحالات يضطر الأطفال إلى التكاتف والتلاحم معًا، لضمان البقاء،  وتلعب الأخت الكبرى دور الأم لتعوض الأطفال النقص العاطفي، ولكن ذلك يحرمها من طفولتها.

 إذا أحسستم بوجود نقص في الحنان والاهتمام فى بيوتكم، فامنحوا أطفالكم مزيدًا من الوقت لكل واحد منهم، وهذا من شأنه أن يقلل من الاحتقانات بينهم.

2. وجود أحد عناصر سلسلة الأشقاء في غير مكانه:
o قد يتخذ هذا شكل أبوة مصغرة، وبما أن هذا الدور يفتقر إلى الشرعية، فإنه يقابل بالرفض من قبل الأشقاء والشقيقات.
• أحيانًا يقوم الشقيق الأكبر بالاعتداء على الشقيق الأصغر وإفراغ شحنات غضبه فيه، ويقابل هذا التصرف بسلبية من الأب والأم، ويعتبرون أن هذا شجار عادي بين الأخوة، بينما هو يمثل اعتداء على الصغير وسلوكًا غير سوي للأخ الأكبر، ولا بد للوالدين من التدخل بشكل سليم، وإلا سيكبر الصغير وهو يضمر لأخيه الأكبر الحقد والكراهية.

3. المقارنات :
 تعد من أهم وسائل إشعال العداوة بين الأخوة والأخوات وغالبًا ما يتشاجر الأطفال بعد تلك المقارنات لأن المقارنة تلغي هوية الطفل، فيحاول إثبات نفسه من خلال الشجار .
 عندما يبالغ الوالدان في المقارنة بين الأطفال والتمييز بينهم على ضوء اختلافاتهم فقط، يمكن أن يتطور لديهم ما يسمى بأعراض الجوزاء التي تلازمهم بقية حياتهم، فهم يخصصون لأنفسهم ميادين من الكفاءة يحتكرون النجاح فيها فلا يدخلها شقيقهم أو شقيقتهم، مثال ينجح أحدهم في حياته المهنية، بينما ينجح الآخر في حياته العاطفية، وللأسف لا يستطيعون النجاح إلا في الميدان الذي يفشل فيهم شقيقهم .
 لكي لا نصل إلى هذا تجنبوا إجراء مقارنات بين أبنائكم، تخلوا عن عبارة شقيقك الصغير ، شقيقك الكبير، فالكبير كبير بالنسبة لمن؟ والصغير صغير بالنسبة لمن؟ ، نادوهم بأسمائهم، حدثوهم عن أنفسهم وبالمقارنة بأنفسهم، اطلبوا منهم طلبات مباشرة بدلًا من أن تقولوا "شقيقك منظم"، قولوا "نظم غرفتك"!.

 كونوا عادلين مع أبنائكم، ويعني هذا أن نصنف الحقوق والواجبات والاحتياجات حسب السن وحسب الأفراد، وأن نعطي كل واحد ما يحتاجه عندما يحتاجه دون مقارنة.

4. لفت الانتباه :
 أحيانًا لا يكون هناك سبب للشجار سوى لفت انتباه الأم أو الأب.
 أحيانًا ينتج عن ميلاد شقيق صغير أو شقيقة صغيرة للطفل تولد درجة عالية من العنف تجاه القادم الصغير الذي احتل مكانه وأصبح مركز الرعاية والاهتمام، لذا لا بد أن ينتبه الوالدان لذلك، خاصة إذا كان طفلهما أقل من أربع سنوات.

ومع كل هذا يمكننا اعتبار الشجار بين الأشقاء والشقيقات كمكون طبيعي في الحياة العائلية، وتنصح المعالجة النفسية "كريستال بتيكولان" الآباء والأمهات بألا يسعوا أبدًا لمعرفة من المخطئ ومن الذي بدأ بالشجار؟ فهذا من شأنه أن يعقد الخلافات الأخوية وأن يسممها. والأهم من ذلك لا تشعروا بالذنب لوجود هذه الخلافات، ويمكن حل المشاجرات ببساطة من خلال التفريق بين المتحاربين وإفهامهم أنه سيتعين عليهم عندما يكبرون أن يتعايشوا مع أنماط مختلفة من الناس.