رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بانطلاق دورته الـ26.. محطات فى تاريخ مهرجان المسرح التجريبي

جريدة الدستور

يقدم المسرح التجريبي الذي انطلقت دورته الـ 26، أفكارًا جريئة تختلف عن الأنماط التقليدية المتعارف عليها في العروض المسرحية، تقوم علي فكرة التجريب ولا تقتصر علي تناول أفكار معينة تعكس قضايا سياسية أو فكرية أو حتى دينية.

ونرصد في هذا التقرير، تاريخ المسرح التجريبي من بدايته حتى الآن، فقد بدأ المهرجان بفكرة فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق عام 1988، وكان الهدف منه أن يكون لمصر مهرجان مسرحى دولى يتيح الفرصة للتلاقى والتنافس بين المسرحيين من الأكادميين والهواة بكل دول العالم.

وجاءت فلسفته على اختيار العروض القائمة على التجريب فى أى عنصر من عناصر العمل، وبالفعل نجح المهرجان فى أن يحجز لنفسه مكانا وسط المهرجانات العالمية، وكانت المشاركة فيه هى الحلم والطموح لأى فرقة مصرية وعربية وعالمية، وظل مستمرا فى دوراته ،وكانت تخصص له ميزانية تليق باسم مصر الرائدة فى المسرح.

وتولى الدكتور «فوزى فهمى» رئاسة المهرجان منذ دورته الأولى وحتى عام 2011 ويشهد تاريخ هذا المهرجان عروضًا مميزة جدًا ولا ينكر أحد أن الكثير من المسرحيين المصريين والعرب ومحبى المسرح قد استفادوا من التجارب المسرحية التى قدمت فيه وانفتح فكرهم على عروض مسرحية لم يكن متوفرًا لهم مشاهدتها، خاصة أن السوشيال ميديا لم تكن متواجدة حينها فكان هذا المهرجان هو النافذة الوحيدة للانفتاح على المسرح العالمي وظل المهرجان هكذا مستمرًا برغم اعتراضات كثيرة وهجوم كبير من الذين كانوا يصفونه بمهرجان المسرح «التخريبي».

ومن أفضل الكتب التي تحدثت عن المسرح التجريبي منذ نشأته هو «المسرح التجريبي الحديث علمانيًا وعربيًا»، للمسرحي فرحان بلبل الذي يتألف من فصلين الأول، «المسرح التجريبي الحديث في العالم»، وفيه يتوقف المؤلف عند معني التدريب وجذوره التاريخية وخصائصه التي تميزه عن غيره من التيارات التجديدية في المسرح.

والفصل الثاني «المسرح التجريبي العربي»، وفيه ممهدًا ظهور المسرح التجريبي في البلدان العربية خصائصه وعلاقته بالتأصيل والتجديد إلي طرحتها التجارب في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين.

وبعد ثورة 25 يناير أوقف الوزير عماد أبو غازى، المهرجان بسبب الظروف المالية التى تمر بها البلد وظل مؤجلًا حتى جاء الدكتور جابر عصفور، واجتمع مع عدد من المسرحيين وقرروا عودته مرة أخرى بداية من عام 2015.

وناقش هذا الاجتماع تحويل المسمى إلى مهرجان القاهرة الدولى للمسرح العالمى والتجريبي، حرصًا على أن يضم جميع التيارات داخله، وطالب عصفور بتعديل فلسفته بما يسمح لكل الاتجاهات المسرحية العالمية والتجريبية أن تتواجد أمام المشاهد المصرى ولكن تأخر ظهوره عام آخر، وانطلقت الدورة 23 برئاسة الدكتور سامح مهران رئيس أكاديمية الفنون الأسبق، لكنه عاد مختلفا فقد أضيف لعنوانه كلمة «المعاصر» ليكون مسماه «مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر».

ويعتبر المسرح التجريبي اليوم هو الأكثر تداولا، لأنه الأكثر تعبيرا عن حالة الانهيار الاجتماعي والإحباط النفسي الذي وصلنا إليه ولأنه الأكثر قدرة علي استيعاب وتوظيف وإبراز القدرات الفنية لكل من الممثل والمخرج والتقني،وهو الذي حول المسرح العربي من حاجة اجتماعية إلي حالة ثقافية.

المهرجان متخصص في إعطاء الفرصة لتقديم العروض المسرحية التجريبية من كل دول العالم، والتي يتم اختيارها بواسطة لجنة تحكيم دولية، كما يتم تكريم عدد من الشخصيات العالمية المهتمة بفنون المسرح التجريبى، وتمنح الجوائز لأفضل العروض في المجالات المسرحية المختلفة مثل: الإخراج، التمثيل، الديكور والاضاءة، كما يقام على هامش المهرجان عدد من الندوات المتخصصة في تقنيات وفنون المسرح.