رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«زوج فاشل ويعاني عقدة من النساء».. الوجه الخفي لمصطفى محمود

مصطفى محمود
مصطفى محمود

تمنى الدكتور مصطفى محمود حياة الاستقرار في حياته الزوجية، وكان يحلم بحياة أشبه بحياة والده ووالدته، وظل يبحث عنها كثيرًا، لكنه فشل مرتين، وقرر من بعدها الإضراب عن الزواج والبقاء وحيدًا.

وعلى الرغم من حبه الشديد لزوجته الأولى «سامية»، وأنجب منها ولدين «أمل» و«أدهم»، إلا أن جنون الحب كان السبب الرئيسي والأساسي في إخفاقه والقضاء عليه، ويقول مصطفى محمود في مذكراته التي كتبها السيد الحراني: «كنا صغيرين والشباب في بواكيره، ومن الطبيعي أن تكون العواطف في هذه الفترة غير مستقرة، وحدثت الغيرة، وهي أولى مراحل الانهيار الأسري».

كانت الغيرة القاتلة لهذا الحب الجنوني، هي السبب في الخلافات التي كانت تحدث بينهما كل مرة، رغم السنوات الجميلة التي قضاها سويًا، وكانت نهاية غير متوقعة أن تنتهي تلك القصة بالطلاق بسبب تلك الغيرة، لدرجة خروجه بـ«البيجامة» بعد آخر خناقة بينهما، ولم يعود إلى شقتهما مجددًا.

ويقول مصطفى محمود إنه لم يستطع العيش معها أكثر من ذلك، فكان يحتاج وبشكل دائم إلى الهدوء والاستقرار لإنجاز كتاباته وأعمالها، فطلقها في عام 1973 ولكن ظل هذا الحب في قلبه فترة طويلة جدًا.

كانت علاقات مصطفى محمود العاطفية قليلة، فكان يجد أن الحب شيء أساسي وضروري، وكان دائمًا ما يداعب الشاعر نزار قباني كلما قابله قائلًا: «أنت الوحيد اللي عرفت الستات يا نمس».

قضى حياته زاهدًا فيها نحو 10 سنوات منذ طلاقه، وأطلق عليه أصدقاؤه المقربين جملة «درش عنده عقدة الحريمات»، حيث ظل أكثر من 8 سنوات مضربًا عن الزواج، وكان يقضي وقته في عزلة وينهمك في تفكير عميق ليفكر في الأمر، وقرأ كل الكتب السماوية والتفاسير والأحاديث النبوية ليتوصل إلى حقيقة المرأة وكيف يمكن السيطرة عليها.

توقف تفكيره بعدما قابل زوجته الثانية «زينب» في مجلة «صباح الخير» عام 1981، أثناء نقاش دار بينها وبين مفيد فوزي وعدد من الأصدقاء حول لغز الحياة والموت، وظل يستمع لها دون تدخل، حتى ناقشها بنفسه، واقتنع بها وبشخصيتها القوية، فقد كان لديها أفكار تختلف عن ما يقابلها يوميًا.

«كانت مثقفة دينيًا، محجبة، لديها موهبة الخطابة، حساسة».. هكذا وصفها الدكتور مصطفى محمود، وجلس كثيرًا يفكر في الارتباط بها، فقد كان يعجب بها كأنثى وفكرة، وانتزعت من قلبه عقدته تجاه النساء، على الرغم من فارق السن بينهما، فقد كانت هي في الخامسة والثلاثين من عمرها، وهو في الستين من عمره، وتقدم لها ووافقت على الفور.

وبعدما كان يثق في اختياره تلك المرة وأنها تلك الإنسانة التي ستقف بجانبه، كان الطلاق مصير لتلك العلاقة، بعد زواج دام 4 سنوات، لعدم استطاعتها أن تثبت ما وعدته به وهو أن يهبا حياتهما لله، «اكتشفت أنها إنسانة مثلها مثل باقى بنات حواء، كانت امرأة تريد أن تخرجنى من الجنة.. تريد أن تعيش الحياة بما تحويه من نعم وفسح ورحلات للخارج قد اتفقنا أنها من المحذوفات من قاموسنا، وكانت حياتى قاسية جدًا عليها فكيف تعيش معى فى حجرة فوق سطح جامع».

فقد كان مصطفى محمود يعلق على باب الحجرة لافتة مكتوبًا عليها «التابوت»، فلم تتحمل تلك الحياة، حيث أصبحت لا معنى لها فى نظرها، وعلق على هذا الأمر في مذكراته: «مع أنها كانت تعلم ذلك من الأول بل بالعكس قالت إنها تحب بشدة هذه الحياة الدينية وحياة الزهد ولكنها فى النهاية امرأة عادية تريد أن تعيش زوجة لكاتب كبير».

وانفصل مصطفى محمود عن زوجته الثانية في عام 1978، وتأثرًا شديدًا بفشل تلك العلاقة، وقرر من بعدها اعتزال النساء جميعًا، واقتنع بأن هذا قدره ورضى به- على حد قوله-.