رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ماذا عن السيدة اليهودية راحيل؟" ثرثرات مراهقين مغرمين بالسينما

جريدة الدستور

يقدم سليم بركات في روايته "ماذا عن السيدة اليهودية راحيل؟"، التي صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، في 566 صفحة، ووصلت حاليًا إلى الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"، إشارات بانورامية عن الوضع السوري في الأيام التي تلت هزيمة حرب الأيام الستة سنة 1967
تعتمد الرواية في خطها العريض على غرام فتى مراهق بفتاة من الحي اليهودي، ثم تنمو في السياق خطوط كثيرة عن الأكراد، والأرمن، وأيام الحرب، وثرثرات المراهقين المغرمين بالسينما.

يمزج سليم بركات في سرديات الرواية، بين الموضوعات الكردية المأثورة، التي تعمّق طويلًا في استكشاف أبعادها البشرية المادية والرمزية المجازية، وموضوعة حضور الجاليتين الأرمنية واليهودية في بلدة القامشلي، من خلال قصة حبّ بين مراهقَين؛ على خلفية مباشرة هي حرب 1967، وعن الاستبداد البوليسي آنذاك الذي لم يتغير أبدًا فيما بعد، وعن الدور المشبوه للشعارات والمخابرات في تسهيل هجرة اليهود من مدينة القامشلي، بتهريبهم إلى تركيا، ولبنان، ومنهما إلى قبرص حيث يتوزعون من هناك على فلسطين، وأميركا التي استقرَّ الكثير منهم في حي بروكلين النيويوركي، وبدء عمليات تهريب اليهود من المدينة إلى تركيا، ثمّ قبرص فالولايات المتحدة؛ وخلفية أخرى أوسع نطاقًا هي نظام الاستبداد البعثي آنذاك، والذي ازداد شراسة بعد هزيمته في الحرب أمام الجيش الإسرائيلي.

جاء في تعريف رواية "ماذا عن السيدة اليهودية راحيل؟"، على الغلاف الخلفي: "مراهقون يدربون أعمارَهم على الثرثراتِ حرة، في خوفهم من حرية يحذرها المكان، سياق جامع لمجتزآتٍ عن الحي اليهودي في القامشلي، وعن الأرمن، ومناهج الخوف، مؤطرة بحكاية حب غير مكتملة، بعد حرب 1967، في دولة كلُّها إغراء بالرحيل، وإبداع للشَّغف بخطط الهجرة."

سليم بركات روائي شاعر وأديب كردي سوري من مواليد عام 1951 في قرية موسيسانا التابعة لمدينة عامودا في ريف القامشلي، سوريا، قضى فترة الطفولة والشباب الأول في مدينته والتي كانت كافية ليتعرف على مفرداتها الثقافية بالإضافة إلى الثقافات المجاورة كالآشورية والأرمنية.

انتقل في عام 1970 إلى العاصمة دمشق ليدرس الأدب العربي ولكنه لم يستمر أكثر من سنة، فانتقل من هناك إلى بيروت ثم إلى قبرص ومن هناك بدأ بكتابة الرواية إلى جانب الشعر. وفي عام 1999 انتقل إلى السويد ليستقر هناك.

من أعماله الشعرية نذكر دواوين "الجمهرات"، "بالشِّباك ذاتها، بالثعالب التي تقود الريح"، "شعب الثالثة فجرا من الخميس الثالث"، "الأبواب كلّها" وغيرها كما قدم عددا من الروايات نذكر من بينها روايات "معسكرات الأبد" و"سجناء جبل أيايانو الشرقي" و"السماء شاغرة فوق أورشليم"، كما نشر عددا من السير واليوميات.