رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على سعدة يكتب: الأحياء والأموات والإتاوات

على سعدة
على سعدة

بالأمس دعانى صديقى لتناول الغداء فى أحد المطاعم الشيك بمنطقة حدائق الأهرام بالجيزة.. وأثناء تناول الطعام فوجئنا بدخول أحد ضباط الشرطة ليأمرنا بالخروج فورًا ومغادرة المكان.. وقامت القوة التى معه بتحميل كراسى وترابيزات وتليفزيونات المطعم على سيارات الحى.
لم تمنعنى الدهشة والفزع من التحاور مع صاحب المطعم، وهو شاب لطيف فى مقتبل العمر ليخبرنى وهو فى أشد الأسف بأن الأمر معتاد، وأن كل محلات المنطقة بدون تراخيص وتعانى من تلك الهجمات المفاجئة، وأنهم يطالبون الحى منذ مدة باستصدار التراخيص اللازمة لمزاولة النشاط، طبقًا لتعليمات السيد رئيس الجمهورية وللقانون رقم ١٥٤ لسنة ٢٠١٩، لكن للأسف إدارات الأحياء فى عداد الأموات.. لا حياء فيمن تنادى.. بل ويقومون كل فترة بالحملات الهجومية ومصادرة محتويات المحال، وفى اليوم التالى يذهب أصحاب المحلات للحى ليدفعوا «المعلوم» ويستردوا بضاعتهم ويمارسوا نشاطهم مرة أخرى وكأن شيئًا لم يكن.. فى انتظار حملة عنترية أخرى بعد عدة أسابيع. السؤال الملح الآن: لماذا الإصرار على عدم تنفيذ القانون من الطرفين «الأحياء وأصحاب المحلات»، وهل تشريد العاملين وإغلاق أسباب الرزق أمام الشباب الطموح واغتيال آمالهم فى إيجاد عمل شريف سيحل المشكلة، أم أن دفع المعلوم بانتظام هو الحل الأمثل؟.. ولله فى خلقه شئون. استكمالًا لما نشرته فى الأسبوعين الأخيرين عن إصلاح الخطاب الدينى، لا يفوتنى شكر الدكتور وزير الأوقاف ووكيله لشئون المساجد عن اهتمامهما البالغ وتصحيح المسار، وهو ما ظهر جليًا فى خطبة الجمعة هذا الأسبوع بنفس المسجد.