رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من الكسار إلى سرور..حكايات داخل محل عم "عبده" مصلح الأحذية

صورة من الحدث
صورة من الحدث

محل صغير، يشبه الممرات الضيقة، اتكأ التاريخ على رفوفه، بين الأحذية القديمة، علب مختلفة الألوان، تفوح منها رائحة غريبة، أدوات معدنية يتوسطها جهاز راديو، هكذا ظهر محل عم عبده، الشهير بـ"عبده الجزمجي"، صاحب محل إصلاح الأحذية، في أحد أزقة شارع ممتاز، بحي السيدة زينب، بمحافظة القاهرة.

وجه بشوش، عينان تفيض منهما الحكايات، ثغر باسم دائمًا، رأس أصلع، جسد متوسط الوزن، يرتدي قميص أزرق، وبنطال بني اللون، يجلس وسط المحل، أمامه طاولة خشبية، عليها أكوام متكدسة من الأحذية.

أفتتح عم "عبدة" هذا المحل مذ عام 1982، وكان أول محل لإصلاح الأحذية في المنطقة، فكان يتوافد عليه سكان الحي، والذين كان من بينهم عدد كبير من المشاهير.

محمود شكوكو، أحد أبرز نجوم التسعينات، الذين تربعوا على عرش الكوميديا، للوهلة الأولى الذي تراه فيها تدرك أنه تربي في أزقة أحد الأحياء الشعبية، فكان يتقن تمثيل ذاك الدور الذي عاش بين طياته طوال حياته.

قال عم "عبده"، إن الفنان القدير محمود شكوكو، كان من أبناء هذا الحي، الذي لا يبعد عن منزله إلا أمتارًا، وكأن يأتي بأحذيته ليلمعها في هذا المحل، إلا أنها كان يرسلها مع أحد أفراد أسرته، وكان يأتي لاستلامها في بعض الأوقات.

وأضاف أن شكوكو كان متواضعًا لحد كبير، فكان يحب أن يجلس مع العامة، فكان فور قدومه إلى المنطقة، حتى يبدأ الأطفال والكبار بالالتفاف حوله، فكان يلقي عليهم بعض النكات، وكانوا يجلسون على الأرض ينصتون له، حتى يرحل.

كان علي الكسار، أحد أبرز نجوم الشاشة الكبيرة، الذين حظوا بحب كبير من قبل الجمهور بشكل عام، وأهالي الحي الذي ولد فيه - حي السيدة زينب- بشكل خاص.

"بواب العمارة..علي بابا والأربعين حرامي.. سلفني تلاته جنيه"، جميعها أعمال أهدى علي الكسار نجاحها إلى أهالي حي السيدة زينب، حسبما قال عم "عبده".

أوضح، صاحب أقدم محل أحذية في منطقة السيدة زينب، أن الفنان كان يحتفل بنجاحه المبهر في كل أعماله مع أبناء الحي، إذ كان يفرق الشربات على نجاح الفيلم، كما كان يقيم الموائد في المناسبات، الأعياد؛ لإطعام الفقراء والمحتاجين.

لم يكن محل عم "عبده" بابًا لاستقبال رجال الفن فقط، وأنما كان أيضًا محلًا للساسة ورجال الدولة، إذ أن منزل فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب في عهد الرئيس المتنحي، محمد حسني مبارك، كان يبعد خطوات بسيطة عن المحل.

يقول عم "عبده" إنه كان يلمع أحذية فتحي سرور، فكان يرسلها مع بعض العاملين لديه بالمنزل، ومن ثم يعود لأخذها، معلقًا "مكنتش بشوفه بس كنت بلمع جزمة بس".

"كان بيخدم أي حد"، هكذا أوضح عم "عبده" أن رئيس مجلس الشعب في عهد الرئيس المتنحي، محمد حسني مبارك، أنه كان يقوم على خدمة أهالي الحي، ويقدم العديد من الخدمات الخاصة أو العامة لهم.