رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

1800 صاروخ في 3 جولات مع غزة.. 2019 عام الرعب الإسرائيلي

صاروخ
صاروخ

اندلعت ثلاث جولات تصعيد كبرى بين الاحتلال الإسرائيلي وحركات المقاومة في قطاع غزة المحاصر، خلال عام 2019، ورغم أن عدد الجولات ليس بالكثير، إلا أنها كانت الأعنف منذ حرب الجرف الصامد، التي شنها الاحتلال عام 2014، ضد القطاع.

وشهد عام 2019 ثلاث جولات تصعيدية عنيفة، بجانب الغارات شبه اليومية التي يشنها طيران الاحتلال الإسرائيلي على العديد من مواقع المقاومة في غزة، بدعوى الرد على إطلاق صواريخ من القطاع المحاصر تجاه مستوطنات الغلاف.

مارس
بدأت جولات التصعيد المباشر بين الجانبين في 25 مارس الماضي، إذ شن الاحتلال سلسلة غارات عنيفة بدعوى الرد على إطلاق صاروخ من القطاع المحاصر، سقط في منطقة "هشارون" داخل تل أبيب، فيما أطلقت حركات المقاومة نحو 700 صاروخ خلال هذه الجولة.

وشملت تلك الجولة تدمير الاحتلال مكتب إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، داخل غزة، فيما لم يكن الأخير موجودا داخله، وكذلك استهداف عدة نقاط تابعة لحماس في القطاع، منها موقع عسقلان التابع لكتائب القسام الذراع العسكرية للحركة، وموقع البحرية شمال قطاع غزة، وأرض زراعية شرق مدينة دير البلح.

وباشرت مصر على الفور اتصالاتها بين الجانبين، لمنع تصعيد تل أبيب ضد القطاع المحاصر، وهو ما نجحت فيه القاهرة خلال ساعات، إذ أعلنت حماس، في الليلة ذاتها، نجاح الجهود المصرية، والتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل بعد وساطة مصرية.

مايو
اندلعت جولة التصعيد بين تل أبيب وفصائل المقاومة بعد استهداف القوات الإسرائيلية المتظاهرين الفلسطينيين على حدود القطاع بشكل مباشر، ما أدى إلى رد المقاومة عبر أحد قناصيها بعملية استهداف أدت لإصابة جنديين إسرائيليين بجراح خطيرة، ومن ثم شن طيران الاحتلال سلسلة غارات عنيفة على مواقع تابعة للمقاومة داخل القطاع.

شهدت تلك الجولة إطلاق حركات المقاومة في غزة 690 صاروخًا تجاه مستوطنات الغلاف، وبالقرب من تل أبيب، ولم تتمكن بطاريات القبة الحديدية من التصدي سوى لـ240 صاروخا فقط، وهو ما أثبت فشلها كمنظومة دفاع صاروخي.

وأسفرت الجولة عن مقتل 4 إسرائيليين، وإصابة نحو 200 آخرين، مقابل استشهاد 25 فلسطينيا، بينهم 10 عناصر من المقاومة، وإصابة 154 آخرين.

وبعد استمرار الجولة ليومين، نجحت الجهود المصرية، فجر يوم 5 مايو، في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، نص على وقف غارات الاحتلال مقابل توقف إطلاق الصواريخ من قبل المقاومة.

وأثارت تلك الجولة تساؤلات الأجهزة الأمنية لدى الاحتلال الإسرائيلي حول فشل تصدي منظومة "القبة الحديدية" لصواريخ المقاومة، وعدم وجود سياسة ردع إسرائيلية على حدود القطاع المحاصر.

نوفمبر
اندلعت جولة التصعيد بشكل مفاجئ، بعد اغتيال الاحتلال لبهاء أبوالعطا، القيادي فى "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامى" الفلسطينية، فى قصف شنته، فجر يوم 12 نوفمبر الماضي، على منزله فى حى "الشجاعية" شرق القطاع المحاصر ما أدى لاستشهاد زوجته أيضًا.

وجاء قرار بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال المنتهية ولايته، باغتيال أبوالعطا بعد اضطراره للهروب من حفل انتخابي له داخل مدينة "أشدود"، في شهر سبتمبر الماضي، بعد إطلاق صواريخ من غزة بالقرب من مقر الحفل.

وأوضح تليفزيون الاحتلال، حينها، أن القرار تم تأجيله من أجل أن تكون الظروف مناسبة، مؤكدًا أنه تمت المصادقة على تنفيذ عملية تصفية أبوالعطا، من قبل مجلس الوزراء الأمني المصغر "الكابينت".

وأسفرت تلك الجولة عن استشهاد 34 فلسطينيًا، بينهم عائلة كاملة، وإصابة 111 آخرين، فيما أطلقت حركة الجهاد الإسلامي نحو 450 صاروخًا، بعضها تجاه مستوطنات بالقرب من تل أبيب.

وتمكنت المقاومة من قصف 142 منطقة داخل المستوطنات الإسرائيلية بغلاف غزة، أبرزها تل أبيب، القدس، أشدود، عسقلان، وشعار هنجيف، كما أدت تلك الصواريخ إلى شل الاحتلال الإسرائيلي، إذ أغلقت المحال التجارية الكبرى في مستوطنات الغلاف وتل أبيب، ومنعت التحركات في الطرق الرئيسية، وغيرها من الإجراءات التي قيل حينها إنها "أوقفت سير الحياة" هناك.

وتدخلت مصر على الفور منذ اللحظات الأولى لعملية الاحتلال، ونجحت في وقف إطلاق النار فجر يوم 14 نوفمبر، وإجبار تل أبيب على إيقاف غاراتها ضد القطاع المحاصر، ووقفها سياسة الاغتيالات، وكذلك وقفها إطلاق النار تجاه المتظاهرين، خاصةً أنها الطرف الذي انتهك حالة الهدوء، مقابل وقف الجهاد الإسلامي لإطلاق الصواريخ، والحفاظ على سلمية مسيرات العودة.