رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاندبندنت: تركيا لن تستطيع مواجهة مصر

أردوغان
أردوغان

أكدت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإرسال قوات إلى لييبا، مخاطرة بإشعال صراع كبير في شرق المتوسط، مضيفة أنه يدخل في معركة خاسرة مع الجيش الوطني المدعوم من مصر والإمارات وروسيا، ولن يستطيع المواجهة.

وتابعت أن أردوغان يحاول أن يلقي بثقله في ليبيا وشرق البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي تستعد مصر واليونان لمواجهته.

وأضافت أن أردوغان يزيد من رهانه في ليبيا، من خلال إرسال الطائرات بدون طيار والدبابات والقوات الخاصة ووحدات من الكوماندوز، فهو يسعى لإيجاد مأزق استراتيجي ودمج صراعه في ليبيا مع الصراع المشتعل في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وأشارت إلى أنه بعد تصاعد التوترات السياسية الداخلية في تركيا وفشل أردوغان في استغلال ورقة الأكراد وغزوه لسوريا، بدأ يبحث عن مخرج آخر، في شكل عدو أجنبي ويبدو أنه اختار واحد.

يوم الأحد، أعلن أردوغان أن تركيا مستعدة لإرسال قوات إلى ليبيا لدعم الحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة، ضد هجوم عسكري من قبل الجنرال خليفة حفتر الذي بدأ الأسبوع الماضي.

وأضافت أنه من خلال تصوره وإحساسه المتزايد بعدم الأمان والعزلة، لم يجعل أردوغان لنفسه خصم واحد في الخارج، ولكن أغضب معظم جيرانه.

على مدار السنوات الخمس الماضية، شهد شرق البحر الأبيض المتوسط اكتشافات رئيسية لحقول الغاز في اليونان وقبرص، لكن اكتشاف حقل زهر المصر، أكبر حقل للغاز في البحر الأبيض المتوسط، كان ينظر إليه على أنه تغيير في قواعد لعبة الطاقة في المنطقة، مما يمهد الطريق لمصر لتكون مركزًا للطاقة في المنطقة.

وتم تشكيل منتدى شرق البحر المتوسط للغاز على النحو الواجب، وعلى الرغم من أن المنتدى يضم معظم دول منطقة شرق المتوسط وعلى الرغم من أنه يشمل معظم دول المنطقة في عضويته إلا أن تركيا كانت مستبعدة، وكانت هذه الخطوة كافية حتى يشعر أردوغان بأن هناك اتفاق إقليمي عليه، وكان حريص على الانتقام.

وأكدت الصحيفة، أن الاتفاقية الغريبة بين ليبيا وتركيا تعيد ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وهو أمر مثير للدهشة لأن البلدين ليست لديهم حدود مشتركة كما أنهم ليسوا جيران، فالاتفاقية تتخطى المنطقة الاقتصادية الخالصة لجزيرة كريت اليونانية، كما أنها تنتهك اتفاقية الصخيرات ما يعرض شرعية حكومة الوفاق الوطنية للخطر.

وتابعت أن مصر واليونان استعدتا بقوة لمواجهة تركيا، فلجأت اليونان إلى مجلس الأمن، بينما قامت مصر بمناورة عسكرية قوية بالذخيرة الحية قبالة سواحلها المتوسطية.

وأضافت أن ما يفعله أردوغان في ليبيا ليس بالقرار الصائب، وإنشاء قاعدة عسكرية في ليبيا سيكون أكبر خطأ استراتيجي لأردوغان، خصوصًا وأنه بهذا يتحدى الجيش الوطني المدعوم من مصر وروسيا والإمارات، وبالتالي يدخل أردوغان نفسه في معركة خاسرة.

وأشارت إلى أن أردوغان قد يرغب بالتواجد في طرابلس لاستعراض عضلاته أمام قبرص، ولكنه يخاطر في الكواليس من إثارة غضب اللاعبين الأقوياء وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبي ومصر.

وأوضحت أن تركيا تبدو جريحة ويائسة، ويدرك أردوغان مخاطر الرهان على بلاده، ومع ذلك يبدو أنه مستعد للمخاطرة بحرب قد تخسرها تركيا، وبالتالي يجب ألا تظهر مصر واليونان أي مؤشر على الضعف، هذا هو الوقت المناسب لاحتواء أعصابهم وليس الانجراف إلى ما قد يصبح صراعًا كبيرًا.