رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إصلاح المدارس ضرورة قصوى


المدرسة هى الخلية الثانية بعد الأسرة التى تشكل شخصية التلميذ، وهى التى يتلقى فيها التعليم والثقافة والسلوكيات، وينمو فيها وجدانه وعقليته وإمكانياته الذهنية.

والمدرسة هى المكان الذى يمكن فيه بناء مواطن صالح يشارك بعد هذا فى تنمية وبناء الوطن. و من هذا المنطلق، فإن المسئولين عن العملية التعليمية فى مصر وفى مقدمتهم المسئول الأول عن التعليم وهو وزير التربية والتعليم، لابد أن يدركوا خطورة مهمتهم وحجم المسئولية الملقاة على عاتقهم، حتى إن كان الوزير الحالى د. محمود أبوالنصر هو وزير جاء خلال المرحلة الانتقالية، إلا أنه أيضاً قد تولى المسئولية فى مرحلة دقيقة من تاريخ الوطن، عقب ثورة شعبية هادرة، وعقب إسقاط حكم فاش هو حكم الإخوان المتأسلمين، الذى أسفر عن ممارسات ضارة كثيرة، وارتكب خلاله المدرسون والمدرسات المنتمون للإخوان المسلمين أعمالا عنيفة تتنافى مع قانون حقوق الطفل المصرى، وكل القوانين والمواثيق الدولية المتعلقة بالطفل.

إننى لن أنسى ولن تنسى كل أم مصرية دموع التلميذة الصغيرة فى مدرسة بالإسكندرية، والتى قامت إحدى المدرسات بقص شعرها بالمقص أمام زميلاتها لإجبارها على ارتداء الحجاب.

وإننى لن أنسى أبداً أن بعض المدارس تجبر التلميذات على ارتداء الحجاب منذ المرحلة الابتدائية فى سن صغيرة، وقبل أن تصبح لديهم أى قدرة على الاختيار، ومن سن الثامنة أو التاسعة مع التركيز على تكريس التمييز بين الأولاد والبنات، باعتبار البنات عورة، وصوتهن عورة، وشعرهن عورة، وبث أفكار متخلفة تحت ستار الدين حول البنات، وكأنهم جنس من الدرجة الثانية أو مواطن من الدرجة الثانية.

وهنا أطالب الحكومة الانتقالية ووزير التربية والتعليم بأن يتابع بنفسه الممارسات التى تحدث بداخل مدارسنا فى المرحلة الحالية حتى تتوقف كل الممارسات الضارة التى تحدث، وإصدار قرارات تتيح بناء مواطن مصرى صالح وسوى، يدين بالولاء للوطن أولاً وليس لجماعة أو لحزب، أو لأفكار ظلامية لا تصلح لزمننا، وعلى كل مسئول أن يدرك أنه قد تولى المسئولية بناء على ثورة شعبية فى ٣٠ يونيو، أسقطت حكم الإخوان الفاشى، ولابد أن تسقط معهم كل أفكارهم الظلامية التى تنشر التدمير والفوضى والتطرف والعنف.

لابد أن نعيد النظر فى الهدف الآن من العملية التعليمية، وأن تشكل فرق مستنيرة من الخبراء تتابع المدارس وتراقب ما يحدث بداخلها من ممارسات ضارة ضد التلاميذ، وإذا كنت أطالب هنا بإصلاح التعليم، فإننا ايضاً لن ننسى ضرورة تطوير المبانى والملاعب، فى كل ربوع مصر، وأن يكون الهدف من التعليم هو مواطن ومواطنة ذوى فكر مستنير ينتمون لدولة عصرية ديمقراطية متقدمة.

وإذا كنت أطالب هنا بالاهتمام بالتلاميذ فإننى أكتب من منطلق الحرص عليهم، ولما شهدته مصر خلال عام الإخوان الأسود، وضرورة تصحيح الأخطاء التى اقترحوها.. وبشكل عاجل، إن علينا أن نضع الأسس والقواعد المنظمة للعملية التعليمية، ولى هنا عدة مطالب وملاحظات.

أولاً: ضرورة أن تتم غربلة المناهج وتنقيتها من كل الإضافات والمعلومات الخاطئة التى أقحمها الإخوان فى المناهج أثناء عام من حكمهم، وضرورة أن تتولى لجنة من الخبراء ذوى العقول المستنيرة مراجعة المواد بدقة وخاصة فى مواد مثل التاريخ والجغرافيا والتربية الدينية.. وللحديث بقية.