رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل اختفت روح أكتوبر؟!


شاركت فى صالون د. تيمور الثقافى الذى يُعقد شهريًا بناء على دعوة الصديق الشاعر والطبيب أحمد تيمور وحضره عدد من أبطال حرب أكتوبر المجيده بالإضافة إلى مرتادى هذا الصالون من الشخصيات العامة والأطباء والصحفيين والإعلاميين وحرصت على الحضور لأنه لم ينعقد منذ فترة بسبب الأحداث وحظر التجول، ولمست من حديث الحضور «شبابًا وشيوخًا» ضرورة عودة روح أكتوبر من جديد لأن الشعب الذى أنجز الانتصار فى 73 هو نفسه الذى عليه مجابهة التحديات الداخلية والخارجية فى 2013 والسؤال هل اختفت روح أكتوبر من حياتنا؟.

لاشك أن شهر أكتوبر يحمل الكثير من المعانى والدروس ليس للمصريين فقط بل للعرب كافة، خاصة إذا قارنا بين أكتوبر 1973 وأكتوبر 2013 ففى الأول عشنا التحدى وواجهنا الخطر وحققنا النصر ولكنه كان خطرًا قادمًا من خارج مصر فتوحدت الأمة قاطبة على قلب رجل واحد كنا يومها شعبًا واحدًا والتففنا حول مشروع قومى محدد «تحرير الأرض» وكان ذلك.

وجاء أكتوبر 2013 بعد أربعين عامًا من نصر 73 ومصر تواجه خطرين خطرًا من الداخل وآخر من الخارج، أما الخطر الداخلى يتمثل فى عودة الإرهاب الأسود يطل برأسه يحاول النيل من إنجاز النصر الكبير الذى تحقق فى الـ30 من يونيو والخطر الخارجى يتمثل فى محاولات التدخل فى شئون مصر الداخلية بشكل تراه بعض الدول أنه سيحقق مصالحها فى المنطقة.

تؤكد المقارنه أن عام 2013 هو الأخطر لأن التحدى يأتى من الداخل والخارج فى آن واحد والمهام هنا متعددة ومتشعبة أما الاقتحام العسكرى وتعبئة الجبهة الداخلية فى 73 كانت أمورًا محددة الزمان والمكان ومن هنا تبرز خطورة الموقف الحالى لأن العدو هنا يذوب بين الجماهير ويستخدم الدين غطاء ويستقوى بالخارج أو بهؤلاء الذين حياتهم وازدهارهم فى انهيار الدولة المصرية ويمارس الإرهاب ضد شعب مصر الآمن.

وفى الوقت نفسه يرى الغرب والولايات المتحدة أن مصر لقمة سائغة لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد الذى بشر به منذ سنوات الرئيس الإسرائيلى شيمعون بيريز فى كتابه الذى حمل العنوان نفسه وتصورت واشنطن أنها قادرة على اتباع نفس السيناريو فى مصر مثلما اتبعته منذ غزو العراق فى 2003 ومن قبله أفغانستان.

ولكن عندما فشلت فى ذلك استغلت حالة الاستقطاب السياسى فى مصر وتصورت أن الإبقاء على هذه الحالة سيكون لصالح تحقيق أهداف سياستها الخارجية بالشرق الأوسط وهنا استشهد أيضًا بما ذكره بيريز فى لقاء متلفز لقناة «يورونيوز» عندما أكد «أن فكرة الكيان الإقليمى يجب أن تتراجع لصالح فكرة العولمة بسبب أن العالم قد تحرك إلى الأمام وأصبح أكثر انفتاحًا بسبب التطور العلمى والتكنولوجى الذى يجذب جموع الشباب ومن ثم يجب كسب ثقة هؤلاء الشباب الذين صنعوا ثورات الربيع فى العالم العربى ونصح «بيريز» الرئيس الأمريكى باراك أوباما إذا أراد الاستمرار فى السلطة نصحه بأن يلتف على هذه الشعوب بالوقوف إلى جانب الشباب فى هذه الدول».

مما تقدم نكتشف أن كثيرًا من الدول فى الغرب بما فيها الولايات المتحدة قد لمست ما لم تلمسه حكومات دول الربيع العربى بما فيها مصر من أن الشباب هم وسيلة التصدى لتحديات اليوم ويمكن توظيف طاقاتهم لتحقيق غير مباشر لمصالح تلك الدول.

إذن نلاحظ أن الولايات المتحده وغيرها أرادت إنجاز مصالحها دون خسائر بأن تدفع الشعوب العربية وتحديدًا مصر كل فواتير مشروعات واشنطن فى مصر والمنطقة.

نعود لصالون د. تيمور حيث اتفق الحضور على أهمية الربط بين انتصارات أكتوبر 73 وانتصار الشعب المصرى فى ثورة 30 يونيو 2013.

وأن ما نجابهه اليوم من تحديات هو محاولات للإجهاز على هذه الثورة وإلغاء استحقاقتها وأكدوا أن قدرة الأمة مازالت كامنة فى أبنائها خاصة شبابها لبناء مصر المستقبل وفى اعتقادى أن ذلك مقدمة لبعث روح أكتوبر من جديد.

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.