رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"مراسيل الحب والنصر".. خطابات الجنود وذويهم فى الأظرف المغلقة

جريدة الدستور

ما بين الشوق واللوعة والحب والإصرار تُرسَل الرسائل من المقاتلين بحرب أكتوبر إلى أسرهم مليئة بكلمات معبرة عن إصرارهم بالنصر والتغلب على العدو، وكذلك تحرص الأسر إلى إرسال كلماتها للمقاتلين بالحرب المليئة بالفخر والعزة والتشجيع على استعادة الكرامة لوطنهم، فهذه هي الأسرة المصرية التي تعزز في أبنائها صفات القتال والمحاربة والدفاع عن أرضهم.

وتحمل الجوابات إلى المقاتل الكثير من المشاعر الطيبة، والتي تتزاحم بها كل أسماء أسرته يبعثون السلام له ويشجعونه على الانتصار، ويطمئنونه على استقرار أحوالهم، ويحكون عن ملامح التغيير التي حدثت خلال فترة غيابه، متمنين عودته ومشتاقين لرؤيته.

وتحتفل مصر بذكرى ملحمة انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، التي سطرت أعظم ملاحم التكاتف والتلاحم بين أفراد الشعب المصري وقواتنا المسلحة الأبيَّة، حتى تحققت ملحمة النصر التي ستبقى عالقة في أذهان المصريين جميعًا.

ومن أبرز قصص الحب كانت بين الشهيد أحمد محمد جعفر وأسرته، فهو مجند بالوحدة 368، وبينت أسرته أن هذه الجوابات كان بعضها مكتوبا بخط اليد والأخرى بالآلة الكاتبة، ووصلت هذه الجوابات الجبهة لكن وقتها كان الشهيد استشهد بالفعل ولم يطلع عليها، وأخفت الجبهة خبر الاستشهاد عن أسرته ومن بين هذه الخطابات: "أبعث إليك بسلامي من كل أعماق قلبي مع فرحتي لك ولإخوانك المقاتلين، وبإذن الله وحده ستحققون الانتصارات البارعة المبهرة ضد أعداء الله والوطن".

وهناك جواب آخر كان مسطورًا عليه "يُسلَّم ليد المقاتل أحمد محمد جعفر دسوقى"، اختتمت بخطاب أخير لم يسلم أبدًا ليد المقاتل، هذا الخطاب الأخير بعد نصر أكتوبر والذى يحكى فيه الأهل عن فرحتهم بـ"الانتصارات الرائعة الباهرة ضد أعداء الله والوطن".

وعن آخر خطاب أرسله الشهيد لأهله كان مكتوبا عليه النصر، ومن قراءة الجواب عرفنا مدى انتصاراتكم العظيمة التي سيتحدث عنها كل مواطن على ظهر الدنيا والبشرية أجمع، وعن فرحة الأب بالانتصار واطمئنانه على ابنه البطل، وكذلك الأم التي لا ينقصها إلا رؤياه.

ويروى رمضان حسن، الذي يبلغ من العمر 66 عامًا في أحدى حواراته السابقة، وهو كبير كُتّاب بدرجة مدير عام ببريد الإسكندرية سابقًا، أنه كان يعرف أخبار الحرب والمقاتلين من أسرهم عندما يحكون عن جوابات أبنائهم لهم، مؤكدًا أن أسعد لحظات حياته عندما يأتي جواب من مجند كانت قد انقطعت أخباره مما يقلق الأهل، ثم يعاود ويرسل لهم الخطابات ويشاهد الفرحة العارمة على وجوههم، قائلا: "الأمر يصل لاستضافتي تعبيرًا عن فرحتهم، باعتباره حمل إليهم بشارة الخير التى تطمئنهم على ابنهم الغائب".