رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قراءة وهمية.. "الدستور" تحقق: كيف يتلاعب محصلوا الكهرباء في الفواتير

جريدة الدستور


صندوق صغير يتحكم في حجم استهلاكك للكهرباء على مدار شهر كامل، وبناء على قراءة أرقامه تقوم وزارة الكهرباء بمحاسبتك، هذه العملية تتم من خلال عدد من الموظفين التابعين لوزارة الكهرباء، يُطلق عليهم اسم "محصلي الكهرباء".

هؤلاء، يرتكب البعض منهم أخطاء جسيمة نتيجة عدم القراءة الجيدة للعدادات أو التكاسل في القدوم لقراءة العداد ومن ثم وضع أرقام تقديرية غير صحيحة، مما أدى لزيادة عدد شكاوى المتضررين من تلك المشكلة.

واشتكى عدد من المواطنين من هذه الأزمة، فقرر الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، تشكيل لجان تفتيش من داخل الوزارة لضبط أداء شركات توزيع الكهرباء الـ9 بمختلف أنحاء الجمهورية للحفاظ على حق الدولة والمواطن معًا، وحل مشاكل المواطنين الخاصة بتقسيط تراكمات قراءات العدادات التى نتجت عن أخطاء من شركات التوزيع وعدم مطالبة المواطنين به.

محمد: نقص خبرتي في قراءة العدّاد سلبني أموالًا طائلة
هذه الاستجابة تم إطلاقها منذ شهر فبراير الماضي، إلا أن الشكاوى ظلت كما هي، فـ"الدستور" خلال السطور القادمة ترصد عددًا منها، بدايتها كانت مع محمد جميل، مدرس لغة إنجليزية بمركز الزقازيق محافظة الشرقية، حدثنا أن الأخطاء في فواتير استهلاك الكهرباء تعد مشكلة يجب التصدي لها بكل حزم، مضيفًا أن هناك عددًا كبيرًا من الأهالي يتعرضون لها دون دراية، لنقص الخبرة في التعامل مع العدادات وقرائتها، وهو أحد الأشخاص الذين تعرضوا لسلب أموالهم بسبب عددات وهمية لا أساس لها من الصحة.

يروي "جميل"، لـ"الدستور"، أنه منذ عام ٢٠١٥يدفع فاتورة لعداد وهمي، بالإضافة إلى فاتورة منزله، ولم يكن على دراية بهذا الأمر لأنه كثير السفر، وكان أحد أفراد أسرته يدفع المبلغ المطلوب، حتى اكتشف الأمر منذ عدة أشهر، وذلك من خلال مقارنة قراءات العدادات بفواتير استهلاك الكهرباء والتي لم تحقق التطابق.

استكمل أنه كان يسدد مبالغ لفاتورة عداد وهمي من "بني سبل" رقمه ٣٤٧٤٣٤٣١، بينما رقم عداده الأصلي ١٧١٣٦٣١من "تلحوين"، مضيفًا أن الارتفاع الفاحش في سعر الفاتورة هو ماجعله يقرر البحث وراء هذا الأمر، ولقد قدّم الكثير من الشكاوى في المحافظة، وكذلك على موقع شكاوى قطاع الكهرباء والطاقة، ولم تكون هناك استجابات.

أكرم: امتلك محل خردة واستهلاكي لا يصل لـ1000 جنيه
ومن الشرقية إلى الدقهلية، تتكرر نفس الأزمة مع أكرم إسكندر، مهندس كهربائى بمركز سمالوط، الذي استهل حديثه بجملة: "احنا الضحايا ومضطرين ندفع"، موضحًا أن أبناء المحافظة يعانون من أخطاء فادحة في فواتير استهلاك الكهرباء منذ سنوات عدة، ولم يقم أحد برد رادع على تلك المهزلة، فمعظمهم يدفع دون دراية أو اهتمام بقدر تلك المبالغ المتفاوتة التي تؤخذ منهم شهريًا.

ويحدثنا "إسكندر" عن تعرضه لهذه الأزمة منذ فترة، فهو يمتلك محل خردة صغير بالمركز لبيع مسامير وماشابه ذلك، مؤكدًا أنه لا يستهلك كهرباء بشكل كبير، حيث يعمل داخله خلال النهار ابتداءً من التاسعة صباحا حتى السادسة مساءً، ولا يعتمد على تشغيل أي مصدر ضوئي سوى مدة وجيزة عند غروب الشمس.

وفوجئ أن فاتورة الكهرباء تتراوح ما بين 5 إلى 20 جنيهًا كل شهر، ولكن ليس من الطبيعي أن تكون 1000 جنيه خلال شهر، فاعرض عن دفع المبلغ، وذهب للتأكد من قراءة العداد لكونه مهندسًا كهربائيًا، ووجد أن قراءة العداد غير مطابقة لفاتورة الاستهلاك، فاتجه لتحرير شكوى، على أمل أن يثبت حقه بتعديل الفاتورة الخاصة بمحله.

سميرة: قدمنا شكاوى وتم إصدار خصم لتلك المبالغ من الشهور القادمة
"أخطاء بفواتير الكهرباء منذ سنوات ولم أكن أدري"، بهذه الكلمات بدأت سميرة مسعود، صاحبة محل ملابس بمحافظة سوهاج، حديثها لـ"الدستور"، موضحة أن مشكلة أخطاء فواتير استهلاك الكهرباء يعانى منها العديد من المواطنين وللأسف يتجاهلها البعض نتيجة عدم وجود وعي كافٍ لمواجهتها.

وتابعت أنها كانت دائما تدفع مبالغ مالية كبيرة ولا تبالي لذلك، لكن الارتفاع غير المعقول في الفواتير هو ما جعلها تشك في الأمر، وطابق ابنها الفاتورة بقراءة العداد واكتشف الخطأ الفادح الذي يرتكبه المحصلين، فهم لا يأتون لقراءة العداد بل يضعون أرقامًا تقديرية مغلوطة، وبعد شكواهم من ذلك كان الرد عليها بعد إثبات قولها بالمستندات والدلائل، أنها أنفقت مبالغ زائدة عن المستحق، فقد تم إصدار قرار بخصم تلك المبالغ من الشهور القادمة تعويضا لها.

مرفق الكهرباء: على المواطنين تقديم شكوى حال ثبوت خطأ القراءة
بعد عرض تلك الشكاوى كان لا بد لنا من الاتجاه إلى المسئولين لنتبين كيف يتم حل تلك الأزمة المتكررة، فكان حديثنا مع حافظ سلماوي، رئيس جهاز مرفق الكهرباء وحماية المستهلك سابقًا، الذي أقرّ بأن أخطاء فواتير استهلاك الكهرباء تنتج بسبب القراءة الخاطئة للعدادات، أو عدم ذهاب المحصل لقرائته ووضع قيم تقديرية غير دقيقة، مما يثير مشاكل للمواطنين، مؤكدًا أنه تم وضع آلية تصوير العداد لتفادي أي مشاكل، كما أن وجود قراءات متراكمه العداد يمكن أن يجعل العديد يشك في إمكانية وجود أخطاء في فاتورة الاستهلاك.

ودعى "سلماوي"، في حديثه مع "الدستور"، إلى ضرورة نشر الوعي بين المستهلكين بكيفية قراءة العداد، لمقارنة الفاتورة بقراءة العداد وتحديد مدى مطابقة كل منهما، مناشدًا المواطنين بتقديم شكاوى عند حدوث أي أخطاء بفواتير استهلاك الكهرباء من خلال الموقع الإلكترونى لقطاع الطاقة والكهرباء.

وأكد رئيس جهاز مرفق الكهرباء، أنه عند إثبات حدوث أي نوع من الأخطاء تقوم الشركة بتعويض المتضررين، فإذا وُجد أن الشخص دفع مبالغ مالية أكثر من المستحق يتم خصم المبلغ في الشهور القادمة تعويضًا له على تلك الخسائر.

وزارة الكهرباء: لا تعليق
وحاولت "الدستور" التواصل مع وزارة الكهرباء لمعرفة آليتها في ردع تلك الأزمة، من خلال متحدثها الرسمي الدكتور أيمن حمزة، وذلك من خلال الاتصالات الهاتفية والرسائل النصية، إلا أن محررة "الدستور" لم تتلقَ أي إجابة حتى الدقائق الأخيرة للنشر.