رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لعنة الرجيم».. دراسة: «الكيتو دايت» خطر على صحة الإنسان إذا استمر أكثر من أسبوع

الرجيم
الرجيم

كشفت دراسة حديثة عن أن النظام الغذائى المعروف بـ«الكيتو دايت» من أكثر النظم المتبعة فى عصرنا هذا، وله آثار فعّالة فى التخلص من دهون الجسم، وينتج عنه فوائد صحية على المدى القصير، لكن له آثار سلبية حال الاستمرار فى اتباعه أكثر من أسبوع.
ويعتمد نظام «الكيتو» على الاستغناء عن الكربوهيدرات والسكريات الموجودة فى المخبوزات والدقيق الأبيض، والاعتماد بدلًا منها على الدهون الصحية والبروتين والخضروات، وبالتالى إجبار الجسم على حرق مخزون الدهون فى الجسم، ومنها تحفيز الحرق وتقليل الوزن.
باحثون فى جامعة «ييل»، أشهر وأقدم الجامعات فى الولايات المتحدة الأمريكية، أعدوا دراسة حذروا فيها من تناول الوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات والمرتفعة فى الدهون، أو ما يعرف بنظام «الكيتو» الذى يعمل على حرق ٩٩٪ من السعرات الحرارية من الدهون والبروتين و١٪ فقط من الكربوهيدرات، لفترة تزيد على أسبوع، نظرًا لأنه يمثل خطورة شديدة على صحة الإنسان.
ووفقًا للدراسة، التى نشرها موقع «ساينس ديلى» الأمريكى المتخصص بنشر الأخبار العلمية، أصبح نظام «الكيتو» من أكثر الأنظمة استخدامًا لدى المشاهير الراغبين فى إنقاص وزنهم، ومن بينهم جوينيث بالترو وليبرون جيمس وكيم كارداشيان، حيث وصفوه بأنه نظام مثالى لإنقاص الوزن.
وأجرى الباحثون الدراسة على فئران التجارب، ووجدوا أن الآثار الإيجابية والسلبية لهذا النظام الغذائى تظهر فى الخلايا المناعية المسماة «gamma delta T»، أو «جاما دلتا تى»، وهى الخلايا التى تحمى الأنسجة وتقلل من خطر الإصابة بالسكرى والالتهابات.
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن نظام «الكيتو» الغذائى يمكنه تحسين صحة الإنسان عن طريق تقليل خطر الإصابة بالسكرى والالتهابات، حال تم اتباعه على مدى فترات زمنية محدودة.
ونقل الموقع عن فيشوا ديب ديكسيت، أستاذ الطب المقارن وعلم المناعة الباحث بكلية «ييل» للطب، إنه باتباع النظام الغذائى «الكيتو» يقوم الجسم بحرق الدهون، وعندما ينخفض مستوى الجلوكوز فى الجسم بسبب انخفاض نسبة الكربوهيدرات فى النظام الغذائى، يتصرف الجسم كما لو كان فى حالة جوع، على الرغم من أنه ليس كذلك، ويبدأ فى حرق الدهون بدلًا من الكربوهيدرات.
وأضاف «ديكيسب»: «هذه العملية بدورها تفرز مواد كيميائية تسمى أجسام الكيتون كمصدر بديل للوقود، وعندما يحرق الجسم أجسام الكيتون، تتوسع خلايا جاما دلتا التى تحمى الأنسجة فى جميع أنحاء الجسم».
ولفت «ديكسيت» إلى إن هذا يقلل من خطر الإصابة بالسكرى والالتهابات، ويحسن عملية الأيض فى الجسم، إذ أظهرت الفئران بعد أسبوع من اتباع النظام انخفاضًا فى مستويات السكر فى الدم والالتهابات.
وقال «ديكسيب»: «السمنة ومرض السكرى يعدان من أمراض تغيير نمط الحياة، ويجب للأنظمة الغذائية أن تتيح لمن يتبعوها وسيلة للسيطرة عليها».
وأضاف: «من خلال دراستنا، وجدنا أنه عندما تستمر الفئران فى اتباع هذا النظام الغنى بالدهون منخفض الكربوهيدرات لمدة تزيد على أسبوع، فإنها تستهلك كميات كبيرة من الدهون أكثر مما يمكن أن تحرقه، ويتسبب ذلك فى حدوث مرضىّ السكرى والسمنة، حيث فُقدتْ خلايا جاما دلتا الواقية من الدهون».
وتابع: «قبل أن يتم الحكم على هذا النظام الغذائى، من الضرورى إجراء تجربة سريرية كبيرة فى الحالات التى يتم التحكم فيها لفهم الآلية الكامنة وراء الفوائد الأيضية والمناعية أو أى ضرر محتمل للأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن ومرض السكرى».
وأشار الموقع إلى أنه لا تزال هناك ضرورة لإجراء الدراسات السريرية طويلة الأجل على البشر، للتحقق من صحة المطالبات غير المستندة إلى علم حول الفوائد الصحية لـ«الكيتو».
ووجد الباحثون أنه عندما يكون الجسم فى وضع «الجوع الوهمى»، يحدث تفتت للدهون فى الجسم.
ووفقًا لـ«ساينس ديلى»، يعانى نحو ٨٤ مليونًا من البالغين الأمريكيين- أى أكثر من واحد من كل ثلاثة- من مرض السكرى «زيادة مستويات السكر فى الدم»، ما يعرضهم لخطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، لافتًا إلى أن أكثر من ٩٠٪ من الأشخاص المصابين بتلك الأمراض لا يكونون على علم بإصابتهم بها.
وقالت إميلى جولدبرج، زميلة وباحثة فى الطب المقارن، التى اكتشفت أن نظام «الكيتو» الغذائى يوسع خلايا «دلتا جاما» فى الفئران: «النتائج التى توصلنا إليها تسلط الضوء على التفاعل بين التمثيل الغذائى والجهاز المناعى، وكيف تنسق الحفاظ على وظيفة الأنسجة السليمة».