رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عمليات سوداء وتسريبات نيويورك تايمز.. اتهامات الفساد تطارد قطر

جريدة الدستور

لم يكن دعم الإرهاب وتمويل الجماعات المتطرفة، الاتهام الوحيد الذي تواجهه الدوحة منذ اندلاع أزمتها مع الرباعي العربي في يونيو 2017، وإنما لاحق النظام القطري العديد من اتهامات الفساد التي تجاوزت النطاق العربي ورجت أصداء المجتمع الدولي والرأي العام العالمي سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الإعلامي، وفي السطور التالية ترصد "الدستور" أبرز وقائع الفساد التي تورط فيها النظام القطري خلال أعوام المقاطعة.


العمليات السوداء

ويأتي الفساد الرياضي في مقدمة الاتهامات الموجهة للنظام القطري، لاسيما عقب فوزها بحقوق استضافة وتنظيم بطولة كأس العالم 2022.

وتوالت العديد من الاتهامات للدوحة بشأن دفع رشاوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" للفوز بحقوق استضافة مونديال 2022، ولعل أبرزها ما كشفته صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية في وقت سابق، بأن قطر كسرت قواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم، عن طريق إدارة حملة سرية في عام 2010 وصفتها بـ "عمليات سوداء" لتخريب عطاءات المنافسين على استضافة البطولة، بحسب وثائق سرية تسربت إلى "صنداي تايمز".

وللمرة الثانية، كشفت الصحيفة البريطانية ذاتها في مارس الماضي، وثائق المسربة أظهرت أن قطر عرضت سرًا 400 مليون دولار للفيفا، قبل 21 يومًا فقط من حصولها على حقوق استضافة كأس العالم 2022.

وذكرت "صنداي تايمز" أيضًا أن قطر قدمت عرضًا آخر بقيمة 480 مليون دولار بعد ثلاث سنوات، وهو ما يعني أن الفيفا تلقت مباشرة من دولة قطر مبلغ 880 مليون دولار في محاولتها لاستضافة مونديال 2022 واحتفاظها بهذا الحق.


قضية بنك باركليز

وفي مارس الماضي، كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، اعتراف أحد كبار المصرفيين السابقين في بنك "باركليز" البريطاني، بتهمة التزوير في قضية جنائية فيما يخص موافقة البنك على دفع مبالغ مالية كبيرة للقطريين مقابل مشاركتهم في عملية جمع أموال طارئة للبنك للخروج من أزمته المالية في عام 2008.

وكشفت جلسات هذه المحاكمة، عن تورط رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم، في هذه القضية، بعد أن طلب الحصول على عمولة شخصية من "باركليز"، مقابل زيادة الاستثمار القطري في البنك لإنقاذه من أزمته المالية دون تدخل حكومي.


أوراق قطر

وكانت الضجة الأكبر في أعقاب صدور كتاب "أوراق قطر" للصحفيين الفرنسيين "كريستيان شيسنو" و"جورج مالبرونو"، والذي أزاح الستار عن خريطة تمويلات قطر للمراكز الإسلامية في عدد من دول أوروبا وفي مقدمتها وفي مقدمتها إيطاليا، فرنسا، وسويسرا، إذ تمكن الصحفيان الفرنسيان من الوصول إلى آلاف الوثائق الداخلية لمؤسسة قطر الخيرية، التي يسيطر عليها أمير قطر.


أموال الدم

لم يكن "أوراق قطر" الإصدار الوحيد الذي تناول التمويلات القطرية للإسلام السياسي، وإنما شهدت الولايات المتحدة الأمريكية، عرض فيلم وثائقي جديد بعنوان "أموال الدم" أو «Blood Money»، الذي تناول كيفية سيطرة قطر على المؤسسات الإعلامية الأمريكية، واستخدام المال للتأثير على نفوذ واشنطن.


محللي CNN

وفي إبريل الماضي، نشرت مجلة "كونسيرفيتف ريفيو"، عددًا من الأسماء التى تعمل فى محطة «CNN»الأمريكية الشهيرة وترتبط بالنظام القطرى، موضحة أن "العديد ممن يطلق عليهم خبراء الأمن القومى فى شبكة CNN الذين تشاهدهم على شاشات التلفاز يرتبطون بعلاقات مباشرة مع دولة قطر".

وأوضحت أن هناك أربعة محللين يظهرون بشكل دائم على شاشة «CNN»، ويؤدون هذا الغرض، منهم اثنان يعملان بدوام كامل كمروجى دعاية لصالح قطر.

ونشرت الصحيفة أسماء هؤلاء المحللين وهم: على صوفان، مهدى حسن، جولييت كايم، بالإضافة إلى بيتر بيرجن.


أعمدة الصحف الأمريكية

وفي إطار الكشف عن وقائع التمويل الإعلامي، انتقدت مجلة "واشنطن إجزامينر" الأمريكية، محاولات التدخل القطري للتأثير على وسائل الإعلام الأمريكية المحافظة لكسب تيار المحافظين في الولايات المتحدة، وفي مقدمتها صحيفة "واشنطن تايمز".

وقال كل من الكاتب "سام ويستروب" و"مارثا لي" زميلة أبحاث في منتدى الشرق الأوسط، في مقالهما بالمجلة الأمريكية، إنه في الرابع من يونيو، نشرت صحيفة "واشنطن تايمز" قسمًا خاصًا من المقالات التي أثنت على قطر ومؤسساتها وتأثيرها العالمي.

وأضاف الكاتبان، أنه تم تصنيف هذه المقالات على أنها "مدعومة"، على الرغم من عدم كشف "التايمز" عن مصدر دعمها، وأوضحا، أنه للوهلة الأولى، تعد هذه المقالات تدخلًا مفاجئًا في الصحيفة المحافظة التي كان مجلس تحريرها ينتقد قطر سابقًا.


تسريبات نيويورك تايمز

وفي يوليو الماضي، كشفت صحيفة "نيويروك تايمز" الأمريكية، عن تسريبات تؤكد تورط قطر في أعمال إرهابية بالصومال، بينما تتنصل قطر من رجالها في محاولة منها للتبرأ من جرائمها الإرهابية الواحدة تلو الأخرى.

وفي وقت سابق، كشفت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها، تسجيل صوتي يؤكد تورط قطر في تفجيرات حدثت في الصومال.

وكان التسجيل عبارة عن مكالمة هاتفية، بين السفير القطري في الصومال حسن بن حمزة بن هاشم، ورجل الأعمال خليفة كايد المهندي، المقرب من أمير قطر تميم بن حمد.

وخلال المكالمة أكد رجل الأعمال للسفير، أن الدوحة تقف وراء التفجير الذي حدث في مدينة بوصاصو في الثامن عشر من مايو الماضي، ويقول له بالحرف إن "أصدقاء قطر نفذوا الهجوم".