رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نبيلة عبيد: نجمات الجيل الحالى «مش فاضيين للتمثيل» (حوار)

نبيلة عبيد والزميل
نبيلة عبيد والزميل أمير محمد

لن أعتزل لأن الفن يجرى فى دمى وقدمت 86 فيلمًا حول قضايا مهمة

أكتب مذكراتى وأرفض تقديمها فى عمل فنى وأنا على قيد الحياة


«يا روايح الزمن الجميل هفهفى. وخدينا للماضى وسحره الخفى».. لا بد ستمتلئ روحك بكلمات الشاعر الراحل سيد حجاب وأنت تجلس فى حضرتها، فهى «رابعة العدوية» صاحبة الأسرار الإلهية، وهى أيضًا الراقصة «سونيا سليم»، التى كشفت ألاعيب الساسة. الفنانة نبيلة عبيد، التى تعد واحدة من أهم ممثلات السينما المصرية على مر تاريخها، تعيش حاليًا حالة سعادة كبيرة، منذ إعلان إطلاق اسمها على الدورة الـ٣٥ من مهرجان الإسكندرية السينمائى تكريمًا لمسيرتها الفنية الكبيرة.
«الدستور» التقت الفنانة الكبيرة على هامش تكريمها من المهرجان، لتفتح قلبها وخزائن أسرارها، وتوضح أسباب ابتعادها عن الساحة الفنية فى الفترة الأخيرة.

■ كيف استقبلتِ خبر تكريمك وإطلاق اسمك على الدورة الـ٣٥ من مهرجان الإسكندرية؟
- أثناء رئاسة الأستاذ كمال الملاخ المهرجان، حصلت على جائزة أفضل ممثلة، عن فيلم «ولا يزال التحقيق مستمرًا»، لذلك فالمهرجان قريب من قلبى جدًا، كما أن هذا الفيلم من أقرب الأعمال لقلبى، لأن الكاتب الكبير الراحل إحسان عبدالقدوس هو من اختار لى هذه القصة لتقديمها، وكتب السيناريو مصطفى محرم، وأخرجه أشرف فهمى، وحاليًا المهرجان يطلق اسمى على الدورة الـ٣٥، وهو ما يعنى أننى أصبحت رمزًا محفورًا فى المهرجان، وهو أمر يدعو للسعادة والفخر.
■ لماذا اختفت البطولات النسائية من الساحة الفنية؟
- نجمات الجيل الحالى أصبحن ينشغلن فى أشياء ليست لها علاقة بالتمثيل، مثل السوشيال ميديا والبرامج والإعلانات وهو سبب تأخرهن، بالإضافة إلى أنه لم يعد هناك مؤلفون يكتبون للبطلة كما كان يحدث فى وقتنا، وأصبح كل تركيزهم على الفنانين الرجال، لكن أنا دائمًا أتابع الأعمال التى تُعرض فى دور السينما، وأجد فنانات متميزات للغاية، لكن ينقصهن التركيز والعمل على أنفسهن. فى النهاية الموضوع الذى يُقدم هو الحكم.
■ لماذا اعتزلتِ التمثيل فعليًا فى وقت كنت قادرة فيه على العطاء؟
- لم أعتزل التمثيل ولا أحب هذه الكلمة، ولا أؤمن أصلًا بفكرة اعتزال أى فنان؛ لأن الفن يجرى فى دمائنا، لكن تاريخى الفنى الطويل وأعمالى المهمة التى حملت قضايا وموضوعات كثيرة، تجبرنى على أن أحترم جمهورى وأقدم لهم دائمًا الأعمال التى اعتادوا عليها منى. ومنذ غيابى وأنا لا أجد الموضوع أو القضية التى تجذبنى للعودة مرة أخرى، لذلك فضلت الابتعاد. لكن بعد تكريمى فى مهرجان الإسكندرية أتمنى العودة الفترة المقبلة بعمل سينمائى.
■ هل لديكِ عمل أو قصة معينة تسعين للعودة من خلالها؟
- مؤخرًا، اشتريت رواية للأستاذ إحسان عبدالقدوس، لم تُقدم فى السينما، تحمل اسم «هكذا تزوجا»، وهى رواية عظيمة تصلح لأن تكون عملًا سينمائيًّا، وأتمنى أن تجد طريقها للنور، خاصة أن قصتها تتناسب مع الوقت الذى نعيش فيه.
■ تردد مؤخرًا أنك تكتبين مذكراتك.. ما حقيقة ذلك؟
- لن أكتبها بنفسى، لكن الناقد والكاتب محمود قاسم هو من سيرصد مشوارى الفنى والإنسانى فى كتاب، وكنا قد بدأنا فيه، لكن توقفنا لظروف عائلية كنت أمر بها، وسنعود مرة أخرى الفترة المقبلة، وستشمل مذكراتى سيرتى الذاتية، بداية من أولى خطواتى الفنية حتى يومنا هذا، شاملة جميع أعمالى وبعض الجوانب من حياتى الخاصة، وتجربتى فى السينما ومدى تأثيرها فى الجمهور.
■ هل من الممكن تقديمها فى عمل سينمائى أو درامى؟
- مؤخرًا أثبتت التجربة أن الأعمال التى قُدمت عن سيرة ذاتية فشلت وشوهت رموزها؛ لذلك أرفض تحويل مذكراتى لعمل سينمائى أو مسلسل درامى وأنا على قيد الحياة.
■ قدمت أعمالًا تحمل آراء لقضايا سياسية مهمة.. فهل تعكس تلك الآراء وجهة نظرك؟
- الأفلام التى قدمتها تعكس ضمير أمة من خلال شخصية البطلة، وقدمنا قضايا وموضوعات تهم الشارع بجميع تصنيفاته وطبقاته. فمثلًا فيلم «كشف المستور» يحمل قضية مهمة وحساسة، و«الراقصة والسياسى» نفس الأمر. وبالفعل جميع أعمالى تعكس آرائى، حتى التى قدمتها فى بداية مشوارى الفنى، وكانت تحمل قضايا، وخلال مسيرتى ومشوارى الفنى قدمت ٨٦ فيلمًا، أعتبرها أبنائى.
■ على ذكر الأبناء.. هل تشعرين بالندم لعدم إنجابك؟
- لم أشعر بالندم إطلاقًا، فكل شىء قسمة ونصيب، وأنا أفنيت عمرى فى عملى وفنى وراضية عن مسيرتى الفنية والحمد لله، لكن منذ فترة كنت أفكر فى تبنى طفل، لكن صرفت نظرًا عن الموضوع.
■ لماذا تغيبين عن السوشيال ميديا؟
- لا أعرف أى شىء عنها، ولا كيف أتعامل معها، سوى موقع تبادل الصور «إنستجرام»، وأحرص على نشر صور من أعمالى من حين لآخر، كما أن السوشيال ميديا مؤخرًا أصبحت مصدرًا للشائعات والأخبار الكاذبة، مثل شائعات وفاة الفنانين والشخصيات المعروفة؛ لذلك فأنا لا أفضلها.
■ هل لفت انتباهك عمل سينمائى معين خلال الفترة الماضية؟
- أنا من عشاق الذهاب للسينما فى حفلة منتصف الليل، ودائمًا ما أتردد عليها، وشاهدت مؤخرًا فيلم «الفيل الأزرق» وهو عمل عظيم لنجم كبير مثل كريم عبدالعزيز، وشاهدت فيلم «الممر» وأرى أنه ملحمة وطنية مهمة، وشاهدت أيضًا فيلم «ولاد رزق».
■ ظهر على الساحة الفنية العديد من النجوم، هل تتابعينهم وما رأيك فيهم؟
- بالطبع أتابعهم جدًّا، وجميعهم فنانون مجتهدون ومتميزون وأحب مشاهدتهم، لكن لا أحب أن أذكر اسم أحدهم وأنسى البعض، كى لا يغضب منى أحد.
■ ما رأيك فى وضع الرقابة تصنيفًا عمريًّا على كل الأعمال؟
- أنا مع فكرة وجود رقابة قلبًا وقالبًا؛ لأنها تشاهد الأعمال وتصنفها جيدًا للأعمار المناسبة لها؛ حتى لا يخدش عمل حياء أحد يشاهده فى سن معينة، وبذلك فهى تحافظ على الأجيال القادمة.
■ هل عُرضت عليكِ أعمال خلال الفترة الأخيرة ورفضتها؟
- بعد انتهاء برنامج «نجمة العرب» وكنت رئيسة لجنة تحكيمه فى العام ٢٠١٢، تعمدت الابتعاد طوال هذه الفترة؛ لأن البرنامج أخذ وقتًا وجهدًا كبيرًا، وكان لا بد من الحصول على فترة راحة، والحمد لله البرنامج نجح بشكل كبير جدًّا، وأؤكد مرة أخرى أننى لا أقدم عملًا من أجل الوجود فقط.
■ قدمتِ أعمالًا كثيرة عن قضايا المرأة فى أفلامك.. فهل ترين أن السينما أعطت للمرأة حقها فى الوقت الراهن؟
- أكثر فترة أخذت المرأة فيها حقها من السينما، خلال فترة تواجدى أنا ونادية الجندى. فقدمنا أعمالًا كثيرة تخاطب قضايا المرأة وتعطيها حقها، لكن هذه الفترة لا يوجد نهائيًّا.
■ شارك فى أعمالك نجوم كبار رجال.. ألم يشعر أى منهم بغيرة لأن البطلة سيدة؟
- لم أر فى أى فنان تعاونت معه هذا الأمر إطلاقًا. ففى وقتنا كنا نحب بعضنا، بخلاف أن أعمالى كانت تحقق جماهيرية كبيرة، وكثيرًا ممن عملوا معى حصلوا على جوائز وتكريمات على أدوارهم، أنا لم أحصل عليها، مثل الراحل فاروق الفيشاوى عن فيلم «ديك البرابر».
■ مَن من فنانى الجيل الحالى يتواصل معك؟
- الفنان محمد رمضان من أكثر الفنانين الذين يتواصلون معى، ويسأل عنى بشكل دائم، وكثيرًا ما نتحدث معًا، وأرى أنه فنان موهوب، ولولا ذلك ما كان حقق كل هذا النجاح فى هذا الوقت القصير، وأتمنى من الله أن يحقق نجاحات أكبر وأكثر؛ لأنه متواضع ومجتهد ويستحق كل خير.