رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تداول حيوانات محظور بيعها.. جهود البيئة لصون الطبيعة

جريدة الدستور

على مدار الفترات السابقة لم تتوقف سلوكيات انتهاكات الطبيعة، وخرق القانون الذي ينظم الحياة البيئية في مصر، لاسيما القيام ببيع أو اصطياد أو الاتجار في الحيوانات النادرة المهددة بالإنقراض، وهو الأمر الذي يجرمه القانون وتردعه وزارة البيئة.

وللسيطرة على الوضع، شنت وزارة البيئة أمس، حملة على محال بيع الحيوانات في منطقة الهرم بمحافظة الجيزة؛ لمحاربة الاتجار غير المشروع في الحيوانات البرية النادرة المهددة بالانقراض، لأجل حماية التنوع البيولوجي.

واستهدفت الحملة أكبر محلات بيع الحيوانات الأليفة في منطقة الهرم؛ للتأكد من مدى تنفيذ قانون البيئة والقوانين المنظمة لعمليات الاتجار في الكائنات البرية والاتفاقيات الدولية المعنية بمنع الاتجار غير المشروع بالحياة البرية، في إطار توجيهات الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية بالأمر ومنها شرطة البيئة والمسطحات وحديقة الحيوان بالجيزة.

وأسفرت جهود الحملة التي أطلقتها وزارة البيئة عن وجود انتهاكات ومخالفات للقوانين التي تنظم الحياة البرية، حيث تم ضبط 20 حيوانا بريا (8 تماسيح و5 سلاحف و2 فزان ذهبي)، بالإضافة إلى (4 نسانيس عبلنج، وعقاب من نوع الامبراكور)، واتخذت شرطة البيئة الإجراءات القانونية مع المخالفين؛ وتم التحفظ على المضبوطات واتخاذ كافة الإجراءات القانونية.

ولم تكن تلك الحملة الأولى للبيئة التي قامت بها وزارة البيئة لضبط عدد من الأشخاص المخالفين، ومن ناحية أخرى التعريف بأهمية الأنواع البرية المهددة بالانقراض ودورها في حفظ التوازن البيئي على الأرض..

وفي هذا التقرير ترصد "الدستور" جهود وزارة البيئة وأبز الحملات التي تشنها لضبط وصون الطبيعة:

ففي نوفمبر الماضي، شنت شرطة البيئة بحملة مفاجئة على محال بيع الحيوانات، وأسفرت تلك الحملة عن ضبط 17 حيوانا بريا من 6 أنواع مختلفة، منها سلاحف ونسناس عبلنج وقرد باتاس، بالإضافة إلى العثور على تمساح نيلي، وذلك بالمخالفة للقانون، وتم التحفظ على المضبوطات وتسليمها لحديقة الحيوان، واتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين.

بحسب القانون رقم 4 لسنة 1994، والقانون رقم 9 لسنة 2009، الخاص بشؤون البيئة، ينص القانونين على عدم "بيع ـ تداول ـ صيد - اتجار" الحيوانات البرية، وتجارتها تعتبر غير مشروعة في مصر، ويعتبر من يقوم بهذه الأفعال منتهكًا للقانون.

وتولي البيئة جهودًا لإنقاذ الحياة البرية، ففي ديسمبر الماضي في أحد محال الأسماك بالقاهرة، عُثر على سلحفاة لونها أخضر من النوع النادر، بواسطة فريق إنقاذ السلاحف في مصر، وتم إقناع صاحب المحل بتسليمها ليتم إجراء الكشف الطبي عليها من قبل مجموعة من الأطباء البيطريين، نظرًا لكونها تعاني من حالة إعياء شديدة، كما تبين إصابتها بالتهاب رئوي.

وعليه قام فريق الإنقاذ بتوفير الرعاية البيطرية للسلحفاة وعلاجها لمدة 4 أيام متواصلة، بمنزل أحد المواطنين حتى تمكنت من استعادة قدرتها على الحياة، وتم نقلها من القاهرة إلى محافظة العريش، وإعادة إطلاقها إلى بيئتها الطبيعية بأحد شواطئ مدينة العريش.

أوضح جمال حلمي، مدير عام شئون البيئة بديوان محافظة شمال سيناء، أن الاصطياد الجائر والتوسع في العمران على سواحل البحار يكاد يفسد الحياة البحرية للكائنات الحية، مشيرًا أن هناك 3 أنواع من السلاحف البحرية في البحر المتوسط وهم الخضراء وكبيرة الرأس والسلحفاة جلدية الظهر، وهم عرضة للانقراض.

وعلق مدير عام شئون البيئة، على واقعة تلك السلحفاة بأنه تم التعامل السريع معها لإنقاذها، وكانت تزن حوالي 52 كيلو جرامًا وطول الصدفة 78 سنتيمترا وعرضها 67 سنتيمتر، وذلك بوضعها في حوض مياه تم حفره على ساحل البحر المتوسط، ومن ثم بعد التأكد من حالتها تم إطلاقها في مياه البحر الأبيض المتوسط.

واتساقًا مع ذلك أوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بالحياة البيئية والتنوع البيولوجي، وتبذل جهودًا لضبط المخالفات القانونية، عن طريق تنظيم العديد من الحملات المفاجئة؛ للتصدي لعمليات الاتجار غير المشروع بالحياة البرية، من أجل الحفاظ على ثروات مصر الطبيعية وصون التنوع البيولوجي.

وأضافت وزيرة البيئة، أن هناك سبل عدة تسلكها الوزارة لحماية الطبيعة، من خلال الاعتماد على أساليب غير تقليدية للوصول إلى المتاجرين بالحياة البرية وتطبيق قانون البيئة بالتعاون مع الجهات المعنية، فضلًا عن رفع الوعي بأهمية التنوع البيولوجي لدى المواطنين من خلال القيام بحملات توعية مستمرة تستهدف كافة فئات المجتمع.

يوجد في مصر 1952 نوعًا من الحيوانات، منهم 153 نوعًا مدرج تحت خطر الإنقراض، ضمن القائمة الإجمالية الأولية للحيوانات 1952 نوعًا من الحيوانات بحسب الإحصائيات التي نشرتها وزارة البيئة على موقعها الالكتروني.

كما بلغت عدد المهدد بالانقراض 5 أنواع، تمثل 0.3%، و27 نوع من الحيوانات المهددة بالإنقراض، تمثل 1.4% من إجمالي الحيوانات بمصر، وعدد الأنواع المعرضة للإنقراض 121 نوعا، تمثل 6.2% من إجمالي الحيوانات.