رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حيثيات «الرأفة» بـ«قابيل الإسكندرية»: المجنى عليه اعتاد ضرب والديه وشوّه سمعة الأسرة بـ«السرقة والمخدرات»

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

أودعت محكمة جنايات الإسكندرية حيثيات حكمها، الصادر منتصف أغسطس الماضى، بمعاقبة متهم بالسجن ١٠ سنوات مع «الرأفة»، لقتله شقيقه بالاتفاق مع شقيقه الثالث، الذى حكم عليه سابقًا بنفس القضية بالسجن ١٥ عامًا، بسبب سوء سلوك وتصرفات المجنى عليه، التى ولدت كراهيته فى قلبىّ شقيقيه.
وقالت المحكمة إن المتهم «أمير. م. ر» اشترك مع شقيقه فى قتل شقيقهما الثالث مع سبق الإصرار والترصد، وذلك بأن عقد العزم وبيت النية على قتل المجنى عليه، وتوجه إلى منزله وما أن رآه حتى جثم عليه ضاغطًا بيديه على عنقه، بينما بادر المتهم الآخر بتكبيل المجنى عليه وربط قدميه ويديه، حتى تمكنا من لف «كوفية» حول عنقه وربطها بالسرير وشدها بقوة محدثة إصابات برقبة المجنى عليه حتى خارت قواه وفارق الحياة.
وأضافت المحكمة، فى حيثيات حكمها بالقضية رقم ١٤٦٨٩ لسنة ٢٠١٣ المنتزه بالإسكندرية، أن الشيطان ألف بين قلب المتهم وشقيقه «كريم. م» وملأ صدرهما بالحقد ضد أخيهما، لتعاطيه المخدرات وارتكابه جرائم السرقة، غير عابئ بشرع أو دين أو قانون، ولتشاجره الدائم مع الوالد والاعتداء بالضرب على الوالدة قبل وفاتها، ما تسبب فى كراهيتهما له، وجعل الناس يتحدثون عنهم وعن تصرفات شقيقهما التى عابت الأسرة.
وواصلت: «الفكرة اختمرت فى نفسى الشقيقين بالخلاص من شقيقهما، ويوم الواقعة توجها إلى منزله ووجداه مستلقيًا على الأريكة يشاهد التلفاز، فدار بين المتهمين حديث هامس على تنفيذ جريمتهما، وأطبقا عليه وهو مستلق أمام التليفزيون، وقام الأخ الأكبر، المحكوم عليه، بضربه وخنقه بيده، بينما قام المتهم الثانى بتكبيل يديه وقدميه ما مكن الأول من لف كوفية بشدة حول رقبة المجنى عليه والضغط عليها وربطها بالسرير، ولم تأخذهما به رأفة، حتى فارق الحياة نتيجة لإسفكسيا الخنق، وعند تأكدهما من وفاته استوليا على الأموال الموجودة بالمنزل وفرا هاربين».
وقالت المحكمة إن شهادة الشهود والتحريات السرية أكدت أن المجنى عليه والمتهمين أشقاء، وأن المجنى عليه يعمل فى تجارة الكرتون، وظهرت عليه علامات الثراء مؤخرًا، وأنه كان دائم التعدى بالضرب على الوالدة، ما اضطر المتهمين إلى التفكير فى قتله، وسرقة ١٥٠٠ جنيه من منزله.
واعترف «كريم»، المحكوم عليه سابقًا بالسجن ١٥ عامًا، الذى تم إلقاء القبض عليه عقب قتل أخيه، بأنه نفذ الجريمة بالاشتراك مع شقيقه الهارب «أمير»، الذى كان يقيم بالعقار المملوك للوالد قبل الحادث، مشيرًا إلى أن المجنى عليه كان على علاقة سيئة بجميع من فى المنزل، وكان يتعدى على الوالدين بالضرب، كما كان يتردد عليه أصدقاء السوء بالمنزل لتعاطى المواد المخدرة والتخطيط لارتكاب جرائم السرقة.
وأشار إلى أنه نصحه كثيرًا بالابتعاد عن ذلك الطريق والرجوع إلى السلوك القويم والكسب بالحلال والابتعاد عن أصدقاء السوء وعدم تناول المواد المخدرة، ولكن المجنى عليه كان دائم الرفض والابتعاد عن الطريق القويم.
وأضاف «كريم» أن المجنى عليه قام بالعديد من السرقات بالاشتراك مع أصدقاء السوء، وأن الجيران اشتكوا من ذلك، ما تسبب فى مشاكل للأسرة بسبب سوء سلوكه ودعا الشقيقين إلى التفكير فى الانتقام منه وتنفيذ الجريمة بنفسيهما، وأقر المتهم بأنه حاول التفريق بين شقيقيه حين ارتكاب الواقعة، لكنه لم يفلح فتركهما، ولما عاد شقيقه أخبره بأنه انتهى من تنفيذ الجريمة.
وأكدت المحكمة أنه وقر فى يقينها ارتكاب المتهمين تلك الواقعة، وأن جناية القتل ارتبطت بجنحة سرقة أموال المجنى عليه، وبناء عليه يتعين معاقبة المتهم الماثل بالقضية بالمادة ٣٠٤ بما جاء بالفقرة الثانية من قانون العقوبات، وأن المحكمة ترى من ظروف الدعوى وملابساتها أخذ المتهم بقسط من الرأفة فى الحدود التى أقرها القانون فى المادة ١٧ من قانون العقوبات، وقضت بمعاقبة المتهم «أمير» بالسجن المشدد لمدة ١٠سنوات عما أسند إليه من اتهامات.
ولم يلق حكم الحبس قبولًا لدى المتهم ما دعاه إلى التقدم بطعن أمام محكمة النقض، لإعادة النظر فى القضية، التى لم يحدد لها جلسة حتى الآن.