رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصمم الجرافيك العالمي أحمد عماد الدين: صنعت أفضل أعمالي وأنا على سريري

 أحمد عماد الدين
أحمد عماد الدين

«عميق ومشرق»، هكذا وصفت صحيفة «neoprisme»، الفرنسية، غلاف ألبوم الفريق الغنائى اليابانى «Mono»، الذى صممه الشاب المصرى أحمد عماد الدين، ما أهّله ليكون واحدًا من بين أهم ٢٠ غلافًا للألبومات الموسيقية فى عام ٢٠١٩.
خواطره وأفكاره وتصميماته التى يعمل عليها من غرفته حملته إلى العالمية، أهّلته لحصد العديد من الجوائز، التى كان آخرها فوزه بجائزة «Orinos Film Award» فى عام ٢٠١٨، فى فئة «أفضل ملصق»، كما اختارته شركة «Adobe» العالمية كواحد من بين أفضل ٢٥ فنان تصميم جرافيك على مستوى العالم تحت سن ٢٥ عامًا.
«الدستور» التقت المصمم أحمد عماد الدين للتعرف على أسباب تعلقه بمجال التصميم، وكيفية احتراف العمل به، والوصول إلى حصد الجوائز العالمية فى سن صغيرة، بالإضافة إلى مشروعاته فى الفترة المقبلة.

■ بداية.. كيف بدأت علاقتك بفن الجرافيك؟
- دراستى لم تكن لها أى علاقة بالجرافيك، فأنا خريج كلية الصيدلة دفعة ٢٠١٩، وأعشق هذا المجال، ووالدى طبيب تخدير، وهو أحد أسباب حبى للمجال الطبى.
أما فن الجرافيك فقد تعلقت به منذ الصغر، وكنت أصمم بعض المواقع الإلكترونية كنوع من الهواية، ولاقى هذا تشجيعًا من والدى ووالدتى، ما دفعنى لتطوير نفسى، وتعلمت العمل على برنامج «الفوتوشوب» إلى أن أتقنته، وقررت أن يصبح الجرافيك شيئًا أساسيًا فى حياتى، لكنى قررت أيضًا ألا أنخرط فى دراسة علوم الكمبيوتر حتى لا يتحول الشغف إلى روتين.
■ كيف طورت مهاراتك فى التصميم دون دراسة؟
- تعلمتُ كل شىء على الإنترنت، وكنت أعمل «أون لاين» بشكل يومى، ومن أول اليوم إلى ميعاد النوم، حتى شعرت بأننى أستطيع أن أبدأ، وما زلت حتى الآن مستمرًا فى التعلم والتدريب حتى أضيف لنفسى.
■ اختار فريق «بينك فلويد» أحد تصميماتك غلافًا لألبومه الغنائى ما تسبب فى شهرتك.. كيف حدث ذلك؟
- القصة بدأت عندما قرر أفراد فريق «بينك فلويد» الغنائى العودة للعمل معًا بعد ٢٠ عامًا من الغياب، وبحثوا عمّن يصمم لهم غلاف الألبوم الجديد، خاصة أن المصمم الذى كانوا يعملون معه سبق أن توفى منذ فترة.
بعدها بدأ الفريق رحلة البحث حول العالم عن فنانين يستطيعون تصميم غلاف الألبوم الجديد، وبالصدفة البحتة شاهدوا تصميماتى، واختاروا العمل معى، وفضلوا تصميمى على كثير من المشاهير، من بينهم الإنجليزى «داميان هيرست»، الذى يعد واحدًا من أشهر الفنانين فى مجال التصميم على مستوى العالم.
وفضّلت الفرقة أن يكون تصميمى، الذى تضمن صورة لشاب يجدف فى قارب ويسير وسط السحاب، غلافًا للألبوم الجديد لهم، ونجح الغلاف وكتبت عنه مواقع عالمية، من بينها «سى إن إن» الأمريكية، و«الجارديان» البريطانية، وغيرهما، ما كان سببًا فى شهرتى.


■ يلقبك البعض على موقع ويكيبيديا بـ«الفنان الرقمى».. فما معنى هذا اللقب؟
- أعتقد أنه يعود إلى كون الفن الذى أمارسه يدخل فى نطاق الفن الرقمى، أى أنه «فن ديجيتال»، فهو بعيد عن اللوحات الواقعية والرسم والألوان، ويعتمد بشكل كامل على التكنولوجيا التى تطورت بشكل كبير، ما منح كثيرين القدرة على تنفيذ كل التصميمات المعقدة التى لم يكن ممكنًا رسمها من قبل بالورقة والقلم وخطوط اليد.


■ كيف ساعدتك مواقع التواصل الاجتماعى فى تطوير مهاراتك والتسويق لعملك؟
- السوشيال ميديا وسيلة إعلام هذا العصر، فما كان يمكن بثه سابقًا على التليفزيون أصبح اليوم ممكنًا من المنزل، مع القدرة على الوصول لعدة ملايين من المشاهدين، حتى إنها تفوقت على قنوات التليفزيون المحلى التى لا يشاهدها إلا فئات محدودة حاليًا.
أما القناة على مواقع التواصل فأصبحت من السهل أن تصل لكل الأشخاص حول العالم، وهذا ما حدث معى، وجعل فريقًا مثل «بينك فلويد» يستطيع أن يرى تصميماتى وأنا فى غرفتى بالمنزل، حتى إننى صممت له هذا الألبوم وأنا جالس على سريرى وأستمع إلى إحدى أغنياته.
ولذلك أنصح كل من يرغب فى التعليم بالبحث «أون لاين» عن المجال الذى يحبه، فمواقع مثل «يوتيوب» تمتلئ بكنوز فى مجال التصميم، وقد تعلمت منه شخصيًا، وكنت أجمع المعلومات من المقاطع المختلفة، حتى كوّنت مكتبة أصبح يمكن العودة إليها فى أى وقت.
كما أنه أصبح من السهل البحث على موقع «جوجل» عن أى موضوع، والمسألة كلها أصبحت متعلقة برغبة الفرد فى البحث والتعلم وعدم انتظار الفرص.
■ من أين تستوحى أفكارك وتصميماتك؟
- من كل شىء حولى، فكل خاطرة أو عبارة تعلق بذهنى قد أتخيلها فى تصميم، فعبارة مثل «اتركوا لى ما تبقى منى»، للكاتب أحمد خالد توفيق، أعجبتنى، فحاولت أن أتصورها، وبالفعل نجحت فى تصميمها ونشرت التصميم على صفحاتى على مواقع التواصل، ولاقى إعجابًا كبيرًا.
■ ما أهم الإنجازات التى حققتها من وجهة نظرك؟
- أهمها عندما أوكلت لى إدارة حساب «إنستجرام» تصميم الجرافيك الخاص بها لمدة أسبوعين، بالإضافة إلى حصولى على عدة جوائز، وترشيحى لجوائز مختلفة، وكل ذلك يجعلنى أشعر بالفخر ويزيدنى رغبة فى الاستمرار فى عملى.
■ ما الأعمال التى تستعد لإصدارها فى الفترة المقبلة؟
- صممت مؤخرًا بوستر فيلم «ماكو»، وأجهز لمجموعة من البوسترات لعدد من الأفلام المصرية والأجنبية، لكن لا يمكننى الكشف عن أسمائها فى الوقت الحالى.