رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

برلماني تونسي يكشف سر الغضب الشعبي من "النهضة الإخواني"

جريدة الدستور

شهدت تونس لليوم الثالث على التوالي احتجاجات واسعة النطاق، وصلت لحد الاشتباكات بين المحتجين الغاضبين والشرطة التونسية، التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في بلدة جلمة المحاذية، لمدينة سيدي بوزيد.

وقال شهود عيان لوكالة رويترز للأنباء، الثلاثاء، إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع، وطاردت المحتجين، بينما قام المتظاهرون بسد الطرق واشعلوا إطارات السيارات.

وقال بلال الحرزلي أحد سكان جلمة لرويترز "الوضع في تونس صعب للغاية، حيث تستعرض الشرطة والقوات الأمنية عضلاتها وتطلق الغاز المسيل للدموع في كل مكان".

أضاف الحرزلي، أن المشهد الحالي في تونس يعيد إلى الأذهان أيام الثورة، لأن نفس الأسباب مازالت موجودة والناس غاضبون بسبب قلة التنمية والفقر والتهميش.

من ناحيته، أكد النائب بالبرلمان التونسي عن جهة سيدي بوزيد، بدرالدين قمودي في تصريحات خاصة للدستور، أن الاحتجاجات التي تشهدها تونس حاليا في منطقة جلمة، قابلتها قوات الأمن بالعنف التام والغاز المسيل للدموع، فضلًا عن أن هذه الحالة من الإنفلات الأمني أدت لظهور عمليات تخريب واسعة في المحلات الموجودة في المنطقة.

تابع قمودي، أن الأوضاع في تونس تزداد قسوة رغم مرور تسعة أعوام على انتفاضة تونس الخضراء، فالبطالة طالت أصحاب الشهادات الرفيعة والعليا من الشباب التونسي، والتنمية منعدمة والمشاريع التي تم الإعلان عنها لم يتم تنفيذ أيا منها حتى الآن والمرافق الصحية تفتقد للأساسيات والمؤسسات التربوية مازالت تعاني من نقص واضح في الامكانيات.

أردف قمودي، لـ«الدستور»، أن حزب النهضة لا بدّ من أن يعمل على حل مشاكل تونس، مشيرًا إلى أن حزب النهضة منذ سنوات وهو لا يملك الحلول الكفيلة بإخراج البلاد من أزمتها، لأنه مازال يتبع النهج القديم القائم على التبعية للخارج والتفريط في خيرات البلاد.

تأتي احتجاجات التونسيين ردًا على الأوضاع السيئة والفقر وارتفاع معدلات البطالة وغياب التنمية، لا سيما عقب اشعال الشاب التونسي، عبد الوهاب الحبلاني (25 عاما) النار في نفسه، احتجاجًا على الفقر وأوضاعه السيئة، في مشهد أعاد للأذهان "بوعزيزي" أيقونة الثورة التونسية.

بينما حمل متظاهرون مسئولية الوضع المتردي في تونس، لحزب النهضة الذي تولي زمام الأمور في تونس، والذي وعد بتحسين الأوضاع التي مازال يعاني منها الشعب التونسي، رغم مرور أعوام على ثورة الربيع العربي.

ومازاد الطين بلة على الشعب التونسي، حادثة انقلاب الشاحنة التي كانت تقل شبابا تتراوح أعمارهم ما بين العشرين والثلاثين، حيث لقي ما لايقل عن 24 شاب مصرعه واصابة اخرون، بينما حمل نواب البرلمان التونسى، حركة النهضة والغنوشي مسئولية حادث الحافلة ومقتل 24 شخص.

يأتي هذا في الوقت الذي يواجه فيه حزب النهضة الاخواني مشاكل داخلية خاصة عقب استقالة العديد من أعضاء الحزب.

حيث استقال زياد العذاري الأمين العام لحركة النهضة، وذلك بعد استقالة القيادي لطفي زيتون من منصب المستشار السياسي لرئيس الحركة راشد الغنوشي.

وبعدها استقال القيادي زبير الشهودي، من الهياكل القيادية للحركة، وهو الذي شغل مدير مكتب رئيس الحركة أكثر من ثلاث سنوات.

بينما لا تقدّم قيادات "النهضة" تفاصيل دقيقة عن أسباب هذه الاستقالات، وتعزي الاستقالات لحركة تغييرات سياسية يشهدها الحزب وتونس بشكل عام.