«فتّح مخك».. 6 خطوات تساعد على التحكم فى العقل والوصول لتحقيق الأحلام
هل يمكن التحكم فى العقل والأحلام من أجل التعامل بشكل أفضل مع الحياة؟ هذا هو ما تجيب عنه الدكتورة تارا سوارت، العالمة البريطانية فى العلوم العصبية بالأكاديمية الملكية فى لندن، فى كتابها الذى تتناول فيه كيفية عمل «قانون الجذب».
ترى «سوارت»، وفقًا لتقرير صحيفة «ديلى ميل»، البريطانية، حول كتابها الجديد الذى يحمل عنوان «المصدر»، أنه يمكن الجمع بين العلم والتفكير الإيجابى والتحكم بالعقل من أجل أن يحقق الإنسان ما يريد، عبر الاستعانة بعدد من المبادئ فى الحياة اليومية، يمكن عبرها تدريب «الدماغ» للتعامل مع الحياة من خلال ٦ مبادئ أساسية.
وتوضح العالمة البريطانية أن الأشياء الجيدة لا تحدث فقط عن طريق المصادفة، وإنما يمكن أن تلعب العقول دورًا فى ذلك من خلال التفكير الإيجابى فى الأشياء للحصول على ما تريد.
وتقول: «الأمر يعتمد بصورة كبيرة على المرونة العصبية وقدرة الدماغ على التغيير بكل سهولة، فمن الممكن تغيير أنشطة الدماغ من خلال التدريب، لنصبح الشخص الذى نريد أن نكونه، مع إحداث تغييرات إيجابية فى الحياة».
وتعتمد النظرية على ما يسمى «قانون الجذب»، الذى يرى أن الاعتقاد الإيجابى بأن الأشياء الجيدة ستحدث هو ما يجعلها تحدث بالفعل، فيما يؤدى التفكير السلبى إلى نتائج سيئة.
ويوضح التقرير أن «سوارت» تعتمد فى نظريتها على ٦ مبادئ، هى: الوفرة، والمظهر، والرغبة المغناطيسية، والصبر، والوئام، والاتصال العالمى، وذلك من أجل الاستغلال الكامل لإمكانيات الدماغ، عبر تحقيق الانسجام بين منطقة القشرة المخية، المسئولة عن عمليات التفكير العليا مثل الكلام وصنع القرار، وبين منطقة «الجهاز الحوفى» بالمخ، المسئولة عن التعامل مع العواطف والذكريات.
وتصف «سوارت»، وفقًا للتقرير، المبدأ الأول من المبادى الستة للتحكم فى العقل الخاص بـ«الوفرة» بأنه يعنى الاعتقاد بأن هناك ما يكفى للعيش من أجله، مع عدم التركيز على النواقص فى الحياة، وترى أن أولئك الذين يؤمنون بالوفرة يتميزون بالمرونة فى الأوقات الصعبة، لأن لديهم ثقة بأن الأمور ستتحسن يومًا ما، ما يجلب إليهم الرزق ويزيد من روابطهم الإنسانية.
وتوضح أن الذين يتعاملون على أساس النقص ويركزون دائمًا على غير الموجود يعانون من الخوف، كما يميلون إلى التفكير فى السلبيات، مشيرة إلى أن العقل الغنى بالأفكار الإيجابية والتفاؤل يكون جزءًا أساسيًا من «قانون الجذب».
وتشير إلى أن التركيز على النقص يؤدى للخوف من التغيير على المدى الطويل، ما يمنع حدوث أى تغييرات إيجابية فى الحياة، ويؤدى لتمسك بعض الأشخاص بالعلاقات والوظائف والمواقف التى لا يرضون عنها، فقط بسبب عدم الرغبة فى التغيير، والخوف مما هو قادم، ما يؤدى لعدم التقدم أو تحقيق ما يرغبون به.
وتضيف: «الخوف عاطفة قوية تحتل جزءًا كبيرًا من العقول، ومركزها هو الذكريات السيئة الناتجة عن إخفاقات سابقة، ما يجعلنا نرغب فى الهروب من أى مخاطرة متعلقة بالتغيير مع الاكتفاء بالوضع الحالى».
وفى شرحها المبدأ الثانى من مبادئ التحكم فى العقل، توضح «سوارت» أن مبدأ «المظهر» يعنى المحاولات المستمرة للوصول إلى الهدف، مهما كان الطريق إليه صعبًا وطويلًا، مشيرة إلى أن تحقيق الحلم يتطلب الإيمان الداخلى بأن ما نريده سيتحقق، مع التركيز عليه بدلًا من ملاحقة أهداف أخرى ثانوية تشتت العقل.
وتشير إلى أن ذلك المبدأ يوجه الإنسان نحو الهدف النهائى فى كل ما يفعله، ما يعنى وجوب تركيز كل الحواس والصور والحلم والشعور نحو الهدف النهائى، الأمر الذى يجعله أكثر واقعية داخل العقل، ويساعد على جعله قابلًا للتحقق بسهولة.
وبالنسبة للمبدأ الثالث، توضح العالمة البريطانية أن «الرغبة المغناطيسية» تعد شيئًا أكبر من مجرد التفكير الإيجابى، لكونها تمثل قوة الاقتناع التى تقود الإنسان لتحقيق ما يريده، والاعتقاد بأنه قابل للتحقيق.
وتكشف «سوارت» عن أن الدراسات أظهرت أن عقلية الإنسان وتصميمه على الوصول لأحلامه تجعل الأهداف تقترب منه، مضيفة أن التفاؤل يعد توجيهًا بأن الأشياء الجيدة يمكن أن تحدث، كما أن هذه العواطف تمد الإنسان بالقوة والثقة لتحويل هذا التفاؤل إلى واقع، كما أنها تساعد على تجاوز النكسات والمضى قدمًا فى الحياة.
أما المبدأ الرابع، فترى «سوارت» أن مبدأ «الصبر» لازم لتفعيل «قانون الجذب» الذى لا يعمل بشكل سريع، وتدعو للتحلى بالصبر من خلال عدم التخلى عن الأحلام والتأكيد المستمر على إمكانية تحقيقها رغم ما يستغرقه ذلك من وقت.
وتضيف: «من المهم عدم الاستسلام، والتمسك بتحقيق الحلم والإيمان به، حتى تعمل القوى الكونية من أجل جلب الأشياء الجيدة لنا».
وتشير «سوارت» فى المبدأ الخامس إلى أن «الوئام» يمثل الفكرة الأساسية فى تجديد العقول، خاصة أن العقل والجسم يحتاجان إلى الوئام التام من أجل استغلال كل الفرص المتاحة لتحقيق الأحلام على أرض الواقع.
وتضيف: «الوئام يعطينا التوازن واليقظة لاتخاذ خيارات جيدة تعزز من تحقيق الأهداف».
وتؤكد أن الانسجام بين القشرة الدماغية والجهاز العاطفى يسمح بفهم الإشارات وإطلاق العنان لقوة الدماغ الحقيقية.
وفى شرحها للمبدأ السادس من المبادئ الستة للتحكم فى العقل، والخاص بـ«الاتصال العالمى»، توضح «سوارت» أنه يعنى الإيمان بأننا جميعًا مرتبطون بالكون وببعضنا البعض، ما يعنى أن العالم يؤثر على الإنسان، فيما يؤثر الإنسان على العالم. وتوضح أن العيش فى انسجام مع العالم ينتج عنه شعور مفيد بالانتماء والهدف، ما يجعل الإنسان أكثر تأثيرًا حيال حياته، بدلًا من أن يظل ضحية للظروف غير المتوقعة.