رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجيش والشرطة والشعب.. «قرفوا» من الإخوان


هؤلاء الشباب ضحية لمخططات شيطانية يجب كشفها للرأى العام والعمل على وقف هذه الجماعة وحظر جميع أنشطتها من الشارع والمساجد والجامعات والمدارس حتى نقضى تماما على أفكار سيد قطب وتلاميذه الذين يكفرون المجتمع ويستحلون دماءه.

جلست مع طبيب عظام شهير ونقل لى خوفه من الأيام المقبلة على مصر، وعندما سألته عن السبب قال لى إن بعض الشباب العاملين فى مجال توزيع الأدوية أكدوا له أن جماعة الإخوان لم ولن يتركوا الشعب يهنأ بيوم راحة!!

وهنا استفسرت منه عن نوعية هؤلاء ودرجة تعليمهم وثقافتهم وبـ«المرة» انتماءاتهم السياسية والدينية؟!.. فأجابنى الطبيب بأنهم ينتمون للإخوان وحاصلون على درجة البكالوريوس فى الصيدلة.. أما ثقافتهم العامة فهى أشبه إلى حد بعيد بما كان ومازال يتلفظ به قيادات الإخوان.. سواء المقبوض عليهم الآن أو الذين هربوا من المساءلة بعد أن ملأوا الدنيا ضجيجا وتهويلا وتحديا وعقابا لقواتنا المسلحة وجهاز الشرطة معا.. وأضاف الطبيب أن هؤلاء الشباب مغرر بهم ولا يدركون فداحة تمسكهم بأفكارهم وطاعتهم العمياء لرموز تخلت عنهم وتبرأت فى تحقيقات النيابة عن انتسابها للجماعة.

وكان لابد أن أتحدث للطبيب عن بعض المعلومات التى اطلعت عليها من مكتب المنشقين عن الإخوان وعدد لا بأس به من رجال الأمن والسياسة والثقافة.. ومن هؤلاء المحامى الكبير ثروت الخرباوى والدكتور كمال الهلباوى والأستاذ مختار نوح ود. عبد الرحيم على واللواء فؤاد علام وتجربة إحدى السيدات المنشقات عن الإخوان واسمها على ما أتذكر انتصار عبد المنعم.

من ضمن ما تحدثنا فيه كان رخصة «التقية» التى يعتنقها الإخوان لتحليل الكذب على الغير وربما الغدر به فى بعض الأحيان.. ثم استطردنا فى الحديث عن أهم وسائل وقبول العضو - أى عضو - فى هذه الجماعة السرية .. وبدأ الطبيب يفكر فيما قلته له ويدون أسماء الكتب التى تكشف هدف وخطط الإخوان الذين استخدموا الدين للوصول إلى غايتهم فى التآمر على شعب احتضنهم وحماهم وأوصلهم لحكم البلاد.

أثناء سردى لمعلومات موثقة عن جهود الإخوان بفضل مصر وإنكارهم لعظمة شعبها.. استوقفنى الطبيب سائلا: هل فعلا سيد قطب كان يكتب فى مجلة ماسونية؟.. قلت له إن ثروت الخرباوى فى كتابه «سر المعبد» أشار إلى هذه الحقيقة، وعاجلنى بسؤال آخر قائلا: هل تعرف الأهداف المزعومة التى قامت على أساسها هذه الجماعة؟!.. قلت له إن عينى وقعت على هذه الأهداف فى أكثر من كتاب لرموز الإخوان والمنشقين عنهم.. وهى كالتالى: العمل على إيجاد الرجل المسلم فى عقيدته وتفكيره وخلقه.. والهدف الثانى العمل على تكوين البيت المسلم من المرأة مرورا بالطفل، ثم المجتمع المسلم وهذا هو الهدف الثالث الذى ينشدون فيه أن تصل دعوتهم إلى كل بيت وأن يسمع صوتهم فى كل مكان.. أما الهدف الأخير فهو السعى نحو تكوين الحكومة المسلمة فالإخوان لا يعترفون بأى نظام حكومى لا يرتكز على أساس الإسلام - على طريقة البنا وقطب - ولا يستمد منه ولا يعترفون بأى أحزاب سياسية ولا بالأشكال التقليدية التى أرغمهم عليها أهل الكفر وأعداء الإسلام على الحكم والعمل عليها.. وهنا قال لى طبيب العظام: إذا كانت هذه هى أهدافهم الواضحة.. فلماذا تركتهم الأنظمة السابقة يعيثون فى الأرض فسادا أكثر من 80 عاما اغتصبوا حكم مصر فى غفلة من الزمن؟!.. ورددت على محدثى أن شعبنا صحح خطأه وطردهم من الحكم شر طردة.. وهذا فى حد ذاته درس قاس لكل مستهين بشعبنا العظيم.

وقبل أن يعاود الطبيب أسئلته لى.. بدأت أنا فى إظهار جانب مهم من الصراع القديم للإخوان مع خالد الذكر جمال عبد الناصر فى ستينيات القرن الماضى بقيادة سيد قطب شخصيا.. أى أن الأحداث الجارية التى نشهدها من العناصر الإجرامية الحالية ضد الشعب .. تشبه تماما ما كان الإخوان يقومون به فى السابق.. ففى عام 1965 تمكنت المخابرات الحربية من اكتشاف معسكر لتدريب الإخوان فى منطقة رأس البر.. وهو تنظيم متسلح بزعامة قطب.. وكشفت التحقيقات حينها أن الجماعة كانت تخطط لنسف عدد كبير من الجسور والكبارى والمنشآت العامة داخل مصر.. ولكن الزعيم حاصرهم وألقاهم فى غياهب السجون وما أشبه الليلة بالبارحة فعلا.

وعلق الطبيب بعد أن قاطعنى قائلا: إنه تابع شباب الإخوان يوم الجمعة الماضية فى مسيرتهم «الخايبة» يطلقون عدداً من الحمام كنوع من التعبير عن الحرية والسلام.. واسترسل الرجل متعجبا من هذا السلوك الذى يتناقض تماما مع ما سمعه من شباب الإخوان وقادتهم.

وأضاف أن هؤلاء الشباب ضحية لمخططات شيطانية يجب كشفها للرأى العام والعمل على وقف هذه الجماعة وحظر جميع أنشطتها من الشارع والمساجد والجامعات والمدارس حتى نقضى تماما على أفكار سيد قطب وتلاميذه الذين يكفرون المجتمع ويستحلون دماءه.

وبعد أن انتهى الطبيب من حديثه تذكرت العمليات الإرهابية التى تابعناها فى منتصف الستينيات وبداية السبعينيات والثمانينيات .. وهو الأسلوب الإرهابى نفسه المتبع اليوم ضد الدولة والعديدمن الشخصيات العامة والسياسية والإعلامية والثقافية .. ففى عام 1981 تم اغتيال الرئيس البطل محمد أنور السادات.. وفى عام 1990 اغتالوا د. رفعت المحجوب - رئيس مجلس الشعب - كما حاولت هذه الجماعات اغتيال اللواء النبوى إسماعيل واللواء حسن أبو باشا - وزيرى الداخلية السابقين - نضف إلى هذه العمليات الإجرامية قتل العديدمن ضباط الشرطة كهدف انتقامى من هذا الجهاز المهم.. وحتى رجال الدين لم يسلموا من شرورهم.. فقد قامت مجموعة الإرهابى شكرى مصطفى - أحد أهم تلاميذ مصطفى مشهور - باختطاف وقتل الشيخ محمد حسن الذهبى - وزير الأوقاف الأسبق - كذلك عدد من الصحفيين والمفكرين مثل الأستاذ مكرم محمد أحمد - نقيب الصحفيين الأسبق - والدكتور فرج فودة الذى تم اغتياله بالفعل.. كما تعرض د. عاطف صدقى لمحاولة اغتيال فاشلة والشىء نفسه حدث مع الكاتب الكبير نجيب محفوظ.

تلخيصاً.. حاولت طمأنة الطبيب وأكدت له أن المعادلة تغيرت تماما.. فما كان يفعله الإخوان قديما لم يعد بمقدورهم الآن فعله والإفلات من نتائجه.. ليه؟!.. لأن أجهزة الأمن والمخابرات والجيش ومعهم الشعب تعلموا الدرس جيدا واستفادوا من تجارب الماضى.. وأصبح الجميع فى مواجهة الإرهاب الإخوانى بكل أشكاله.. ويا ليت القيادات الإخوانية تفهم أن دورة حياة جماعتهم انتهت يوم أن حاولوا اختطاف مصر والتفكير فى بيع واستئجار وتقسيم أرضها وشعبها.. ومن كان يتعاطف معهم فى الماضى القريب.. أصبح الآن «قرفانا» منهم بسبب أفعالهم التى فاقت الحدود الوطنية والإنسانية وأيضا الأخلاقية .. فهل استوعبتهم الدرس يا إخوااان البنا وتلاميذ قطب ومشهور؟

■ كاتب صحفى

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.