رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد فؤاد.. مخرج "أنيميشن" بدرجة دكتور

جريدة الدستور

"غلبت هواية صناعة أفلام الكرتون على مهنتي في الطب" بهذه الكلمات بدأ أحمد فؤاد، مخرج الأنيميشن حواره لــ "الدستور" عن عمله في صناعة الأنيميشن منذ عام 2005، والتي تعتمد علي المؤثرات البصرية والإخراج التقني لمشاريع الرسوم المتحركة، رغم تخرجه من كلية الطب البشري بجامعة المنيا.

بدأ "فؤاد" وأصدقائه من هواة الأنيميشن المهنة، بعد تطور وانتشار أجهزة الكمبيوتر الشخصي ووصول برامج التصميم إلى هذا النوع من الحواسيب، بعد أن كانت حكرًا على شركات الإنتاج الكبرى في تعلم هذه البرامج، وكان حينها طالبًا في كلية الطب ومع انقضاء سنة الإمتياز قرر السفر للقاهرة، وشاءت الصدفة أن يلتقي بالمخرج سامح مصطفى الذي كان يحمل نفس الشغف، والحماس تجاه إنتاج الرسوم المتحركة، قائلًا: "وقتها قررت الاستقالة من وزارة الصحة لأعمل بعدها مع "سامح" في العديد من الأعمال مثل "كراكيب، وبسنت ودياسطي، ودينار، وبيني وبينك، والراوي".

وقال"فؤاد"، إنه اشترك في أعمال مثل مسلسل تقفيل مصري والأزهر للمخرج أحمد الصباح، وموسى كليم الله للمخرج أحمد حسن، موضحًا أن الأعمال كانت مزدهرة في العقد الأول من هذا القرن، وكان مجال الأنيميشن في تطور مستمر، إلا أنه مع دخول العقد الثاني دخل المجال في تراجع حاد، وبدأت الاستديوهات الخاصة بإنتاج هذا الفن الرائع بالمعاناة، بل اضطر بعضها للإغلاق نهائيًا بسبب الخسائر التي لحقت بهم.

وأشار "فؤاد" إلى أن تحويل الترجمة والدوبلاج لأعمال أجنبية كبديل ليس حل لإنتاج الرسوم المتحركة في مصر، بل هو هروب من مشكلة، قائلًا: "من الطبيعي والمفروض أن يكون لنا أعمالنا التي تحمل الهوية المصرية، والتي تنقل إلى الطفل هذه الروح والثقافة"، ولا يمكن الاستغناء عن مسلسلات الدراما المصرية، والاكتفاء بدبلجة جيم أوف ثرونز، وعرضه في رمضان".

وذكر "فؤاد"، أن السبب الرئيسي لتدهور صناعة الكرتون في مصر يرجع إلى غياب الاهتمام والدعم في الأونة الأخيرة لهذه الصناعة، موضحًا أنه منذ حوالي عشر سنوات كانت الصناعة في إزدهار أعلى بكثير من الوقت الحالي، وسبب ذلك يرجع إلى اهتمام التليفزيون المصري في الماضي بشراء وعرض أفلام الكرتون المصرية بشكل منتظم ودعمه المتواصل لمنتجي هذه الصناعة، ولكن تدريجيًا فقد التليفزيون المصري اهتمامه بهذه الصناعة ومنتجيها مما ترتب عليه تراجع كبير في إنتاج الأفلام المتحركة وانخفاض ملحوظ في حجم هذا الإنتاج، وزاد لديهم من هذا التخوف من المنتجين عدم وجود قنوات مصرية بديلة عن التلفزيون متخصصة في مجال دراما الطفل، وقلة الرعاة لهذا النوع من الدراما، مما جعل تسويق هذا المنتج شديد الصعوبة في مصر.

وأوضح أن الحل لهذه الأزمة يكمن في تدشين عدد من القنوات المصرية المتخصصة في دراما الطفل لتشجيع منتجي هذه الصناعة على العمل مرة أخرى، كذلك لابد للتلفزيون المصري من استعادة ريادته المفقودة في هذا المجال لمنع المزيد من التدهور لهذه الصناعة الذي قد يصل إلى حد الاندثار، أما فيما يتعلق بالتقنية والإمكانيات فمشكلتنا في مصر ليست تقنية من المقام الأول، ولا أدعي طبعًا أننا نملك الإمكانيات المتاحة لإستوديوهات من حجم ديزني وبلو سكاي، ولكن لدينا من الإمكانيات مايخرج عملًا مميزًا، ولدينا فنانين على مستوى ممتاز من الكفاءة والخبرة، ولكن تبقى المشكلة التي تحدثت عنها سابقًا وهي قلة الرعاة وغياب الدعم والاهتمام".