رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حكايات من محاكم الأسرة».. رجال يطالبون بإثبات نشوز زوجاتهم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لا تقتصر محاكم الأسرة على الدعاوى المقامة من النساء فقط ضد أزواجهن بل هناك قصص وحكايات غريبة لرجال أقاموا قضائية للحصول على حقوقهم من زوجاتهم.

يرصد "الدستور" 5 دعاوى أقامها أزواج داخل شئون الأسرة بعدد من المحاكم بالقاهرة يطالبون بإثبات نشوز زوجاتهن.

عشريني: ابنة إمام المسجد ملابسها ملفتة ومتبرجة

بعيدًا عن الزحام وأعين المتنازعين اتخذ "حازم" البالغ من العمر 27 عامًا من أقصى مكان من قاعة المنازعات بمحكمة الأسرة بالزنانيرى مستقرا له، ينتظر به حتى يحين موعد نظر جلسة دعوى النشوز الذى أقامها ضد زوجته "بسمة" التي تزوجها بعد قصة حب عنيفة ولكن الزواج لم يدم طويلا.

وأثناء انتظاره روى حكايته لـ "الدستور" وبدأ حديثه: "جمعتنى بها قصة حب وهي في الثانوية العامة، وأحببت فيها براءتها وتصرفاتها الطبيعية، وتقدمت لخطبتها وهى في الفرقة الأولى بالجامعة، رحب والدها بي وبأهلي، ووعدته بأنى سأكون لها نعم الزوج، واستمرت الخطبة لمدة سنة واتفقنا على إكمالها دراستها بالجامعة في بيتى، ودقت الطبول وأعلنا الزفاف وسط حضور حافل من الأهل والأصدقاء.

واصل الزوج سرد حكايته: "كانت حياتنا مستقرة حتى عادت للجامعة، رأيت زوجتي ترتكب كل المعاصي بدعوى التحرر "لا تصلى، وتتبرج بطريقة ملفتة للأنظار، كل ملابسها ملتصقة بجسدها، شعرت بصدمة كبيرة من التحول الكبير الذى شاهدتها فيه، فكانت تظن بأنها ستتزوج وستفعل ما تشاء من ملابس ومكياج بعيدا عن تحكمات والدها الذي يعمل "إمام مسجد".

واستكمل "حازم": ظننت بأنني عندما تزوجت من فتاة والدها إمام مسجد أنها ستكون زوجة صالحة ستدعونى للالتزام والتقرب إلى الله أكثر، لكن كل أحلامي ضاعت هباءً فبعد الزواج منها اكتشفت شخصيتها الحقيقية أمامي وبرغم ذلك، تحدثت معها كثيرًا وطلبت منها بأن تلتزم بملابس محترمة وتخفف من وضع المكياج على وجهها مثلما كانت في منزل أبيها. لكنها لم تستمع لحديثى، وخدعتنى بموافقة كاذبة وداومت على الذهاب لصديقتها وتغيير ملابسها والتزين بشكل ملفت للأنظار كما يحلو لها وتذهب الجامعة ولم تلتزم باتفاقي معها. وعندما اكتشفت ذلك قررت منعها من الجامعة والذهاب لتأدية الامتحانات فقط، لكنها تشاجرت معى وتركت المنزل وغادرت.
لجأت لأهلها وحكيت لهم ما بدر منها من أفعال تسئ لهم، فانهال عليها والدها بالضرب ووعدنى بإرجاعها المنزل في الليل لكنها لم تعد وتركت منزل والدها وهربت حتى لا تعود لي وذهبت لتجلس في شقة زميلتها في الجامعة، حاولت مقابلتها والذهاب لها لكننى لم أتمكن فلجأت لرفع دعوى لإثبات نشوزها تحمل رقم 62446 لسنة 2019 أحوال شخصية.

أيمن: زوجتي على علاقة بحبيبها السابق

تشير عقارب الساعة إلى الواحدة ظهرا، الزحام يأخذ فى التلاشى قرب انتهاء اليوم داخل محكمة القاهرة الجديدة لشئون الأسرة، على مقربة من قاعة المداولة، جلس أيمن بثوبه المتناسق، ينتظر الإذن له بالمثول أمام القاضى فى قضية نشوز ضد زوجته "مشيرة".

وخلال ساعة انتظاره استرجع أيمن ذكرياته مع زوجته قائلا: "تعرفت عليها عن طريق أحد أصدقائي والجميع أخبرنى بسمعتها الطيبة لها ولأهلها، وقبل التقدم لخطبتها سألتها عن الموافقة على التقدم لخطبتها وأجابني بالموافقة، واستمرت خطوبتنا لمدة سنة ونصف عشت معها أجمل قصة حب وفعلت كل المحاولات المستميتة لتلبية كل متطلباتها.

واستكمل الزوج: كانت حياتنا مستقرة وجميلة وكنت لها الزوج الذي تحلم به كما كانت تقول، وهى كذلك، وأثمر زواجنا عن إنجاب طفلين.

ولكن بدأت مشاكلنا بسبب جلوسها لوقت طويل على مواقع التواصل الاجتماعى، طلبت منها الالتفات لأطفالنا وأعطائهم وقت أكثر، ولم أشك بها لحظة واحدة، فكانت تجلس طوال الليل تتحدث على الفيس بوك وتوهمني بأنها تتحدث لصديقاتها.

واختتم الزوج حديثه: "حتى تعطل الفيس بوك الخاص بها وكانت تحاول استرداده، ولم أرغب في حرمانها من رغبتها فقمت بمساعدتها واستعنت بزميلي في العمل وتمكن من استرجاعه وكانت المفاجأة لى برسائل من حبيبها القديم وقرأت محادثات كثيرة بينهما يستيعدان سويا ذكرياتهما وخروجاتهما والحب الذى كان بينهما وتشتكى له من الملل التى تعيشه معى ولم تكتف بذلك بل حددت معه ميعاد لمقابلته في أحد الكافيهات، جن جنونى وانهلت عليها بالضرب وتركت المنزل وغادرت، حاول أهلها التحدث معى وتبرير ما فعلت ومحايلتي من أجل أطفالنا وتحملت الرجوع لها لكنها رفضت الرجوع لذلك لجأت لرفع دعوى نشوز تحمل رقم 7424 لسنة 2019 أحوال شخصية

عبد الرحمن عن زوجته: بتعايرنى بفلوس أخوها

على بعد أمتار قليلة من إحدى قاعات الجلسات بمحكمة الأسرة بالأميرية، وقف الزوج الثلاثينى مرتبك وحيدا ينفث آخر أنفاس سيجارته، ويعبث بأوراق حافظة مستنداته، منتظرا بدء جلسة دعوى النشوز التى أقامها ضد زوجته صاحبه الـ28 عاما وبعد ساعات من القلق والانتظار تبدأ الجلسة.

يقول الزوج الثلاثينى عبد الرحمن: "أحيانا المال الكثير يعمس أعيننا عن الحقيقة، فبرغم فرق المستوى التعليمى والفكرى بينى وبينها إلا أننى انخدعت بمساعدة والدها لى في كل متطلبات الزواج، وأعطانى مفتاح شقتى جاهزة لم ينقصها شئ، برغم أننى لم أطلب هذه المساعدة إطلاقا، وتزوجنا واكتشفت بأنهم عائلة كل تفكيرها في المال فقط، حاولت تغيير فكر زوجتى كثيرا وأن ترضى بما قسمه لها الله إلا أنها ظلت كما هى كل هدفها في الحياة هو المال الكثير. فمنذ زواجنا وزوجتي معترضة على المستوى المعيشى الذى نعيش فيه ودائما تقارن بيننا وبين حياة شقيقها وأموالهم الطائلة وخروجاتهم التى لا تنتهى، فعلت المستحيل من أجل نيل رضاها، عملت بوظيفة أخرى بجانب وظيفتى معلم بمدرسة، واشترينا شقة أكبر ونقلنا بها واشتريت سيارة ب 180 ألف جنيه، وألحقت بناتي "ندى وسجدة" بمدارس لغات وكل هذا وهى لم تشكر ربها على النعمة التى تعيش فيها.

واختتم عبد الرحمن حديثه: "دائما تختلق مشاكل ومشاجرات وتقول بأنها كانت تتمنى تعيش بمستوى أفضل، وطلبت منى ترك عملى والذهاب للعمل بمصنع شقيقها، اعترضت بشدة وتمسكت بعملى ووظيفتى وطلبت منها بأن ترضى بحياتها وتشكر ربها بأن لديها طفلتان معافيتان من الأمراض ولم نحتج يوما لمساعدة أحد، وحاولت التوضيح لها بأن ليس كل الرزق أموال، لكنها أصرت على ترك وظيفتى والعمل عند شقيقها، وباعتراضى تركت المنزل وغادرت، حاولت إرجاعها رفضت ولم تكتف بذلك بل عايرتنى بأن لولا مساعدة شقيقها لها في متطلبات المنزل لكانت تركتنى منذ زواجنا، فقررت رفع دعوى نشوز تحمل رقم 62219 لسنة 2019 أحوال شخصية


شريف: زوجتي حرامية وسرقت مصوغات من شقة أخي

يتعالى صراخ الأطفال وأصوات المتنازعين، داخل قاعة الجلسات بمحكمة الزنانيري لشئون الأسرة، الزحام يتضاعف والحاجب العجوز عاجز عن إعادة الهدوء إلى المكان، على مقربة من باب القاعة المتهالك وقف الزوج الشاب، يتصفح بعين قلقة أوراق دعوى النشوز التى أقامها ضد زوجته بعد اكتشافه بأنها سرقت مصوغات زوجة شقيقه.
منتظرا الأذن له بالمثول أمام القاضى ليسرد له تفاصيل معاناته، كان يرتدى ملابس متواضعة وتطل من ملامح وجهه الشاحب علامات الارتباك.

فبدأ "شريف" في قص حكايته مع زوجته "قائلا" لم أتخيل لحظة واحدة بأن يوصل بنا الحال للجوء لمحاكم الأسرة، فأنا لجئت فقط للوصول معها إلى حل، ورؤية أطفالي الذين منعتني عنهم منذ خروجها من المنزل ".

واستكمل الزوج حكايته: "زوجتي حقودة وتكره الخير للجميع" فمنذ زواجي منها اكتشفت بأنها هي وعائلتها على خلاف بكل أقاربهم وبسؤالي لها عن سبب تلك المقاطعة أخبرتني بأنهم يحقدون عليهم، لكن مع مرور الوقت علمت بأن من حق الجميع يبعد عنهم، بسبب أسلوبهم السئ ولسانهم السليط، فأنا الآخر أهلي بدأوا يبتعدون عني بسبب تصرفات زوجتي معهم ومقابلتها السيئة وعدم تقديرها للواجب أو الأصول، وبرغم كل ذلك تحملتها من أجل سير المركب ولكي أربي أبنائي في جو ملائم.

وأضاف "شريف ": "منذ خطوبة شقيقي من الفتاة التي كان يحبها ويتمنى الزواج منها وزوجتي رافضة تلك الزيجة وتتحدث عن الفتاة بطريقة سيئة مدعية بأنها فتاة سيئة السمعة، طلبت منها ألا تفتعل مشاكل لأن شقيقي سيتزوج معنا في نفس المنزل، لكنها ظلت تحاول إفشال الزيجة لكنها فشلت وبعد زفاف أخي بيوم واحد اكتشفت زوجته سرقة مصوغاتها وانقلب المنزل رأسًا على عقب، لم أشك بزوجتي أو غيرها إطلاقا وظننت أن لصًا دخل المنزل، وبدأنا البحث في مداخل ومخارج المنزل لم نجد أي آثار لدخول غريب، وفوجئت بابني الصغير "يوسف" 5 سنوات يخبرني أمام الجميع بأن والدته هي من قامت بأخذهم وإخفائهم داخل حقيبة فوق الدولاب، اصطحبت ابني وطلعت مسرعًا على مكان تلك الحقيبة فوجدت المصوغات بداخلها، جن جنوني وانهلت عليها بالضرب ولم أسمع منها بأي مبررات لما فعلته، فهي تعيش في مستوى عالي ولديها مصوغات أكثر مما سرقته من شقة شقيقي.

واختتم الزوج حديثه: "منعني أشقائي من ضربها واصطحبوني للخارج وجلسنا على أحد الكافيهات وفور عودتي للمنزل لم أجدها فيه، واصطحبت أبنائي وأخذت مصوغاتها وكل الأموال الموجودة في الشقة وذهبت لمنزل والدها، حاولت رؤية أبنائي كثيرا لكنها رفضت فلجأت للمحكمة لإثبات نشوزها بدعوي رقم 16702 لسنة 2019 أحوال شخصية


أربعيني: زوجتي طردت شقيقي الصغير

على كرسي متهالك بمحكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة يجلس شاب أربعيني ينتظر خروج الحاجب لينادى على رقم دعواه 64887 لسنة 2019 أحوال شخصية والتى يطالب فيها بإثبات نشوز زوجته "مروة" لرفضها معيشة شقيقته الصغيرة معهم.

فقال "إبراهيم" في مستهل حديثه: "توفيت والدتى منذ 15 عامًا تقريبَا وبرغم من أني كنت متزوج إلا أننى شعرت باليتم، وعشت حالة نفسية سيئة، واتفقت أنا وأشقائي على إجبار والدي على الزواج، وبعد خمس سنوات من وفاة والدتى تزوج والدي وأنجب "مصطفى"، وأصاني عليه والدى وكأنه كان يشعر بأنه سيتوفى ويتركه وحيدا في هذه الدنيا.

واستكمل الزوج سرد قصته: بعد وفاة والدى بسبع شهور فقط تزوجت زوجة أبي ورفضت اصطحاب ابنها معها، فقررت نقله معى وتربيته وسط أبنائى، ومنذ دخول شقيقى المنزل وزوجتى تغيرت وبدأت تتشاجر معى وتطلب منى إرساله لشقيقتى أو لوالدته ليعيش معهم، تحدثت معها كثيرا وأخبرتها بأن والدى وصانى عليه وطلب منى رعايته ورجوتها أن تعتبره ابنها الرابع لكنها رفضت، واستغلت وجودي في العمل وقامت بحمل أغراض شقيقى وطلبت منه الذهاب لوالدته، وفور عودتى من العمل وجدت شقيقي ينام في مدخل العقار في البرد وبجانبه حقيبته وأغراضه، جن جنونى وأخبرنى بأن زوجتي طلبت منه الذهاب لوالدته وهو لا يعرف عنوان الجديد لوالدته وبكى، اصطحبته وأدخلته غرفته وفور مشاهدتها له ظهر على وجهها التوتر وقلت لها "مصطفي هيعيش معانا هنا ومش عاوز كلام تاني وحاولي تتقبلي وجوده فقالت ده بيتى وأقعد اللي عاوزاه وأطرد الي مش عاوزاه، فقلت لها ده بيتي وأخويا هيقعد وانتي اللي هتطلعي بره، فحملت أغراضها ورحلت، وبتدخل الأهل والجيران حاولت إرجاعها لكنها رفضت بشرط طرد شقيقى الصغير من بيتى.