رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أصحاب الحناطير: بعد ما كانوا يغنوا لنا.. المرافق تطاردنا

جريدة الدستور

حالة من الغضب والاستياء والحزن سيطرت على سائقي عربات الحنطور بالمنيا، وذلك بعد قرار منعهم من السير بشارع كورنيش النيل وطردهم من جميع الميادين والأماكن التي كانت مواقف لهم، بجانب مطاردة شرطة المرافق لهم، وتحرير محاضر تصل غرامتها إلى 500 جنيه.

بالإضافة لطردهم عند توجههم لمقابلة المحافظ لعرض مشكلتهم، كما طردهم سكرتير مكتبه-حسبما قالوا، متسائلين لمن يلجأون لحل مشاكلهم؟ بالإضافة لمعاناتهم من ضيق الحال بعد أن قضت عليهم سيارات التاكسي فأصبح لا يجد سائق الحنطور قوته وأسرته وحصانة بجانب ارتفاع أسعار العلف والورش من حديد وإكسسوار.

وأكدوا أنهم لن يتركوا مهنتهم مصدر دخلهم، مطالبين المسئولين بحل مشاكلهم ووضع ضوابط وتعليمات يلتزمون بها، معلنين استعدادهم لشراء البامبرز للحصان وشنطة أو مخلة لطعامه، بينما أكد المسئولين أن أغلب الحناطير غير مرخصة، كما أنهم يهددون المظهر الجمالي والحضاري للكورنيش والميادين ويجب عليهم تقنين أوضاعهم.

قال شعبان محمود الغزالي، عربجي 67 سنة،: "يوجد بمدينة المنيا الآن حوالي 100 عربة حنطور 50 عربة منها مرخصة والباقي لم يجدد التراخيص نظرا لضيق اليد، فالتاكسي قضى على الحنطور وزمانه بعد ما كان وسيلة نقل الملوك والباشوات، ووصل بنا الأمر إلى أننا لا نملك ثمن أكل الحصان؛ نظرا لارتفاع أسعار العلف من ذرة وشعير وتبن، والذي ارتفع ثمنها فأصبح يأكل الحصان في اليوم نص بطن بحوالي 75 جنيها يوميا، نظرا لعدم إقبال المواطنين على ركوب الحنطور إلا قليل منهم".

وتابع: "وأجرتنا من الزبون حسب ذوقه ومروءته فيوجد زبون يدفع 6 أو7 أو8 جنيهات، كما لا نستطيع توفير مصاريف أسرنا فلدي 6 أولاد بالمدارس بجانب الحديد، الذي يوضع بقدم الحصان وصلت تكلفتها 100 جنيه والإكسسوار والطقم الذي يوضع على ظهره، علما بأن سعر عربة الحنطور تبلغ 25 ألف جنيه، وسعر الحصان من 8 إلى 15 ألف جنيه، وتكتمل المعاناة بعدم قيام مديرية الطب البيطري بعلاج الحصان، كما كانت سابقا، فنعلاج الحصان في عيادة خاصة".

يضيف أحمد مخيمر، صاحب عربة حنطور، 51 سنة: "المشكلة بدأت عندما تم منعنا من السير في شارع الكورنيش، وإذا مشينا فيه يتم أخذ رخصتنا أو العربية ويتحرر لنا محضر، علما بأننا نقوم بتجديد رخصنا، وتبلغ رسوم استخراج الرخص وتجديدها حوالي 150 جنيها، وضباط المرافق لا يسألون عن الرخص بل يأخذون البطاقة، وفي حالة عدم وجود البطاقة يأخذوا العربية ويحرروا محضر ويحولونا على النيابة وندفع غرامة 500 جنيه، وفرحتنا عندما يأتي زبون يريد أن يتنزه في شارع الكورنيش بالحنطور، في هذه الحالة يعطينا 25 جنيها أو 30 جنيها، يادوب نجيب عشا أولادنا، خاصة أنة لا يركب الحنطور إلا قلة من المواطنين".

وأشار إلى "أن كل مهنة فيها الحلو والسيئ، وأن الذي تسبب في منعنا من السير في شارع كورنيش النيل وجود فئة مننا تستغل خيولها في المشي على الكورنيش نفسه، وتركب الأطفال، وتأخذ أجر عالي الأمر الذي يلوثه، والمسئولين يقومون بتطويره، فكان الأجدر منعهم بدلا من منع كل الحناطير من السير في شارع الكورنيش".

وأكد يحيى عبد العزيز "عربجي" أنه "تم طردنا من جميع المواقف التي كنا نقف فيها، وكان مخصص لنا سابقا عدد من الميادين وأماكن نقف فيها، منها ميدان المحطة وميدان البوستة وميدان الحميات وميدان بالأس وميدان الحبشي، إلا أنه تم طردنا والمرافق تطاردنا، ولا يوجد مكان نقف فيه، ويقولوا لنا لفوا طول الوقت لا يوجد مواقف لكم، فكيف للحصان يلف دي العربيات بتخلص بنزين ما بالك دي روح محتاجة تستريح".

وأضاف: "إننا معنا رخص ومش قادرين نجددها لقلة دخلنا، وموسم المدارس ننتظره كل عام لتوصيل التلاميذ مدارسهم، ولكن تم منعنا من السير في شارع الكورنيش، ويوجد العديد من المدارس طريق الكورنيش، وأخاف أن أترك طفل ينزل بعيد عن مدرسته لمجرد أني ممنوع وعلى رأي مدبولي في أغنيته آه يا زمان العبر سوق الحلاوة جبر دقي يامزيكا".

وأوضح أشرف مخيمر "عربجي" 58 سنة: "عندي 4 أولاد و7 أحفاد، مطلبنا الوحيد نأكل عيش بنبيع أثاث بيتنا لنسدد الغرامات التي تحررها لنا شرطة المرافق، بجانب المعاملة السيئة والإهانة، فهم يعاملوننا باحتقار وليس بآدمية"، مضيفا: "أن الرئيس السيسي متحيز للفقير، أمشوا على خطاه، لكن ما يحدث أن المسئولين في المنيا يذبحون الفقراء، ممكن يكون أسمنا وحش لكن العربجي الذي يسعى للمال الحلال أشرف من تجار المخدرات والآثار والفاسدين، بجانب أننا فقراء، أغلبنا يقطن في حجرة بها 6 أشخاص بنأكل اللحمة في الأعياد ولا نجد العشاء ولا نستطيع توفير مصاريف مدارس وعلاج أولادنا، إحنا عايزين نطلع جيل متعلم مش أطفال شوارع".

ويؤكد محمد كمال عربجي: "أننا ذهبنا لمحافظ المنيا لمقابلته، وكنا حوالي 50 واحد، فطلبوا مننا أن نرشح اثنين أو ثلاثة؛ فذهبنا اثنين، وعندما وصلنا لمكتب المحافظ لشرح مشكلتنا، قام سكرتير مكتبة بطردنا بمجرد رؤيتنا، هل لأننا عربجية؟ نحن مواطنين مصريين ومش ذنبنا أننا فقراء ومش قد مقام المحافظ علشان يقابلنا".

وأكد: "أننا لن نترك مهنتنا؛ لأننا لا نعرف غيرها، وعلى المسئولين مراجعة أنفسهم ووضع ضوابط نطبقها وتحديد مواقف نقف فيها، والمخالف مننا يحاسب، فالقانون ينفذ"، مستطردا: "أننا ممكن أن نشترى بامبرز للحصان وشنطة أو مخلة لأكله حتى لا نقوم بتلوث البيئة والمكان، فالإسكندرية والأقصر وأسوان بها حناطير، والمسئولين منظمين عملهم، كما أن وزير السياحة والآثار والسفراء في زيارتهم للمنيا لإعلان الكشف الأثري استقلوا الحناطير في نزهة في شارع الكورنيش للترويج للسياحة!".

يطالب مخيمر صبري 90 سنة، رئيس نقابة سائقي الحناطير، والتي تم تأسيسها عام 87، بتخصيص شقة لتكون مقر للنقابة لخدمة أصحاب وسائقي الحناطير، ويكون لهم من يتحدث باسمهم؛ لأن النقابة تنظم عملهم، بينما يطالب سيد علي قطب عربجي بضرورة حل مشكلتهم.

من ناحيته أكد محمد سيد رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة المنيا، أنه تم منع عربات الحنطور من السير على كورنيش النيل أو الوقوف في الميادين الرئيسية حرصا على المظهر الحضاري والجمالي للمدينة؛ نظرا لما يخلفوه من مخلفات وقمامة، سواء روث لبهائم أو بقايا أكلها، مما يؤثر على النظافة ويلوث البيئة، كما أن أغلبهم ومعظمهم يسير في الشوارع دون ترخيص، وهذا مخالف، مؤكدا أنه يجب على أصحاب الحناطير تقنين وضعهم وسلوكياتهم، إما بأن يلبسوا خيولهم بامبرز مع الاحتفاظ بمخلة بها أكل الحصان ويجمع مخلفاته.

أضاف خلف إبراهيم خلاف مدير إدارة النقل البطيء بالوحدة المحلية بالمنيا، أن وضع ترخيص عربات الحنطور والكارو اختلف كثيرا، فلا يوجد إقبال على التراخيص، فمدينة المنيا كان يوجد بها حوالي 200 حنطور مرخص والآن منهم من لم يجدد رخصته، ومنهم من قام بإلغائها فأصبح عدد الحناطير المرخصة 50 حنطورا، وكان عدد عربات الكارو المرخصة حوالي 700 عربية، أما الآن أصبحت 150 عربية مرخصة وتبلغ رسوم رخصة القيادة 5 سنوات لسائق الحنطور 16 جنيها، ورخصة العربة الحنطور و3 سنوات 25 جنيها، وبالنسبة للعربات الكارو تصل رسوم رخصة سائق الكارو 5 سنوات 11 جنيها، وبالنسبة لرخصة العربة الكارو 3 سنوات 15 جنيها.

وأشار إلى أن إجراءات استخراج التراخيص ورسومها ليست مكلفة، حيث يحضر المرخص مبايعة موثقة من الشهر العقاري تفيد ملكيته للعربة و7 صور شخصية وفيش وتشبيه، ونقوم بإعطائه خطابين موجهين لمديرتي الصحة والطب البيطري، ويكون لكل مرخص ملفين الأول ملف القيادة به (الفيش والتشبيه وكشف النظر) والثاني به (المبايعة وورقة البيطري، بالإضافة لصورتين) مؤكدا أنه يوجد قرار بمنع.