رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث أمريكى يدعو الأوساط الأكاديمية لمقاطعة قطر

جريدة الدستور

حذر الباحث السياسي الأمريكي جوردان كوب، من تأثير قطر على وسائل الإعلام الأمريكية ومراكز الفكر والمناهج الدراسية بجامعات الولايات المتحدة، داعيَا هذه الجهات كافة إلى مقاطعة الحكومة القطرية، في ظل الاتهامات الموجهة إليها بدعم الإرهاب.

وقال "كوب" في مقال له على موقع "دايلي واير" الأمريكي، إن إعلان دول الرباعي العربي "السعودية، الإمارات، البحرين، ومصر"، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر منذ عام 2017 بسبب دعمها الإرهاب، كان ينبغي أن يثير القلق، إلا أن الرأي العام الأمريكي ظل صامتًا إلى حد كبير ومتسامحًا بشكل فعال مع انتهاكات قطر، سواء من خلال رعايتها الإرهاب، أو فيما يخص ظروف العمل الأقرب إلى العبودية، والتي يمكن أن تودي بحياة 4 آلاف عامل قبل نهائيات كأس العالم 2022 التي تستضيفها قطر.

وأضاف، أن قطر تتمتع بالقدرة على تحسين سمعتها وتبييض وجهها والمضي قدمًا بأجندتها المؤيدة للإرهاب، مشيرًا إلى أن الدوحة استطاعت فعل ذلك من خلال استهداف العقول الأمريكية والأوساط الأكاديمية عن طريق الدعاية والتمويل.

وأوضح الباحث السياسي، أن هناك اثنين من الأساليب القطرية التي يجب التركيز عليها وأولها اختراق قطر وسائل الإعلام الأمريكية، حيث جذبت أكثر من 11 مليونا من متابعي مواقع التواصل الاجتماعي عبر "قناة AJ +"، وهي شبكة حكومية في قطر معروفة بتمجيد الإرهابيين ووصفهم "شهداء".

وأشار "كوب" إلى أن الأسلوب الثاني يتمثل في دعم قطر للجامعات والمدارس الأمريكية، إذ تبرعت قطر بما يقرب من 1.5 مليار دولار للمؤسسات التعليمية الأمريكية، منها مليار دولار إلى المدارس والجامعات في الولايات المتحدة، فضلًا عن تمويل قطر لمؤسسات الفكر والرأي، وبالتالي فرض الرقابة على النقد الموجه لها.

ودعا الباحث الأمريكي، الأوساط الأكاديمية ومراكز الفكر الأمريكية، لقطع جميع الروابط المستقبلية والتمويل من قبل الحكومة القطرية، مؤكدًا أن هذا من شأنه تقويض جهود قطر وزيادة وعي الطلاب بانتهاكات الدوحة، كما أنه سيضع قطر أمام خيارين إما إصلاح دورها أو المخاطرة بسمعتها.

وتطرق "كوب" في مقاله، إلى جهود قطر في دعم جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر وتقديم مليارات الدولارات لها، كما تؤوي قطر العديد من الإرهابيين و20 عضوًا بارزًا في حركة "طالبان" الأفغانية، وممولين رئيسيين للإرهاب مثل خليفة آل السبيعي، العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، فضلًا عن استضافة الزعيم الروحي لجماعة "الإخوان المسلمين" يوسف القرضاوي.

وحذر الباحث السياسي من سعي قطر للتأثير في مناهج المدارس والجامعات الأمريكية من خلال تقديم الدعم المالي إليها وتمويلها، ومن بينها جامعات: "جورج تاون"، "تكساس إيه آند إم"، "كورنيل"، "كارنيجي ميلون"، "نورث وسترن"، و"فرجينيا كومنولث".

وقال "كوب" إن هناك العديد من هذه الجهات لديها فروع جامعية في قطر على حساب سنوي يقدر بـ404.8 مليون دولار لمؤسسة قطر الخيرية، وهي منظمة غير حكومية تدعمها الدولة وتسيطر عليها الحكومة القطرية.

وفي عام 2018، جاء كل التمويل الخارجي لهذه الجامعات تقريبًا من قطر؛ ومنذ عامي 2012 و2014 على التوالي، تلقت جامعتان على التوالي 415 مليون دولار و285 مليون دولار في شكل تمويل أجنبي، مما يشير إلى التأثير الكبير للتمويل القطري في التعليم الأمريكي.

وأوضح المقال، أنه بين عامي 2009 و2017، تبرعت مؤسسة قطر الخيرية بمبلغ 30.6 مليون دولار لدعم تدريب المعلمين والمواد الدراسية والرواتب بالمدارس الأمريكية، فضلًا عن استهداف المدارس العامة من الروضة حتى الصف الثاني عشر من خلال منح فخمة، وقد استخدم بعضها لإرسال طلاب إلى قطر وفي أماكن أخرى من خلال رحلات ثقافية إلى السفارة القطرية في العاصمة.

كما مولت مؤسسة قطر الخيرية، مؤسسات الفكر والرأي الأمريكية خاصة معهد بروكينغز ومركزها في الدوحة، الذي منحته عشرات الملايين من الدولارات، فيما أشار الباحث الأمريكي ديفيد ريبوي إلى أن إنفاق الكثير من المال هو أسهل طريقة لتغيير السياسة العامة.

وحذر "كوب" في ختام مقاله، من أن هذه الجهود تعكس في نهاية المطاف إرادة قطر لتنظيم الفكر الأمريكي من خلال وسائل الإعلام والمناهج الدراسية ومراكز الفكر، داعيًا الأوساط الأكاديمية ومراكز الفكر والرأي الأمريكية إلى مقاطعة الحكومة القطرية، مؤكدًا أن مثل هذه المقاطعة ستثير الانتباه على نطاق واسع لانتهاكات قطر، وتدفعها للإصلاح أو تضعها أمام المساءلة.