رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فيروس غامض يجتاح الصين.. وظهور إصابات في كوريا وتايلند

جريدة الدستور

تعيش الصين حالة من الفزع والقلق بعد إعلان السلطات الصينية عن انتشار فيروس غامض في البلاد، شبيه لفيروس الالتهاب الرئوي، ينتقل بين البشر، وليس من الحيوانات للبشر فقط، كما كان معلنًا في السابق، ما يثير مخاوف عديدة من انتشار العدوى على نطاق أوسع، خصوصًا في ظل الفشل في تحديد نوع الفيروس الجديد ومدى خطورة انتشاره.

وأعلنت السلطات أن عدد المصابين بهذا الفيروس قد وصل إلى 291 حالة إصابة في المجمل حتى يوم الإثنين، منها 6 وفيات، آخرها كان في مدينة ووهان وسط البلاد، لافتًا إلى أن المرض انتشر في مدن جديدة في الصين وأن عدد الضحايا قابل للارتفاع.

ما هو هذا الفيروس الغامض؟

يعتقد العلماء أن هذا الفيروس بدأ في القطط، ويمكن أن ينتشر بملامسة الإنسان للحيوانات، بينما يرجح المسئولون في الصين ومنظمة الصحة العالمية أن هذا الفيروس يقع تحت عائلة أو مجموعة فيروسات "كورونا"، التي تسبب مرض الالتهاب التنفسي الحاد، وأمراضًا أخرى تتراوح من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأكثر خطورة، مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم "سارس".

وأكد خبير صحي عينته الحكومة الصينية، أن فيروسات "كورونا" قد يؤدي للموت، وبإمكانه الانتقال من شخص لآخر، ما يثير القلق، خصوصًا مع استعداد البلاد للاحتفال بالعام القمري الجديد، أو ما يعرف بأعياد الربيع أو رأس السنة الصينية في 25 يناير الحالي، حيث يشارك فيه ملايين من الأشخاص من مختلف أنحاء العالم.
ولا تزال ذكريات تفشي مرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد "سارس" في آسيا عامي 2002 و2003 ماثلة في الأذهان، عندما ظهر في الصين وأودى بحياة نحو 800 شخص في أنحاء العالم.

كيف ينتقل الفيروس؟

ينتقل الفيروس من إنسان إلى إنسان، وغالبا ما يحدث ذلك عندما يلامس شخص ما إفرازات الشخص المصاب، واعتمادا على مدى خطورة الفيروس، يمكن أن يسبب السعال أو العطس أو المصافحة انتقال الفيروس، الذي يقتل 10 بالمائة من المصابين به، وفقا لتقرير نشره موقع "سي ان ان" الأمريكي الثلاثاء.
كما يمكن أن ينتقل الفيروس أيضا عن طريق لمس شيء لمسه شخص مصاب، ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين، ويتعرض موظفو الرعاية الصحية الذين يعملون مع المصابين للخطر أيضا، وذلك بسبب احتمال انتقال الفيروس بالتعرض ولمس نفايات المريض المصاب.
وفي تصريحات لمحطة التلفزيون الحكومية الصينية "سي تي في"، قال تشونغ نانشان، رئيس مجموعة من الخبراء في لجنة الصحة الوطنية الصينية وأخصائي أمراض الجهاز التنفسي من بين الذين اكتشفوا ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم "سارس" أن العدوى يمكن ان تنتقل من إنسان لآخر، لافتا إلى ان بعض أفراد الطواقم الطبية في "ووهان" أصيبوا أثناء محاولتهم علاج المرضى من الفيروس.

ما هي أعراض الإصابة بالفيروس؟

عادة ما تكون أعراض الفيروس الغامض مشابهة لنزلات البرد، وتشمل سيلان الأنف، وسعالا وتقرحا في الحلق، واحتمالا أقل بالتعرض لحمى وصداع قد يستمر لبضعة أيام، هذا إلى جانب ضيق النفس وصعوبة التنفس.
وفي بعض الحالات قد تشتد العدوى وتصبح أكثر خطورة حتى تصل إلى التهاب رئوي حاد (التهاب الشعب الهوائية) أو فشل كلوي أو حتى الوفاة، بالنسبة لأولئك الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، مثل كبار وصغار السن.

هل يوجد علاج، وهل هناك طرق للوقاية منه؟

حتى الآن لا يوجد علاج محدد للفيروس الغامض، ولكن لحسن الحظ ووفقا لأقوال العديد من العلماء، فإن هناك الكثير من الأعراض يمكن معالجتها من خلال الفحص السريري، كما أنه قد تختفي الأعراض من تلقاء نفسها.
وحسب ما أفاد مركز السيطرة على الأمراض في الصين، يمكن للأطباء تخفيف الأعراض عن طريق أدوية لتخفيف الألم والحمى، كما أن الحمام الساخن يمكن أن يساعد في حالات التهاب الحلق أو السعال، لافتا إلى أن الرعاية الطبية للأشخاص المصابين بالعدوى قد تصبح ناجحة للغاية.
كما ذكر موقع "سي أن أن" في تقريره أنه يمكن التقليل من خطر الإصابة بالعدوى عن طريق تجنب الأشخاص المرضى، وينصح خبراء الصحة بتجنب لمس العينين والأنف والفم بشكل دائم، وغسل اليدين بشكل دائم بالصابون والماء، ولمدة 20 ثانية على الأقل.
تنصح منظمة الصحة العالمية بمجموعة من الممارسات الوقائية، للحماية من الفيروس، مثل الحفاظ على نظافة اليدين والنظافة التنفسية والممارسات الغذائية الصحية من مصادر آمنة وتفادي الاقتراب، قدر الإمكان، من أي شخص تظهر عليه أعراض الأمراض التنفسية، كالسعال والعطس.

عدد الإصابات بالفيروس ونسبة انتشاره

ذكرت وحدة الخدمات الصحية في ووهان أن 136 مصابا جدد بالتهاب رئوي ناجم عن فيروس اكتشفت في المدينة نهاية الأسبوع، وهم أضيفوا إلى 62 حالة كانت معروفة من قبل، معلنا أن عدد الإصابات المؤكدة قد ارتفع إلى 222 حالة.

وزادت المخاوف من استمرار انتشار الاصابة بالفيروس، مع توقع مجموعة من الباحثين في جامعة "إمبريال كوليدج لندن" إصابة ما لا يقل عن 1723 حالة بالمرض بحلول 12 يناير، وربما يكون العدد قد بلغ 4500 حالة.
وكانت المرة الأولى التي يتم فيها العثور على مرضى في الصين ليسوا في مركز انتشار المرض، وهي المدينة ووهان في وسط الصين.
كما أعلنت كوريا الجنوبية اليوم اكتشافها لأول إصابة على أراضيها، وهي سيدة صينية في سن 35 عاما وصلت إليها من ووهان الصينية، وهذه هي الحالة الرابعة التي يتم التبليغ عنها خارج الصين، بعد اليابان وتايلاند وجميع المصابين قدموا من ووهان أو زاروها مؤخرا.

الإجراءات التي تتبعها الصين والحكومات الأخرى للحماية من الفيروس

تسعى السلطات الصينية لمضاعفة جهودها من أجل السيطرة على المرض الغامض الذي مركزه مدينة ووهان، حيث طالب الرئيس الصيني شي جين بينغ بالعمل بحزم لاحتواء انتشار المرض في الصين وفي انحاء العالم، مؤكدا أن الوقاية منه والسيطرة عليه لا زالت ممكنة.
بينما ضاعفت الولايات المتحدة وعدد من الدول الآسيوية الفحوصات التي تجريها للأشخاص القادمين من ووهان، وبدأت مطارات لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو ونيويورك، بفحص المسافرين القادمين من الصين.
وأعلنت مفوضية الصحة الصينية عن نيتها مضاعفة خطواتها لمنع وقوع إصابات إضافية، لكنها اعترفت بأنها لا تعرف ما هو مصدر الفيروس.