رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعرف على نفرتيتي وثورتها ضد الكهنة

 الملكة نفرتيتي
الملكة نفرتيتي

يعد وجه الملكة نفرتيتي من أبرز الوجوه وسط الملكات الفرعونيات وجه يراه الجميع فخرًا للتشبه به وهو ما فعلته مؤخرا الفنانة سوسن بدر في جلسة تصوير تحاول أن تسلط فيه الضوء على الشبه بينها وبين الملكة نفرتيتي.

لكن هناك غالبية لا تعلم أن نفرتيتي وجمالها وعظمتها لا يتجسد في وجهها بل في قصتها الثرية مع الملك أخناتون ضد الكهنة وثورتهم الدينية لتوحيد الآلهة، وهو الدور البارز والشجاع الذي جعلها تخطى بمكانة مميزة في قلب زوجها أخناتون ليصفها بأوصاف أشبه بقصائد المحب الولهان.

نفرتيتي وصفها زوجها أخناتون بأنها "مليحة المحيا، بهيجة بتاجها ذي الريشتين، تلك التي إذا ما أصغى إليها الإنسان طرب، سيدة الرشاقة، ذات الحب العظيم، تلك التي يسر رب الأرضين صنعها".

كما وصفها في مناسبات أخرى بأنها "الجديرة بالمرح، ذات الحسن، حلوة الحب، جميلة الوجه، زائدة الجمال التي يحبها الملك، سيدة السعادة، سيدة جميع النساء".

يذكر كتاب "نفرتيتي" في كتاب جوليا سامسون ترجمة مختار السويفي أن نفرتيتي لعبت دورًا هامًا في الحياة السياسية والدينية لمصر في فترة تاريخها من أشد فترات الثورة الدينية في مصر ضد الكهنة، وإلى جانب تميزها بجمالها وجاذبيتها إلا أنها كانت تتمتع إيضا بشخصية قوية كان تأثيرها – كما يبدو- على زوجها وانعكاساتها على عصرها.

تقول جوليا في كتابها أن نفرتيتي صورت في بعض الصور واللوحات بما يشبه صورة أخناتون، فهي في تلك الصور غير متناسبة الأعضاء، طويلة الرقبة منحدرة الجبهة كبيرة البطن، وقد صورت على شكل أخناتون كنوع من التقدير لها وهي التي اتحدت في حياتها مع زوجها روحيا وفكريا بشكل كبير
يُنطق اسمها حسب كتابته بالخط الهيروغليفي"نفرت إيتي" أي الجميلة آتية أو مقبلة، كما سميت في السنة السادسة من حكم زوجها "نفرو نفرو آتون" أي الجميلة جمال آتون.

لازمت نفرتيتي زوجها في كافة المناسبات الرسمية والطقوس الدينية مما حدا بالعديد من العلماء إلى تأكيد مشاركتها له في الحكم، فقد ظهرت معه في دور العبادة تردد معه صلاة الشمس، ونشاهدهما معا في شرفات القصر يطلان على الجموع الحاشدة التي تجمعت في ساحته، ويقدمان الهدايا إلى رعاياهما من عسكريين ومدنيين، ونجدهما قد حملا في محفة واحدة في بعض المواكب الرسمية.

وصفت نفرتيتي بلقب أم البنات فقد رزقت بست بنات، ونقشت نفرتيتي في المقابر الصخرية بتل العمارنة وعلى أكثر من 35 ألف حجر من أحجار معبد آتون بالكرنك وهي محفوظة حاليا في مخازن الكرنك أو معروضة بمتحف الأقصر.

كان الدور التاريخي لفرتيتى هو مساعدة أخناتون في ثورته لتحجيم دور الكهنة واستغلالهم للمصريين وتلويث وعيهم وهو ما دفعها لمساعدة زوجها لتوحيد الآلهة المصرية في إله واحد وهو آتون وسحب صلاحيات الكهنة وسطوتهم.