رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أزمة بسبب وثيقة منسوبة للبابا شنودة تسمح بالاحتفال بالعيد فى ديسمبر

جريدة الدستور

نشر الباحث الكنسي أمجد بشارة، وثيقة منسوبة لمجمع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المُقدس، في عهد البابا الراحل شنودة الثالث، والذي كان متوليًا رئاسته آنذاك، وحبرية المُطران الراحل الأنبا بيشوي، والذي كان متوليًا حينها منصب رئيس لجنة السكرتارية المجمعية.

وجاءت الوثيقة عبارة عن بروتوكول يُحدد علاقة الكنيسة البريطانية الأرثوذكسية بالجزر البريطانية، ببطريركية الإسكندرية للأقباط الأرثوذكس.

علق "بشارة" عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، على الوثيقة بالإشارة إلى أن البابا الراحل شنودة الثالث، وافق في عام ١٩٩٤، على أن تُعيد الكنيسة الأرثوذكسية في بريطانيا بعيد الميلاد يوم ٢٥/ ١٢ كاستثناء رعوي، مع مراعاة أن الكنيسة كانت تابعة للكنيسة القبطية ولمجمعها المقدس حتّى عام ٢٠١٥ حين انفصلت بإرادة منفردة، بمعنى أنها كانت جزء من الكنيسة القبطية وظلّ القرار ساريًا لمدة ١١ سنة تقريبًا حتى انفصالها.

وربط "بشارة" بين الوثيقة وبين قرار الأنبا سيرابيون، مطران لوس أنجلوس، الذي قرر الاحتفال بعيد الميلاد بإتمام طقس قداسه مرتين الأولى في 24 ديسمبر، والثانية في 6 يناير، قائلًا: "كل المطلوب بس شوية ثقة في مجمعنا المقدس وبعض التعقل والخضوع للكنيسة".

وكان قد وقع البروتوكول البابا الراحل شنودة الثالث فى 6 أبريل 1994، والذي أفاد بأن المجمع المقدس بصفته أعلى سلطة تشريعية فى الكنيسة القبطية، والذى يشابه فى تشريعاته المحكمة الدستورية بالنسبة للكنيسة، وافق في جلسة ١٩٩٤/٦/١٨ على البرتوكول مع الكنيسة البريطانية الأرثوذكسية وسيامة مطران خاص بها والذي كان الأنبا سيرافيم.

وبخصوص الاستثناءات الرعوية التى منحها البابا شنودة الثالث لإيبارشية الجزر البريطانية ووافق عليها المجمع المقدس بنص البروتوكول هى السماح للكنيسة البريطانية الأرثوذكسية بأن تستخدم التقويم الغريغوري للاحتفال بأصوامها والاحتفالات الآخرى، وهو التقويم الذى ترفضه الكنيسة القبطية، ويتضمن الاحتفال بعيد الميلاد المجيد فى 25 ديسمبر فقط، ولكى تكون مدة الأصوام متوافقة يبدؤون الصوم مبكرًا حتى يحتفلوا بعيد الميلاد فى 25 ديسمبر ويكونوا قد صاموا 43 يومًا، مع مراعاة أن التحفظ الوحيد الذى قطعه البابا شنودة أن يكون الاحتفال بالبصخة وعيد القيامة فقط متوافقة مع الكنيسة القبطية، بمعني التغيير في مواعيد الأصوام ولكن ليس في مدتها وأنواعها- بحسب نص البروتوكول.

وفى بند١٨ من البروتوكول تم السماح لإيبارشية الجزر البريطانية أن تستخدم سنكسار خاص بها بعد موافقة بابا الإسكندرية يشمل إضافة لقديسى وشهداء الجزر البريطانية، كما تم السماح بتشكيل لجنة ليتورجية للترجمات الطقسية واستخدام أشكال بديلة للخدمات المأخوذة من مصادر غربية قديمة، والتي يمكن تكييفها مع الوضع المحلي، أي سُمح لهم باستخدام طقس آخر؛ لحين الانتقال التدريجي للطقس القبطي كاملًا.

ولم يُصدر المجمع المُقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حتى وقت كتابة تلك السطور، أي بيانات تؤكد أو تنفى صحة نسب الوثيقة المُشار إليها للمجمع المُقدس.

من جانبه، علق القمص بيجول عبد الله، على الوثيقة، بعد افتراض صحتها، بالإشارة إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية البريطانية، انفصلت عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى عهد البابا الحالي تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بقرار منفرد منها.

وأشار "عبد الله"، إلى أن ذلك إن كان يدل على شىء، فهو يدل على أن جميع محاولات الاحتواء التي قامت بها الكنيسة في عهد البابا الراحل شنودة الثالث، تجاهها لم تفلح ولم تؤول إلى النجاح.

كما أوضح "عبد الله" أن الكنيسة الأرثوذكسية البريطانية لم تكن ذات أصل قبطي من الأساس، بل هي كنيسة مُنضمة ووافدة، وهذا يُفسر الاستثناءات التي مُنحت لها من قبل المجمع المُقدس آن ذاك.